اخبار الإقليم والعالم
الإمارات وأفريقيا.. شراكات واتفاقيات واستثمارات تعزز التعاون الاقتصادي
نقلة نوعية تشهدها العلاقات الاقتصادية بين الإمارات ودول أفريقيا، في ظل توجه إماراتي نحو دعم الازدهار والاستقرار والتنمية بالقارة السمراء.
توجه، أكد عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في أكثر من مناسبة، مشددا على حرص بلاده مواصلة بناء شراكات تنموية مع الدول الأفريقية من أجل مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة لشعوبها والعالم.
تنفيذا لهذا التوجه، يجري الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي جولة أفريقية، يتصدر تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري أجندة المباحثات التي يجريها خلالها.
تأتي تلك الجولة بعد إبرام الإمارات 3 شراكات اقتصادية شاملة مع 3 دول أفريقية هي الكونغو وأفريقيا الوسطى وكينيا خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الجاري، فيما دخلت اتفاقية تم توقيعها العام الماضي مع موريشيوس حيز التنفيذ قبل نحو شهر.
يأتي توقيع تلك الاتفاقيات، ضمن استراتيجية الإمارات لتعزيز التنمية المستدامة في أفريقيا، بعد أن ضخت استثمارات إجمالية تبلغ 110 مليارات دولار في قطاعات واعدة بأفريقيا.
وخلال 54 عاماً من الشراكة مع دول أفريقيا واصلت دولة الإمارات دعم الازدهار والمساهمة في الجهود المشتركة لدعم القارة الأفريقية ودولها على مواجهة التحديات المستقبلية ووضع الحلول المبتكرة لها.
جولة مهمة.. 11 مذكرة تفاهم
ضمن أحدث تلك الجهود، يجري الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي جولة أفريقية، لتعاون التعاون مع دول القارة السمراء.
و استقبل يوري موسيفيني، رئيس أوغندا،اليوم الخميس، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وذلك بحضور روبينا نبانجا رئيسة وزراء أوغندا، وجيجي أودونغو، وزير الخارجية.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، إضافة إلى مناقشة الجهود المشتركة لتوسيع وتطوير مسارات التعاون في مختلف المجالات التنموية، لاسيما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات ترتبط بعلاقات متميزة مع جمهورية أوغندا، تزخر بالفرص الواعدة ومقومات النمو في العديد من القطاعات الحيوية التي تدعم خطط البلدين التنموية وجهودهما لتحقيق الازدهار الاقتصادي المستدام.
وشدد على حرص دولة الإمارات على ترسيخ شراكات تنموية مستدامة مع الدول الأفريقية الصديقة، بما يعود بالنفع والرخاء على شعوبها.
وعقب اللقاء، شهد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان والرئيس يوري موسيفيني توقيع 6 مذكرات تفاهم بين البلدين تشمل:
مذكرة تفاهم بشأن التعاون الاستثماري بين البلدين.
مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات وحكومة أوغندا، ممثلة بوزارة الطاقة وتنمية المعادن، بشأن التعاون في مجال الطاقة.
مذكرة تفاهم بشأن الإعفاء المتبادل من متطلبات تأشيرة الدخول بين البلدين.
مذكرة تفاهم بين شركة "قطارات الاتحاد" وحكومة أوغندا
مذكرة تفاهم بين هيئة تكنولوجيا المعلومات الوطنية في أوغندا وشركة "بريسايت" الإماراتية المتخصصة في تحليل البيانات الضخمة والمدعومة بالذكاء الاصطناعي، بشأن التعاون في مجال التحول الرقمي والابتكار في مجالات الأمن السيبراني، وأنظمة الحوكمة الإلكترونية، وتطوير البنية التحتية السحابية.
مذكرة تفاهم بين أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية ووزارة الخارجية في أوغندا.
علم دولة الإمارات العربية المتحدةجاءت زيارة أوغندا، غداة إجراء الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، الأربعاء، زيارة إلى دولة مالاوي، التقى خلالها الدكتور لازاروس شاكويرا، رئيس مالاوي، بحضور نانسي جلاديس تيمبو، وزيرة الخارجية في مالاوي.وبحث الجانبان خلال الزيارة، سبل توسيع آفاق التعاون الثنائي في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية، وغيرها من القطاعات التي تخدم المصالح المتبادلة للبلدين وشعبيهما.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات تولي اهتماما كبيرا بتعزيز جسور التعاون مع جمهورية مالاوي، وبناء شراكات تنموية فاعلة تدعم مساعي البلدين لتحقيق التنمية والازدهار المستدامين، مشيرا إلى حرص دولة الإمارات على تعزيز شراكاتها، لاسيما الاقتصادية، مع كافة الدول الأفريقية الصديقة.
وعقب اللقاء، شهد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان و الدكتور لازاروس شاكويرا التوقيع على خمس مذكرات التفاهم بين البلدي تشمل:
مذكرة تفاهم بين أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية ووزارة خارجية جمهورية مالاوي بشأن التدريب الدبلوماسي.
مذكرة تفاهم في مجال الاستثمار بين البلدين.
مذكرة تفاهم بين حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وحكومة مالاوي، بشأن التعاون الاستثماري في قطاع المعادن.
مذكرة تفاهم بين "المدرسة الرقمية"، إحدى مبادرات "محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، وحكومة مالاوي، بشأن التعاون في مبادرة التعلم الرقمي.
مذكرة تفاهم بين اتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات ووزارة التجارة والصناعة في مالاوي، بشأن تأسيس مجلس الأعمال الإماراتي - المالاوي المشترك.
4 شراكات اقتصادية
تم توقيع 11 مذكرة تفاهم بين الإمارات من جانب وأوغندا ومالاوي من جانب آخر يتصدر التعاون الاقتصادي والاستثماري معظم مجالاتها.
واستبقت الإمارات تلك المذكرات، بإبرام 4 شراكات اقتصادية شاملة مع 4 دول أفريقيا، أحدثها توقيع شراكة اقتصادية شاملة مع الكونغو قبل شهر في أبوظبي.
وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ودينيس ساسو نغيسو رئيس جمهورية الكونغو 8 أبريل/نيسان الماضي توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أهمية الاتفاقية في دفع مسار العلاقات الاستراتيجية مع الدول الصديقة وتعزيز آفاق التعاون الاقتصادي المشترك وذلك في إطار رؤية دولة الإمارات تجاه توسيع قاعدة شركائها التجاريين حول العالم، مشيراً إلى أن البلدين تجمعهما رؤية مشتركة تجاه تحقيق التقدم والتنمية المستدامة مع التركيز على تنويع الاقتصاد وتعزيز فرص النمو والازدهار.
وأعرب عن تطلعه إلى أن تسهم الاتفاقية في إطلاق مرحلة نوعية جديدة لعلاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية.
من جانبه أكد الرئيس دينيس ساسو نغيسو حرص بلاده على توسيع آفاق شراكتها الاقتصادية مع دولة الإمارات لما فيه الخير لشعبيهما.
وتعد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات والكونغو الخامسة عشرة ضمن برنامج الشراكة الاقتصادية الشاملة للإمارات، الذي يهدف إلى تعزيز العلاقات مع الأسواق الاستراتيجية حول العالم، في إطار الجهود الوطنية لمضاعفة حجم الاقتصاد الإماراتي بحلول عام 2031.
ومن المتوقع أن تدعم اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين هذه الجهود من خلال، إلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية، وإزالة العوائق غير الجمركية أمام التجارة، وتعزيز فرص تصدير الخدمات، وتوفير قنوات جديدة للاستثمار.
وبموجب الاتفاقية، ستلغى الرسوم الجمركية تدريجياً على مدى خمس سنوات، بحيث تشمل 99.5% من السلع الإماراتية المصدرة إلى الكونغو، و98% من سلع الكونغو المصدرة إلى الإمارات.
ومن المتوقع أن تؤدي الاتفاقية إلى زيادة التجارة غير النفطية بين البلدين من 3.1 مليار دولار خلال 2024 إلى 7.2 مليار دولار في عام 2032.
يأتي توقيع تلك الاتفاقية بعد نحو شهر من توقيع اتفاقية مماثلة بين الإمارات وأفريقيا الوسطى في أبوظبي 6 مارس/ آذار الماضي، بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفوستان آرشانج تواديرا رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن تطلعه “أن يشكل توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مرحلة جديدة في علاقات دولة الإمارات وجمهورية أفريقيا الوسطى في ظل رؤيتهما المشتركة للنمو والتنمية المستدامة؛ لتحقيق منافع اقتصادية ومجتمعية متبادلة”.
من جانبه أعرب الرئيس فوستان آرشانج تواديرا عن تطلعه أن تسهم الاتفاقية في الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وجمهورية أفريقيا الوسطى وتحقيق التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي للبلدين.
يذكر أن حجم التجارة غير النفطية بين دولة الإمارات وجمهورية أفريقيا الوسطى بلغ نحو 252 مليون دولار عام 2024، بنسبة نمواً 75% مقارنةً بالعام السابق.
ويتوقع أن تزيد الاتفاقية فرص وصول المنتجات المحلية إلى أسواق البلدين من خلال طريق إلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية وإزالة الحواجز غير الجمركية أمام التجارة البينية وتعزيز الاستثمارات في القطاعات الرئيسة ومنها القطاع الزراعي والبنية التحتية والتكنولوجيا.
علم دولة الإمارات العربية المتحدة
وفي 14 يناير/ كانون الثاني الماضي، شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والدكتور ويليام ساموي روتو رئيس كينيا مراسم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين، الهادفة إلى تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بينهما.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بهذه المناسبة إن الاتفاقية تؤكد التزام دولة الإمارات بتعزيز الروابط الاقتصادية وتوسيع شراكاتها التنموية مع القارة الإفريقية التي تعد شريكاً تنموياً مهماً إضافة إلى إيجاد فرص جديدة للتعاون بين البلدين.
من جانبه أكد الدكتور ويليام ساموي روتو أن الاتفاقية تمثل نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
يذكر أن علاقات التعاون بين الإمارات وكينيا تشهد نمواً مستمراً حيث تجاوزت التجارة البينية غير النفطية 3.1 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 ، بنمو قياسي بلغ 29.1% مقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2023.
وستعمل الاتفاقية على تسريع تدفقات الاستثمار في القطاعات ذات الإمكانات العالية مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات المصرفية والسياحة والبنية التحتية والطاقة المتجددة.
علم دولة الإمارات العربية المتحدة
وفي يوليو/تموز، تم توقيع اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع موريشيوس، وتعد هذه الاتفاقية الأولى من نوعها التي تبرمها الإمارات مع دولة أفريقية، وقد دخلت حيز التنفيذ أبريل/ نيسان الماضي.
ويُتوقع أن ترفع الاتفاقية قيمة التجارة غير النفطية بين البلدين من 209.8 مليون دولار حالياً إلى 500 مليون دولار خلال خمس سنوات، مع تحقيق زيادة بمقدار أربعة أضعاف في الصادرات الإماراتية إلى موريشيوس.
وتتوالى هذه الاتفاقيات لتسهم في توسيع شبكة شراكات الإمارات العالمية وتعزيز مكانتها كمركز تجاري عالمي عبر توطيد العلاقات مع شركاء تجاريين موثوقين حول العالم. وستدعم هذه الجهود تحقيق المستهدفات الوطنية لدولة الإمارات المتمثلة في زيادة قيمة التجارة الخارجية غير النفطية إلى 4 تريليونات درهم وبصادرات دولة الإمارات من السلع إلى 800 مليار درهم بحلول 2031.
110 مليارات دولار استثمارت
شراكات تتزايد، يعزز من فرص نجاحها في تحقيق أهدافها، التزام الإمارات بتعزيز التنمية المستدامة والنمو في جميع أنحاء القارة الأفريقية، بضخ المزيد من الاستثمارات فيها.
وأكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية أن بلاده حريصة على توطيد علاقاتها مع أفريقيا، مشيراً إلى أنها ضخت استثمارات إجمالية تبلغ 110 مليارات دولار في قطاعات واعدة، ترجمةً لنهجها الثابت في بناء الشراكات التنموية طويلة المدى، وهو ما تسعى إلى تحقيقه اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تواصل إبرامها مع دول القارة، باعتبار هذه الشراكات محركاً مهماً للنمو.
جاء ذلك في كلمة ألقاها في منتدى الاقتصادات الناشئة، الذي عقد ضمن فعاليات اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات 2025 في دبي فبراير/ شباط الماضي.
وأكّد الزيودي في كلمته على فرص الاستثمار والنمو الضخمة التي تتميز بها أفريقيا، مضيفاً "لا يوجد حدود للفرص في أفريقيا، حيث تمتلك القارة ثلثي الأراضي الصالحة للزراعة حول العالم، وستؤدي دوراً حاسماً في الأمن الغذائي العالمي".
وألقى الضوء على وفرة الموارد الأساسية اللازمة لتحول الطاقة الموجودة في أفريقيا، بما يشمل النحاس والليثيوم والكوبالت، وأشار إلى التوقعات بوصول عدد سكان القارة إلى 2.5 مليار نسمة بحلول عام 2050، مما سيفتح آفاق إنفاق استهلاكي بقيمة 3 تريليون دولار بحلول عام 2030.
وأكد أن القارة ستصبح جهة فاعلة ومهمة في الاقتصاد العالمي، مدفوعة بسكانها الشباب ومواردها الطبيعية الوفيرة وتقدمها التكنولوجي المتصاعد.
وأبرز منتدى الاقتصادات الناشئة الشراكة المهمة بين دولة الإمارات وأفريقيا، حيث تجاوز إجمالي استثمارات الدولة في القارة حتى الآن 110 مليارات دولار في أهم المجالات ذات الأولوية ويشمل ذلك التزاماً بقيمة 10 مليارات دولار من "مصدر" لتوليد 10 غيغاوات من الطاقة النظيفة في أفريقيا بحلول عام 2030، إلى جانب مبادرات مختلفة ضمن قطاعات الخدمات اللوجستية والبنية التحتية.
إشادة أفريقية
دائما كان دور دولة الإمارات التنموي في أفريقيا محل إشادة وتقدير دائمين من دول القارة.
ضمن أحدث تلك الإشادات، أكدت نادية يعيش، الأمين العام لمجلس الأعمال التونسي الأفريقي، أن دور دولة الإمارات في أفريقيا يمثل نموذجاً رائداً للتعاون التنموي المتكامل في أفريقيا، بفضل استثماراتها الكبرى في قطاعات استراتيجية كالبنية التحتية والطاقة، إلى جانب دعمها الفعّال لمجالات حيوية كالتعليم، والصحة، وبناء القدرات، وريادة الأعمال، خصوصاً بين الشباب والنساء.
وقالت يعيش، في تصريح صحفي على هامش انعقاد "منتدى التجارة والاستثمار في أفريقيا" في تونس أمس الأربعاء، إن الإمارات تلعب دوراً محورياً في دعم التنمية الشاملة في العديد من الدول الأفريقية، مشددة على أهمية هذا الدور من خلال تعزيز الشراكات مع الفاعلين المحليين في القارة، وتوجيه الدعم للمشاريع المجتمعية التي تسهم في تطوير منظومات الابتكار وريادة الأعمال.