اخبار الإقليم والعالم
عودة «غير ناعمة».. بايدن يتصدّى لرياح التهميش
رغم رحيله عن البيت الأبيض لا تزال الانتقادات تلاحق جو بايدن، فيما يصر الرئيس الأمريكي السابق على البقاء ضمن دائرة الضوء.
رغم رحيله عن البيت الأبيض لا تزال الانتقادات تلاحق جو بايدن، فيما يصر الرئيس الأمريكي السابق على البقاء ضمن دائرة الضوء.
فبحسب صحيفة «بوليتيكو»، يعمل الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن جاهدًا على تحسين سمعته وصقل إرثه، في حين يرغب الكثيرون في الحزب الديمقراطي أن يترك الرجل الحياة السياسية.
وفي إشارة إلى نية الرئيس السابق مواصلة مشاركته العلنية، استعانت دائرته المقربة بكريس ميغر، النائب السابق للمتحدث باسم بايدن والمتحدث باسم وزارة الدفاع، لمساعدته في تجاوز المائة يوم الأولى من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ونقلت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن مصادر مقربة من بايدن قولها إن ميغر، الذي عمل مع وزير النقل السابق بيت بوتيجيج ومع حاكمة ميشيغان جريتشن ويتمر، لعب دورًا أساسيًا في حجز ظهور بايدن في برنامج "ذا فيو" التي تعد أول مقابلة مباشرة له منذ تنصيب ترامب.
وحاليا، يمر بايدن بمرحلة حرجة، مع تعرضه لانتقادات شديدة من الديمقراطيين بسبب إصراره لفترة طويلة البقاء في السباق الرئاسي العام الماضي.
في الوقت نفسه، تخطط إدارة ترامب لإصدار التسجيل الصوتي لمقابلة بايدن مع روبرت هور، المستشار الخاص الذي حقق في تعامل الرئيس السابق مع وثائق سرية وأثار تساؤلات حول قواه العقلية.
تشويه سمعة بايدن
وسعى حلفاء ترامب الجمهوريون إلى استخدام هذه التسجيلات لتشويه سمعة بايدن، الأمر الذي يخشاه المقربون من بايدن وهي المخاوف التي تعد أحد أسباب اختيار ميغر.
ويُعد توقيت ظهور بايدن في برنامج "ذا فيو" ملفتًا لأنه يأتي بعد مرور 100 يوم على تنصيب ترامب وهي فترة اعتاد فيها الرؤساء السابقون تجنب انتقاد الرؤساء الجدد وبالتالي أصبح بإمكان بايدن الآن مواجهة ترامب بشكل مباشر أكثر.
وقالت المصادر إن برنامج "ذا فيو" كان دائما منبرا لجأ إليه بايدن في لحظات عصيبة منذ 2007 كما كان منصته بعد بدء حملته الرئاسية لعام 2020، كما ظهر في البرنامج في سبتمبر/أيلول كأول رئيس في السلطة يفعل ذلك، وهي المقابلة التي وصف خلالها ترامب بأنه "فاشل".
والمقابلة التي تذاع على الهواء مباشرة اليوم الخميس إما أن تبرئ بايدن أو تكون محفوفةً بالمخاطر، وربما تكون بين هذا وذاك، لكنها في النهاية، فرصة له لدحض الانتقادات التي تُشير إلى تراجع شعبيته.
وقالت كايتلين ليجاكي، المستشارة الديمقراطية: "إذا كان يُجري هذه المقابلات ويرتكب الكثير من الأخطاء اللفظية نفسها، فيجب أن يكون هناك حوار حول ما إذا كان استمراره في إجراء المقابلات يُفيده أم يُضرّه". وأضافت: "لكن إذا ذهب بايدن وأجرى المقابلات، فسنرى بايدن مُرتاحًا ومُسترخيًا وواعيًا، وهذا قد يُؤتي ثماره".
وبينما أصدر روبرت هور العام الماضي تقريرًا خلص فيه إلى أنه لن يوجه اتهامات جنائية ضد بايدن، استغل الرئيس السابق آنذاك امتيازه التنفيذي لمنع نشر التسجيل بعدما أثار حساسية شديدة بعدما وصف المستشار الخاص بايدن بأنه "رجل مسن حسن النية وذو ذاكرة ضعيفة.
وهذا الربيع، بدأ بايدن بالعودة تدريجيًا إلى الساحة الوطنية من خلال إلقاء العديد من الخطب والظهور في بعض الفعاليات.
انتقادات لاذعة
وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، نُشرت يوم الأربعاء، قدّم بايدن تقييمًا لاذعًا لإدارة ترامب، ووصف اقتراحه بأن تتنازل أوكرانيا عن أراضٍ كجزء من اتفاق سلام مع روسيا بأنه "استرضاء عصري"، واعتبر احتمال تفكك حلف شمال الأطلسي (ناتو) بأنه "مصدر قلق بالغ".
وقال بايدن عن اجتماع ترامب في المكتب البيضاوي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "وجدت الأمر دون مستوى أمريكا في طريقة حدوثه".
وأشار إلى أنه لا يندم على توقيت قراره بالانسحاب من حملة 2024، والذي يعتقد العديد من الديمقراطيين أنه أعاق حملة نائبته كامالا هاريس.
وقال مسؤول ديمقراطي طلب عدم الكشف عن هويته: "هناك العديد من القادة الشباب والديناميكيين في الحزب الديمقراطي الذين يركزون على المضي قدمًا، ومن الأفضل أن نركز عليهم، بدلًا من رجل عجوز يحاول إقناع نفسه وأمريكا بأنه غير مسؤول عن إعادة انتخاب ترامب".
وقال مات بينيت، من مجموعة "الطريق الثالث" ذات التوجه اليساري الوسطي "لا أعتقد أن بايدن يفهم ما يدور في القاعة حاليًا" وأضاف "أعتقد أن الحزب، في النهاية، سيقتنع بأنه قام بعمل جيد كرئيس، وأنه أقرّ العديد من القرارات المهمة.. لكن الدمار المروع الذي نشهده مع إدارة ترامب والغضب واليأس اللذين يشعر بهما الديمقراطيون، يجعلان من هذه اللحظة فرصةً غير مواتية له للعودة إلى النقاش".
وعادةً ما يأتي تعيين مساعد اتصالات خارجي بعد 6 أشهر من مغادرة البيت الأبيض حيث يُمنح الرؤساء السابقون خلال هذه الفترة متحدثًا باسمهم بتمويل من دافعي الضرائب وقد يسمح تعيين ميجر مُبكرًا لبايدن بالانخراط بقوة أكبر في المشهد العام.
يأتي تعيين ميغر في حين يستعد حلفاء بايدن أيضًا لإصدار كتاب جديد من تأليف صحفيين بارزين يُقدّم نظرةً من وراء الكواليس على قرار بايدن بالترشح "رغم الأدلة على تراجعه الخطير وذلك وسط جهودٍ يائسةٍ لإخفاء مدى تدهوره" وهو ما يمثل صداعا لبايدن الذي يعمل على كتابه الخاص، كما تردد أنه يُنشئ فرق مكتبته ومؤسسته.