منوعات
الخطوط القطرية تعزز أسطولها بصفقة ضخمة مع بوينغ
تستعد الخطوط الجوية القطرية لإحداث ضجة بعدما كشفت مصادر مطلعة الثلاثاء، أن الشركة تعكف على إكمال اللمسات الأخيرة على طلب لشراء حوالي 100 طائرةٍ عريضة البدن من شركة بوينغ، مع خيار لشراء عدد أكبر لم يعلن عنه بعد.
ويسارع البعض من أكبر شركات الطيران في منطقة الخليج إلى إبرام اتفاقيات بخصوص تعزيز أساطيلها استعدادا لاحتدام المنافسة خلال السنوات المقبلة. في الوقت الذي تتسابق فيه على زيادة حصصها في سوق النقل الجوي.
وقالت المصادر لوكالة بلومبيرغ إن “من المرجح أن تشمل الاتفاقيات أيضا شراء المئات من محركات شركة جنرال إلكتريك التي تُشغّل طائرات بوينغ.”
ومن المتوقع الإعلان عن الصفقة وتفاصيلها خلال جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، التي تبدأ الأسبوع المقبل وتشمل السعودية وقطر والإمارات.
وستتضمن الجولة صفقات تجارية في قطاعات الدفاع والطيران والبنية التحتية والتكنولوجيا، وقد تقترب قيمة الاتفاقيات من 3 تريليونات دولار، متجاوزة بكثيرٍ حصيلةَ ما حققه ترامب في جولته الأولى في المنطقة عام 2017.
وفي مارس الماضي، قال رئيس العمليات التجارية في الشركة تييري أنتينوري لرويترز إن القطرية “ستتقدم قريبا بطلبية كبيرة لشراء طائرات عريضة البدن لدعم خططها للنمو في الأجل البعيد.” وأحجم عن الكشف عمّا إذا كان سيتم توقيعها مع أيرباص أو بوينغ أو مع كليهما.
في المئة من أساطيل شركات الشرق الأوسط ستكون طائرات عريضة البدن بحلول 2043
وسبق أن أكد عمر عريقات، نائب رئيس المبيعات والتسويق التجاري للشرق الأوسط في بوينغ، في مقابلة مع صحيفة “الراية” القطرية أواخر 2024 أن الشركة تقدمت بطلب لشراء 100 طائرة جديدة لتضيفها إلى 135 طائرة بوينغ من أسطولها.
وأبرمت شركة الطيران القطرية صفقة طائرات 737 في منتصف عام 2022 في وقت كانت غارقة فيه في نزاع فوضوي مع شركة أيرباص أدى إلى إلغاء اتفاقية شراء 50 طائرة من طراز أي 321 ضيقة البدن قبل أن يتوصلا إلى تسوية فيما بعد.
وقد استفادت الشركة من بيئة السفر المزدهرة حول العالم، حيث قامت بربط الوجهات الدولية الرئيسية من خلال مركزها في الدوحة.
وتمتلك القطرية أسطولا ضخما ومُتطوّرا يصل إلى 200 طائرة تنطلق من مطار حمد الدولي كمركز رئيسي لعملياتها.
ويعمل عدد من أكبر شركات الطيران في الشرق الأوسط لعقد المزيد من الصفقات استعدادا لتجديد أساطيلها بعد أن غابت عن موجة طلبات العام الماضي، ما يعزز مكانة المنطقة بوصفها محركا رئيسيا للنمو لشركتي أيرباص ومنافستها بوينغ.
وثمة طلب قوي على الطرز ذات البدن العريض في العديد من الأسواق، ولاسيما في مناطق مثل الشرق الأوسط، حيث يعد الاتصال لمسافات طويلة أمرا بالغ الأهمية لشركات مثل القطرية وطيران الإمارات، وأيضا طيران الرياض التي تستعد لدخول المنافسة.
ومن المتوقع أن تشكل الطائرات ذات الجسم العريض 44 في المئة من أساطيل شركات الطيران في الشرق الأوسط بحلول عام 2043، وهو ما سيعزز حركة المسافرين والبضائع.
ويُعزى ارتفاع الطلب المتوقع إلى الحاجة لزيادة السعة والنطاق والكفاءة في استهلاك الوقود، بما يتماشى مع الأهداف الإستراتيجية لشركات الطيران لتحديث أساطيلها وتعزيز مسؤوليتها البيئية.
الاتفاقيات من المرجح أن تشمل أيضا شراء المئات من محركات شركة جنرال إلكتريك التي تُشغّل طائرات بوينغ
وفي الوقت الراهن لا تزال القطرية تشغل بعض طائرات أيرباص أي 330 القديمة، جنبا إلى جنب مع طراز أي 380 ذي المستويين الذي لم يعد يجري إنتاجه.
ويشمل أسطول الشركة أيضا طائرات بوينغ 777 المشابهة لطراز الطائرة ذي المحركين الشهير الذي تنتجه الشركة الأميركية حاليا. أما الطراز الأحدث الذي يطلق عليه رقم 777 – 9، فتأخر إنتاجه لعدة سنوات ولم يدخل الخدمة التجارية حتى الآن.
وستكون الإمارات المحطة الأخيرة في جولة ترامب الإقليمية. وتُعدّ طيران الإمارات أكبر مشترٍ لطائرات بوينغ في العالم، على الرغم من أن الشركة عادة ما تُصدر أي إعلانات تجارية في معرض دبي للطيران الذي يُقام كل عامين في نوفمبر.
وأعلنت طيران الإمارات أنها في السوق لشراء طائرات إضافية من طراز 777 إكس عريضة البدن، كما تتطلع شركة الطيران فلاي دبي إلى طلب المئات من طائرات بوينغ 737 الأكثر مبيعا.
وإلى جانب القطرية، تتطلع فلاي دبي أيضا إلى إبرام صفقة لشراء حوالي 70 محركا من جنرال إلكتريك لطائراتها من طراز 787 دريملاينر.
وتستحوذ الخطوط القطرية وطيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي على النصيب الأكبر من السوق في الشرق الأوسط والعالم بالنظر إلى تميزهما في خدمات الرحلات الطويلة التي جعلتهما تكسبان ثقة الملايين من الزبائن وتحول المنطقة إلى مركز ترانزيت دولي.
وأظهر أحدث تحليل نشره مزود بيانات السفر أو.أي.جي مؤخرا أن سوق الطيران في منطقة الشرق الأوسط قد نمت بنسبة 5 في المئة منذ عام 2019، ما يجعلها ثاني أسرع المناطق نموا على مستوى العالم بعد جنوب آسيا عند 12 في المئة.
وعزا معدو التقرير، الذي جاء بعنوان “سماوات الشرق الأوسط: عهد جديد من المنافسة والقدرة والنمو،” هذا النمو إلى المزيج الفعال بين نمو شركات الطيران منخفضة الكلفة وزيادة قدرة شركات الطيران التقليدية.
ويعمل الشرق الأوسط كمفترق طرق حيوي، حيث يربط بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، بفضل مراكز النقل الجوي في الإمارات وقطر على وجه الخصوص.