أخبار محلية

بين شعارات السلامة وواقع التلوث: احتفالية بترومسيلة تثير التساؤلات في حضرموت

وكالة أنباء حضرموت

في وقت يتنادى فيه العالم للاحتفال باليوم العالمي للسلامة، نظمت شركة بترومسيلة صباح اليوم فعالية تكريمية بمشاركة موظفيها وشركائها من الشركات المقاولة. الاحتفال الذي تضمن عرضًا توضيحيًا لإجراءات السلامة في مواقع العمل، إلى جانب عرض فيلم بعنوان "السلامة المهنية ضرورة قصوى في العمل"، أثار تساؤلات عديدة حول جدوى هذه الفعالية في ظل التلوث النفطي المستمر في مناطق امتياز الشركة في وادي حضرموت.


تحتفل الشركة كل عام بهذا اليوم في محاولة لتسليط الضوء على أهمية السلامة في العمل، مشيرة إلى الإنجازات التي حققتها في هذا المجال خلال العام المنصرم. ومع ذلك، يبقى الواقع البيئي في مناطق الامتياز، وخاصة مناطق الأمتياز  في وادي حضرموت، بعيدًا عن هذا الطرح الإيجابي. فالتلوث النفطي المستمر جراء تسربات النفط والممارسات البيئية غير السليمة في هذه المناطق يشكل تهديدًا كبيرًا للبيئة المحلية ولسكان المناطق المجاورة، ما يضع علامة استفهام كبيرة حول التزام الشركة بمعايير السلامة البيئية.

 

التناقض بين الاحتفال والواقع البيئي

تسربات النفط من المنشآت النفطية في حضرموت تعتبر من المشاكل البيئية الأبرز في المنطقة، وقد شهدت هذه المناطق عدة حوادث تلوث نفطي في السنوات الأخيرة. ورغم التركيز الإعلامي على جهود بترومسيلة في تطبيق معايير السلامة المهنية في مواقع العمل، فإنها لم تبذل نفس الجهود في مواجهة التحديات البيئية التي تتسبب فيها عملياتها النفطية. التلوث الناتج عن هذه التسربات يؤثر بشكل مباشر على الحياة البرية والنباتية في المنطقة، ويشكل تهديدًا للأراضي الزراعية والمياه الجوفية التي يعتمد عليها السكان المحليون.

إن الشركة التي تزعم التزامها بالسلامة في بيئات العمل، تظهر وكأنها تركز فقط على سلامة موظفيها داخل المنشآت، بينما تغفل عن تأثير نشاطاتها في مجال النفط على البيئة المحيطة. هذا التناقض بين ما يقال وما يحدث على الأرض يعكس فشلًا في معالجة التلوث البيئي المستمر في المنطقة، وهو ما يجعل الاحتفال بالسلامة المهنية يبدو كخطوة دعائية لا تتوافق مع الواقع البيئي الذي يواجهه المجتمع المحلي.

 

مخاطر التلوث على البيئة والمجتمع المحلي

التلوث النفطي في وادي حضرموت لا يقتصر على تأثيره البيئي المباشر، بل يشمل أيضًا تأثيرات صحية على السكان المحليين. الدراسات البيئية أظهرت أن تسربات النفط تؤدي إلى تلوث التربة والمياه الجوفية، مما يهدد مصادر المياه التي يعتمد عليها المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي هذه التسربات إلى تدهور الأراضي الزراعية التي تعد مصدر دخل أساسي للعديد من الأسر في المنطقة بالاضافة الى حرق الغاز المسال في الهواء الطلق الذي تسبب بتلوث الهواء في المناطق المجاورة للشركة . هذه المشاكل البيئية، التي قد تكون لها عواقب صحية طويلة الأمد على السكان، لا تتماشى مع السياسة التي تدعي الشركة أنها تتبعها في الحفاظ على السلامة والصحة العامة.


هل السلامة المهنية تشمل البيئة؟

على الرغم من أن بترومسيلة تقدم نفسها كحريصة على سلامة موظفيها، فإن التساؤل الذي يطرح نفسه هو: هل تشمل سياسة السلامة لديها البيئة المحيطة؟ في ظل استمرار التسربات النفطية والتأثيرات البيئية التي تمثل تهديدًا واضحًا لصحة الإنسان، من المستغرب أن تركز الشركة على السلامة في مواقع العمل دون أن تأخذ في اعتبارها سلامة البيئة والمجتمع الذي تعيش فيه هذه المواقع.

إن عدم التزام الشركة بمعايير السلامة البيئية يجعل من هذا الاحتفال مجرد حدث إعلامي لا يعكس الحقيقة البيئية التي يعاني منها السكان في وادي حضرموت. في الوقت الذي يحتفل فيه الموظفون بالسلامة المهنية في أماكن العمل، يظل التلوث النفطي يتناثر في البيئة المحيطة بهم، ليشكل تهديدًا مستمرًا على حياة الناس وعلى الموارد الطبيعية التي تعتمد عليها المنطقة.


دعوة للتغيير الحقيقي

إن بترومسيلة أمام اختبار حقيقي في مدى التزامها بالسلامة البيئية. إذا كانت الشركة تهدف إلى تحسين سمعتها في مجال السلامة، فلا بد لها من أن تشمل هذه السياسة المعايير البيئية التي تحمي المجتمع والبيئة من الأضرار الناتجة عن التلوث النفطي. في نهاية المطاف، لا يمكن الحديث عن "السلامة" دون الاهتمام بحماية البيئة التي يعيش فيها الناس، خاصة في مناطق مثل وادي حضرموت التي تعاني من التلوث المستمر.

"سناب شات" مصيدة الضحايا: ضبط خلية ابتزاز تستغل صور الشباب في حضرموت


بلاغ مهم من لجنة المحروقات لمرافق الخدمات لحلف قبائل حضرموت


الانتقالي الجنوبي يُعزز حضوره في واشنطن باتفاق استراتيجي مع شركة علاقات عامة أمريكية


متعاقدو "ابن سيناء" ينتفضون: بيان حقوقي يكشف تجاهل السلطات في حضرموت