تقارير وحوارات
واشنطن تقصف صنعاء والحوثيون يتوعدون إسرائيل بحصار جوي شامل
اتهم الحوثيون في اليمن الاثنين الولايات المتحدة بشن نحو 10 غارات على العاصمة صنعاء ومحيطها، بعد ساعات معدودة من تبني المتمردين الموالين لإيران هجوما صاروخيا أصاب محيط مطار بن غوريون وتوعدت إسرائيل بالرد عليه.
وأفادت وكالة سبأ اليمنية التابعة للحوثيين عن "غارتين للعدوان الأميركي استهدفتا شارع الأربعين" في صنعاء وأخرى "شارع المطار"، بعد أن كانت قد أعلنت سابقا عن سلسلة ضربات طاولت العاصمة.
ونقلت الوكالة عن وزارة الصحة في حكومة الحوثيين "اصابة 14 مواطنا جراء غارة شنها العدوان الأميركي مساء أمس (الأحد) على منطقة سعوان في شارع الأربعين" بصنعاء، إضافة إلى إصابة "مواطن آخر في شارع المطار"، في حصيلة أولية.
وكان الحوثيون قد أعلنوا مسؤوليتهم عن استهداف مطار بن غوريون، حيث أوردت قناة المسيرة التابعة لهم بيانا جاء فيه "استهدفنا مطار (بن غوريون) في يافا المحتلة بصاروخ بالستي فرط صوتي أصاب هدفه بنجاح".
ومساء الأحد أعلن يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيان "فرض حصار جوي شامل على العدو الإسرائيلي من خلال تكرار استهداف المطارات وعلى رأسها... مطار بن غوريون"، داعيا "شركات الطيران العالمية... إلى إلغاء كافة رحلاتها إلى مطارات العدو".
وأثنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على هجمات الحوثيين "الدقيقة".
وحتى قبل صدور هذا البيان، أعلنت مجموعة لوفتهانزا الألمانية و"إير إنديا" للطيران تعليق رحلاتهما من وإلى مطار بن غوريون في تل أبيب حتى السادس من مايو بعد الهجوم، فيما علّقت "بريتش إيرويز" رحلاتها للمطار حتى السابع من الشهر الجاري.
وجاء الهجوم قبل ساعات من تأكيد الجيش الإسرائيلي رسميا استدعاء "عشرات الآلاف من عناصر الاحتياط" لهجومه في غزة، معلنا أن هدفه تدمير "كل البنى التحتية" العائدة الى حماس.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد بتوجيه "ضربات" جديدة للحوثيين في اليمن بعد استهدافهم المطار، ما تسبب بإصابة ستة أشخاص وتعطيل حركة الملاحة.
كذلك، توعد نتنياهو باستهداف إيران، وقال عبر منصة اكس إن "هجمات الحوثيين مصدرها إيران. اسرائيل سترد على هجوم الحوثيين على مطارنا الرئيسي في الوقت المناسب والمكان الذي نختاره نحن (عبر استهداف) أسيادهم الإرهابيين الإيرانيين".
وأضاف "الأمر ليس ضربة واحدة وتنتهي، ستكون هناك ضربات".
ورفضت طهران اتهامات صلتها بهجمات اليمن، واصفة إياها بـ"ادعاءات باطلة" لتغطية جرائم إسرائيل.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الإيرانية "هذه التهم هي تكرار للادعاءات الباطلة التي تنسب الخطوات الشجاعة للشعب اليمني في دفاعه عن نفسه ودعمه للشعب الفلسطيني إلى إيران، وهي إهانة لشعبٍ صامد ومظلوم ".
وأضاف البيان "الولايات المتحدة الأميركية، من خلال دعمها للإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني، هي من دخلت في حرب ضد الشعب اليمني، وترتكب جرائم حرب عبر استهداف البنية التحتية والأهداف المدنية في مختلف المدن اليمنية.. التحرك اليمني الداعم لفلسطين قرار مستقل، نابع من الشعور الإنساني والإسلامي العميق بالتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتحميل إيران مسؤولية هذا القرار هو ادعاء مضلّل".
وشدد البيان أن "الشعب الإيراني عازم على الدفاع الشامل عن أمنه ومصالحه الوطنية في مواجهة أي عدوان أو تهديد غير قانوني، ونحمّل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني كامل المسؤولية عن التداعيات المترتبة على تهديداتهما الأخيرة ضد إيران".
ودعا زعيم حزب الوحدة الوطنية في إسرائيل بيني غانتس، إلى رد فعل عنيف يستهدف طهران ردا على سقوط صاروخ أطلق من اليمن قرب مطار بن غوريون في تل أبيب وسط البلاد.
وقال في منشور "هذه ليست اليمن، هذه إيران.. إيران هي من تطلق الصواريخ البالستية على دولة إسرائيل، وعليها أن تتحمل مسؤوليتها".
وأكد الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ الذي سقط في محيط مطار بن غوريون، أطلق من اليمن وسقط في منطقة المطار الدولي الرئيسي رغم "عدة محاولات اعتراض".
وكان قائد لواء المركز في إسرائيل يائير حتسروني أفاد أن الصاروخ أحدث حفرة "بعرض وعمق عشرات الأمتار".
ومساء الاحد، أعلن الجيش بعد اجرائه تحقيقا انه لم يكن هناك "اي ثغرة في الرصد والاعتراض" بل "مشكلة تقنية في جهاز الاعتراض".
من جانبه، قال جهاز الإسعاف والطوارئ "نجمة داود الحمراء" أنه قدم العلاج لستة مصابين على الأقل، تراوحت إصاباتهم ما بين الطفيفة والمتوسطة.
وفي مطار بن غوريون، أكد صحافي في فرانس برس سماع دوي انفجار "وكان الارتداد شديدا للغاية"، مضيفا "على الفور، طلب أفراد الأمن من مئات المسافرين الاحتماء".
ولاحقا، قال المتحدث باسم سلطة المطارات في بيان مقتضب "تم استئناف عمليات الإقلاع والهبوط بشكل طبيعي".
بعد استئناف الملاحة، قال مراسل فرانس برس إن "العديد من المسافرين ينتظرون إقلاع رحلاتهم وآخرون يحاولون إيجاد رحلات بديلة".
ومن بين هؤلاء إسرائيلية قالت إنها "شعرت بالخوف لأن الانفجار كان كبيرا".
وأضافت المرأة التي فضلت عدم الإفصاح عن اسمها "الآن كل شيء على ما يرام ... لكن منذ 7 أكتوبر اعتدنا على هذا، قد يأتي صاروخ في أي لحظة، وتتوقف الحياة لبعض الوقت".
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، تطلق جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل بشكل منتظم، باستثناء فترتي الهدنة في الحرب.
ويشن الحوثيون أيضاً هجمات على سفن تجارية يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن انطلاقاً من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، في ما يعدونه دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة.
ورداً على هذه الهجمات تشن الولايات المتحدة، بالاشتراك أحياناً مع بريطانيا، غارات ضد مواقع عسكرية للحوثيي