تقارير وحوارات
ردا على استهداف الحوثيين لـ«بن غوريون».. ميناء الحديدة تحت القصف الإسرائيلي
هزّت سلسلة من الانفجارات العنيفة مدينة الحُدَيْدَة، غربيّ اليمن، وذلك إثر غاراتٍ إسرائيليّة مكثفة.
وقال شهود عيان لـ"العين الإخبارية" إن عدة انفجارات متتالية وعنيفة دوّت بشكل غير مسبوق في أرجاء مدينة الحُدَيْدَة إثر الغارات الإسرائيلية.
أشعل الإنذارات بالقدس وتل أبيب.. صاروخ حوثي يسقط قرب مطار بن غوريون
ووفقًا للمصادر، فقد ضربت ست غارات أهدافًا اقتصادية وعسكرية بالقرب من ميناء الحُدَيْدَة الاستراتيجي، فيما استهدفت غارات أخرى بنيةً عسكرية للحوثيين في مصنع "أسمنت باجِل"، شرقيّ المحافظة.
قصف اسرائيلي سابق على ميناء الحديدة
كما أصابت عدة غارات بشكل مباشر ميناء الحُدَيْدَة، وألحقت به خسائر فادحة، فيما فرض الحوثيون طوقًا أمنيًا حول الميناء، ومنعوا المواطنين من الاقتراب.
ماذا قالت إسرائيل؟
وجاء القصف الإسرائيلي على الحُدَيْدَة غداة هجوم حوثي بصاروخ باليستي على مطار بن غوريون، وبعد ساعات من إعلان الميليشيات فرض حصار جوي شامل على الدولة العبرية.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد شاركت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية، الاثنين، في هجوم على أهداف للحوثيين في اليمن.
وهذا هو الهجوم الإسرائيلي الأول على اليمن في عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب التي تنفذ منذ شهرين هجمات متواصلة على أهداف الحوثيين في اليمن.
ونقلت "القناة 12" الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن "إسرائيل تشن هجوما في اليمن" بعشرات الطائرات.
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن "سلاح الجو الإسرائيلي هاجم اليمن بـ 8 موجات مختلفة على مطار الحديدة وجانبها الشرقي".
وبدورها قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إنه "شنّت إسرائيل اليوم الإثنين هجومًا على مدينة الحديدة الساحلية في اليمن، بعد يوم من سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون بالقرب من مطار بن غوريون".
وأضافت: "تشير هذه الضربة، وهي عملية مشتركة مع الولايات المتحدة، إلى تحوّل في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه الحوثيين، بعد أشهر من ضبط النفس رغم الهجمات الصاروخية شبه اليومية، حيث اختارت بدلاً من ذلك السماح لواشنطن بمواصلة حملتها الجوية على الجماعة".
الجيش يعلق
وبدوره قال الجيش الإسرائيلي في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه إنه "شنت طائرات حربية قبل قليل غارات استهدفت بنى تحتية إرهابية تابعة لنظام الحوثي الارهابي في منطقة الساحل اليمني".
وأضاف أن "جاءت الغارات ردًّا على الهجمات المتكررة لنظام الحوثي نحو دولة إسرائيل والتي شملت إطلاق صواريخ أرض-أرض ومسيرات نحو الأراضي الاسرائيلية ومواطنيها".
وبحسب الجيش الإسرائيلي فإنه "تعتبر البنى التي تمت مهاجمتها في ميناء الحديدة مصدر دخل مركزي لصالح نظام الحوثي حيث يستخدم ميناء الحديدة لصالح نقل وسائل قتالية ايرانية وعتاد عسكري وحاجات عسكرية إضافية".
وقال: "كما تمت مهاجمة مصنع أسمنت باجل شرق الحديدة والذي يستخدم كمنشاة اقتصادية مهمة لنظام الحوثي الارهابي والذي يستخدم لبناء الانفاق والبنى التحتية العسكرية التابعة لنظام الحوثي حيث يشكل استهداف المصنع بمثابة ضربة لاقتصاد النظام وتسلحه العسكري.".
وأضاف: "يعمل نظام الحوثي الإرهابي على مدار السنة والنصف الأخيرة بتوجيه وتمويل إيراني لضرب إسرائيل وحلفائها وزعزعة النظام الاقليمي وتشويش حرية الملاحة العالمية".
وبالأمس حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أن إسرائيل سترد على الحوثيين.
وقال كاتس: "كل من يؤذينا سيتضرر بشكل مضاعف".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن "الهجوم نُفذ بالتزامن مع ضربة أمريكية".
وأضاف المصدر: "تم إلقاء 50 قنبلة.. دمّرنا ميناء الحديدة ومصانع خرسانة تُستخدم لإنتاج الأسلحة.. كان هذا هجومًا عنيفًا للغاية.. انتهت اللعبة".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "هذا هو الهجوم السادس الذي ينفذه الجيش الإسرائيلي في اليمن منذ بداية الحرب".
وأضافت: "أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة قبل الهجوم، الذي يتم تنفيذه على بعد 1700 كيلومتر من الأراضي الإسرائيلية بمشاركة عشرات الطائرات المقاتلة".
وأشارت إلى أنه "خلال الهجوم، كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير وقائد سلاح الجو تومر بار وعضو الكنيست أرييه درعي في الحفرة" المحصنة في تل أبيب.
وكان آخر عمل عسكري إسرائيلي ضد الحوثيين في ديسمبر/كانون الأول 2024، عندما شاركت نحو 100 طائرة في هجوم على مطار صنعاء.
ومنذ ذلك الحين، شنّت الولايات المتحدة وشركاؤها في تحالف دولي ضربات ضد جيش الحوثيين، وطلبوا من إسرائيل الامتناع عن شنّ أي هجمات.
وفي الأسبوع الماضي، صرّح مسؤولون إسرائيليون بأنهم يمتنعون عن الردّ المباشر على الحوثيين لأن الولايات المتحدة تقود المعركة.
وفي أعقاب الهجوم الحوثي على مطار بن غوريون، أعلنت حوالي 20 شركة طيران أجنبية تعليق رحلاتها إلى إسرائيل لمدة تصل إلى 72 ساعة.
وفي الوقت نفسه، هدد الناطق العسكري باسم مليشيات الحوثيين بأن التنظيم سيستمر في مهاجمة المطارات الإسرائيلية من أجل فرض "حصار جوي شامل" عليه وشل النشاط الجوي.
ويشن الحوثيون هجمات باتجاه إسرائيل وعلى سفن الشحن في البحر الأحمر وبحر العرب وباب المندب، بدعوى نصرة غزة، وهي عمليات استدعت الولايات المتحدة لشن ضربات متواصلة على أهداف الجماعة، كان آخرها اليوم بثلاث غارات استهدفت معسكر السواد بصنعاء.
ووفقًا للجانب الأمريكي، فقد أدت الضربات منذ 15 آذار/مارس وحتى 25 نيسان/أبريل الماضيين إلى سقوط أكثر من 650 قتيلًا حوثيًا، غالبيتهم قيادات من الصف الثاني ويعملون كمشغّلين للصواريخ والطائرات المسيّرة.
كما أضعفت الضربات وتيرة وفعالية هجمات ميليشيات الحوثي، إذ انخفضت عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية بنسبة 69%، بينما انخفضت هجمات الطائرات المسيّرة الانتحارية بنسبة 55%، طبقًا لذات المصدر.