تقارير وحوارات
خامنئي ـ رأس الفساد ومهندس الكوارث في إيران
خامنئي ـ رأس الفساد ومهندس الكوارث في إيران
خامنئي ـ رأس الفساد ومهندس الكوارث في إيران
فاجعة انفجار بندرعباس تكشف تورط حرس النظام بتوجيه مباشر من الولي الفقيه وفضيحة تهريب الأسلحة عبر البنية التحتية الاقتصادية
في أعقاب الانفجار الكارثي الذي هزّ ميناء بندر رجائي في بندرعباس، حاول خامنئي، التنصل من مسؤوليته المباشرة عبر إصدار تعليمات للمسؤولين الأمنيين والقضائيين بـ”التحقيق والكشف عن الإهمال أو التعمد ومعاقبة المقصرين”، كما ورد في بيانه الأخير. غير أن الحقائق الدامغة والشهادات المتعددة، من داخل النظام وخارجه، تكشف أن المسؤول الأول عن هذه الكارثة هو خامنئي نفسه، عبر أذرعه الإجرامية، وعلى رأسها حرس النظام الإيراني.
تجاهل متعمد لدور الحرس وبرامجه الصاروخية
في الوقت الذي أشار فيه شهود عيان إلى سقوط مئات الضحايا جراء الانفجار المدمر، واصل النظام الإيراني إعلان الأعداد بطريقة قطرات متفرقة، حيث أقر مدير إدارة الأزمات في محافظة هرمزكان بارتفاع عدد القتلى إلى 46 فقط، في محاولة بائسة للتقليل من حجم الكارثة.
ما تم تجاهله عمداً هو السبب الحقيقي للانفجار: حاويات محملة بوقود صلب لصواريخ باليستية كانت مخزنة في الميناء، بإشراف حرس النظام الإيراني. هذه الحقيقة تؤكد أن البنية التحتية الحيوية لميناء رجائي، الذي يعد شريان الاقتصاد الإيراني، تم تحويله إلى مستودع عسكري لخدمة مشروع خامنئي التوسعي والتدميري.
الكارثة الاقتصادية.. ثمن مشروع الخراب
يعتبر ميناء رجائي القلب النابض للتجارة الإيرانية، إذ تمر عبره 85% من حركة الحاويات و55% من إجمالي تجارة البلاد، إضافة إلى 70% من ترانزيت البضائع. ووفقاً لبيانات رسمية، بلغت قيمة الصادرات من هذا الميناء إلى 87 دولة ما يقارب 9 مليارات دولار سنوياً.
غير أن الانفجار حوّل هذا الشريان الاقتصادي إلى رماد. الأضرار شملت تدمير البنى التحتية الأساسية، بما فيها الرافعات الجسرية والمخازن وخطوط السكك الحديدية. وقد حذرت وسائل الإعلام الحكومية، مثل موقع “خبر أونلاين”، من أن توقف أو اختلال عمل الميناء ستكون له تداعيات كارثية على الاقتصاد الإيراني برمته، من ارتفاع أسعار السلع الأساسية إلى تراجع الصادرات وفقدان الإيرادات بالعملات الأجنبية.
محاولة خداع الرأي العام
بينما تهرب بزشكيان، رئيس الحكومة المعينة من قبل خامنئي، من تقديم تفسير واضح حول أسباب الكارثة خلال اجتماع إدارة الأزمات في هرمزكان، وأحال التحقيقات إلى المستقبل المجهول، يواصل النظام خطاباً مفرغاً حول “مراجعة الإجراءات” و”دروس للمستقبل”، في حين أن جوهر الكارثة يكمن في بنية الحكم نفسه.
إن ترك مئات الآلاف من الحاويات المتفجرة قيد التخزين العشوائي، مع غياب أي تدابير سلامة أو رقابة حقيقية، يكشف أن الانفجار لم يكن نتيجة إهمال عرضي، بل ثمرة طبيعية لمنظومة فساد عميقة يقودها الولي الفقيه شخصياً.
رأس الأفعى هو خامنئي
لا يمكن عزل هذه الكارثة عن السياق العام الذي يحكم إيران منذ عقود. إن خامنئي، باعتباره القائد الأعلى وحامي حرس النظام الإيراني، هو المسؤول الأول عن تحويل الموانئ والمعابر الاقتصادية إلى مخازن أسلحة ومراكز تهريب. وهو من أسس هذا النظام الأمني القمعي الذي يفضل السرية العسكرية على الشفافية الاقتصادية، ويتعامل مع أرواح الإيرانيين ومصيرهم كوقود لمشاريعه التوسعية.
إن محاولة خامنئي تحميل المسؤولية للمستويات الأدنى ليست إلا مسرحية مكشوفة، هدفها الهروب من الغضب الشعبي المتصاعد. ولكن الحقيقة التي بات يدركها كل إيراني اليوم أن رأس الفساد، وأمّ الكوارث، ومهندس الخراب في إيران ليس سوى خامنئي نفسه.