تقارير وحوارات
لا للإعدام… معركة وطن نحو الحرية والكرامة
لا للإعدام… معركة وطن نحو الحرية والكرامة
لا للإعدام… معركة وطن نحو الحرية والكرامة
في أعماق المجتمع الإيراني المضطرب، تتصاعد اليوم صرخة حرة، صادقة، ترفض الخضوع لسيف القمع المسلط على الرقاب: سيف الإعدام. لم تعد هذه الصرخة مجرد احتجاج عابر، بل تحولت إلى حركة عميقة، تحمل على عاتقها مسؤولية فتح طريق الخلاص نحو مستقبل مشرق. إنها حركة “لا للإعدام، التي تتغلغل يوماً بعد يوم في وجدان الشعب الإيراني.
الإعدام في إيران لم يكن يوماً أداةً قضائية عادلة، بل شكّل منذ عقود أداة سياسية خطيرة لحماية عرش النظام الملائي. هذا النظام، الذي بنى شرعيته المزعومة على التخويف والمشانق، يعرف جيداً أن تآكل سلاح الإعدام هو بداية حتمية لسقوط سلطته.
لهذا، فإن معركة إفشال استراتيجية الإعدام ليست مجرد مطلب حقوقي، بل هي معركة مصيرية تحدد مآل الصراع بين الاستبداد والحرية.
عندما هتف المتقاعدون في احتجاجاتهم الأخيرة بشعار “صامدون حتى النهاية ضد حكم الإعدام”، عبّروا عن تحوّل نوعي. لم يعودوا يطالبون بإصلاحات موهومة أو تحسينات معيشية آنية، بل أصبحوا ينادون بإنهاء منظومة الموت ذاتها.
لقد مرّ الإيرانيون بتجربة قاسية. تكرار المطالبات وانتظار الاستجابة لم ينتج إلا مزيدًا من القمع والخذلان. من هنا، ولد وعيٌ جديد بأن لا مجال للرهان على أي إصلاح يأتي من داخل منظومة بنيت على القهر والنهب والقتل.
هذا النظام لا يواجه فقط مطالب النقابيين والمتقاعدين، بل يقف عائقاً أمام حق الشعب الإيراني بأكمله في الحياة الحرة والكريمة. إنه خصم لكل أحلام الأمهات والآباء، لكل طموحات الشباب، ولكل آمال الأطفال بمستقبل أفضل.
معركة “لا للإعدام” أصبحت عنوانًا لمواجهة شاملة. إنها مواجهة بين إرادة الحياة التي لا تقهر، وبين سلطة الموت التي تريد أن تفرض اليأس والخضوع على أمة بأكملها.
رفع الصوت ضد الإعدام يعني رفع الصوت ضد الفقر، والسرقة، والاستبداد، والتمييز. إنه إعلان أن الحياة تستحق أن تُعاش بكرامة، لا تحت ظل المقاصل والمشانق.
ورغم صعوبة الطريق، ورغم قسوة التضحيات، فإن جذوة الأمل لا تزال مشتعلة في قلوب الإيرانيين. من رحم الألم يولد الوعي، ومن قسوة القمع تتفجر طاقات النضال والصمود.
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يدرك الإيرانيون أن الكرامة الوطنية لا تُستجدى، بل تُنتزع انتزاعًا. وأن إسقاط استراتيجية الإعدام هو المدخل لإسقاط كل أركان الطغيان والاستبداد.
إنها معركة لا تخص فئة دون أخرى، بل تخص كل بيت، كل حي، وكل روح تتنفس الحرية. معركة تبدأ من كسر سيف الإعدام، لكنها لا تنتهي إلا بإقامة وطن يليق بتضحيات أبنائه.
فليكن شعار الشعب جميعاً: “صامدون حتى النهاية ضد حكم الإعدام”، حتى تشرق شمس الحرية فوق سماء إيران.