اخبار الإقليم والعالم

غياب قيادات بارزة عن مؤتمر العدالة والتنمية يمهد لسيطرة بنكيران

وكالة أنباء حضرموت

شهد المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية الذي انطلقت فعالياته، السبت، غياب عدد من القيادات البارزة عن هذه المحطة التي تأتي عقب نكسة انتخابات 2021، والتي لازالت آثارها بادية على الحزب وتغذي صراعاته الداخلية، في وقت يسعى فيه الأمين العام عبدالإله بنكيران للملمة الحزب والسيطرة على القيادة.

ويوفر غياب قيادات مؤثرة أول فرصة حقيقية لبنكيران لوضع بصمته على الحزب منذ فشله في تشكيل الحكومة قبل سنوات، وسيتم اختبار مدى قدرته على تنفيذ شعاراته ووعوده بشأن إصلاح الحزب وإعادة ترتيب البيت لتجاوز الخسائر التي لحقت به في مناسبات سابقة.

لكن ستظل سيطرة بنكيران على دواليب الحزب وخياراته أمرا مرهونا بموقف الكوادر والأعضاء الكبار وإن كانوا سيعطونه الفرصة أم أنهم وصلوا إلى مرحلة البحث عن البديل.

هشام عميري: سيناريو إعادة الثقة في بنكيران لقيادة العدالة والتنمية يرتبط بظاهرة شخصنة الحزب التي تسيء إلى العمل الحزبي

وتصدّرت قائمة الغائبين أسماء وازنة كالقيادي والوزير السابق عزيز رباح، والقيادي البارز المصطفى الرميد الذي سبق أن أعلن استقالته النهائية من الحزب، ونجيب بوليف الذي ظل يعتبر أن المجلس الوطني للحزب “غير شرعي”.

ويقدم غياب الأمين العام السابق للحزب سعد الدين العثماني، الذي ترك الحزب، دليلا آخر على عمق التفكك الذي وصل إليه الحزب إذ يعجز عن اجتذاب أمينه العام السابق لحضور المؤتمر.

ولم يعلن بنكيران انسحابه من السباق الانتخابي على قيادة الحزب، كما لم يعلن ترشحه بصفة رسمية، وهو أمر يتماشى مع تقاليد الحزب، لكن المؤشرات تضعه مرشحا أول لقيادة المرحلة القادمة.

وأكد هشام عميري، الباحث المغربي في العلوم السياسية بجامعة شعيب الدكالي، أن سيناريو إعادة الثقة في عبدالاله بنكيران لقيادة حزب العدالة والتنمية يرتبط بظاهرة شخصنة الحزب التي تسيء إلى العمل الحزبي، إلا أن هناك عوامل تساعده على قيادة الحزب مرتبطة بالإجماع الموجود من طرف أعضاء الحزب على شخصه، لكونه أسهم في تجاوز الصراعات الداخلية التي شهدها الحزب سابقا، كما أن خرجاته وإن كانت شعبوية فلا زالت تحظى باهتمام مقارنة مع الأحزاب الأخرى.

واعتبر هشام عميري، في تصريح لـ”العرب”، أن الحزب وإن كان يتوفر على وجوه مؤهلة لقيادته فإنها لا تتمتع بشعبية داخل المجتمع ولا تملك الجرأة في الخطاب، وهو ما يميز شخصية بنكيران.

ويدخل العدالة والتنمية إلى مؤتمره التاسع متأثرا بهزيمة 2021 الانتخابية، عندما انتقل من قوة سياسية تضم 140 برلمانيا (من نواب ومستشارين) إلى فريق بـ13 مقعدا بمجلس النواب، كما أن وضعيته المالية متأزمة والتي لم يستطع بنكيران حلها، حيث كادت تؤثر على مسار الإعداد للمؤتمر التاسع.

وأكد عبدالعلي حامي الدين، القيادي في حزب العدالة والتنمية، في تصريحات صحفية، “نعيش أجواء ليست غريبة عن تلك التي عشناها في المؤتمر الوطني السادس والسابع وأن هذا المؤتمر ينتظر منه أن يفرز قياده جديدة، وسيصادق على مجموعه من الورقات المهمة التي تعكس تصوره للمرحلة القادمة.”

وطغت قضية فلسطين طيلة فترة إعداد وافتتاح المؤتمر حيث كان بنكيران يراهن على حضور وفد من حماس لأهداف سياسية وانتخابية لكن الوفد اعتذر وشارك فقط بتقنية الحضور عن بعد، وهو ما دفع القيادي في حزب العدالة والتنمية المثير للجدل عبدالعزيز أفتاتي إلى القول إن المرحلة الحالية بالنسبة إلى الحزب مرتبطة بما يجري في فلسطين.

ويسعى بنكيران والمحيطون به إلى ربط الحزب ببعده الفكري الخارجي كتنظيم إسلامي عبر استضافة ممثلين لأحزاب إسلامية في محاولة لإعادة تمتين الروابط داخل الحزب بالتذكير بهويته ومشروعه بعد أن تحول إلى ساحة للصراعات وتصفية الحساب بين القيادات والمجموعات المتصارعة.

ويراهن شق بنكيران في العدالة والتنمية على إنجاح العملية التنظيمية، وخاصة الانتخابات بما يوحي بأن الفوز كان بشكل ديمقراطي حتى وإن كان تعبيرا عن منطق المغالبة بين المجموعات المتصارعة.

وقال جامع المعتصم رئيس مؤتمر الحزب في كلمة افتتاحية له إن المؤتمر تتويج لمسار ممارسة الديمقراطية الداخلية، الذي يميز حزب العدالة والتنمية، وإنه رغم كل الصعوبات إلا أن الانتخابات هي المسار الوحيد لاختيار قيادة الحزب وأوراقه الأساسية.

وعرف المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية حضور عدد من قادة الأحزاب المغربية وأحزاب أخرى بنفس أيديولوجية العدالة والتنمية من خارج المغرب، استجابة لدعوة الحزب لتأثيث فقرات مؤتمره المنعقد يومي السبت والأحد بمدينة بوزنيقة، في وقت غاب فيه ممثلون عن حزبي التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

ونظرا للخلافات العميقة بين هذين الحزبين والعدالة والتنمية، سبق لرئيس المجلس الوطني للحزب ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع للحزب إدريس الأزمي الإدريسي، أن أعلن أن اللجنة لم توجه الدعوة لعدد من قيادة ومسؤولي بعض الأحزاب السياسية بالمغرب وفي مقدمتهم رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، والكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر.

في المقابل وكإشارة لاستمرار التنسيق بينهما وآفاق التحالف الانتخابي أكد نبيل بنعبدالله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، خلال حضوره الجلسة الافتتاحية لمؤتمر العدالة والتنمية، أن الحزبين تجمعهما قواسم مشتركة عديدة، أبرزها الوطنية الصادقة، والدفع بالوطن إلى الأمام، ومحاربة الفساد، وأن العلاقة بين الحزبين تقدم نموذجاً فريداً للعالم في كيفية تحقيق الانسجام بين قوى تنتمي لليسار واليمين.

مجموعة أصدقاء الإعلاميين والصحفيين اليمنية تكرم مدير عام مشروع «مسام»


مدير عام المنصورة يؤكد الحرص على تطوير الأداء والخدمات لمستشفى الطبي الجراحي


الحوثيون يوجهون بمصادرة أجهزة "ستار لينك" في صنعاء


عاجل.. غضب شعبي يجتاح عدن احتجاجًا على انهيار الخدمات وانقطاع الكهرباء