اخبار الإقليم والعالم

من طرابلس إلى بنغازي ماونت ويتني تبحث عن موطئ قدم أميركي

وكالة أنباء حضرموت

رست سفينة القيادة الأميركية "يو إس إس ماونت ويتني"، التابعة للأسطول السادس للبحرية الأميركية، في ميناء طرابلس اليوم الأحد، قادمة من محطتها السابقة في تونس.

وقد أعلنت السفارة الأميركية في ليبيا، عبر بيان، أن هذه الزيارة الرسمية تهدف إلى "تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الأمن والدفاع".

ويرافق هذه المنصة القيادية المتطورة وفد أميركي رفيع المستوى، يضم الأدميرال جيه تي أندرسون، قائد الأسطول السادس، وريتشارد نورلاند، المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، وجيريمي برنت، القائم بأعمال السفارة الأميركية.

وأشارت السفارة إلى أن جدول أعمال الوفد يتضمن زيارة كل من طرابلس وبنغازي، حيث سيعقدون سلسلة لقاءات مع مسؤولين ليبيين لبحث "سبل تعزيز التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وليبيا، والمساهمة في دعم الاستقرار الإقليمي".

وأكدت السفارة على "التزام الولايات المتحدة المستمر بدعم وحدة ليبيا وسيادتها، والعمل على بناء شراكات استراتيجية في المنطقة بما يخدم مصالح الشعب الليبي ويعزز الأمن في البحر المتوسط وشمال أفريقيا".

ووصول "ماونت ويتني" إلى طرابلس ليس مجرد إجراء روتيني، بل يحمل دلالات جيوسياسية واضحة، ففي ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة وتأثير الأزمة الليبية الممتدة على أمن المتوسط وشمال أفريقيا، تسعى الولايات المتحدة إلى تأكيد حضورها ومصالحها.

وتأتي هذه الخطوة في سياق أوسع، حيث دفعت الحرب في أوكرانيا واشنطن لإعادة تقييم استراتيجياتها في مناطق حيوية مثل شمال أفريقيا، بهدف مواجهة النفوذ الروسي المتنامي وتأمين إمدادات الطاقة لحلفائها الأوروبيين.

كما تتنافس قوى إقليمية مثل تركيا ومصر على النفوذ في ليبيا، ما يدفع الولايات المتحدة إلى محاولة إعادة تأكيد دورها ومصالحها في هذا البلد الاستراتيجي الغني بالنفط والذي يمثل نقطة عبور رئيسية للهجرة غير النظامية نحو أوروبا وربما ملاذا آمنا للجماعات الإرهابية.

ويتزامن وصول السفينة مع جمود نسبي في العملية السياسية الليبية المدعومة من الأمم المتحدة، حيث تعثرت جهود توحيد المؤسسات المنقسمة بين الشرق والغرب، لذا، قد تُفسر هذه الزيارة كمحاولة أميركية لدفع الأطراف الليبية نحو التعاون الأمني كمدخل لتنشيط المسار السياسي، أو على الأقل لمنع تفاقم الوضع الأمني الذي قد يهدد المصالح الأميركية والإقليمية.

وتتوافق هذه الخطوة مع تصريحات أدلى بها الجنرال مايكل لانغلي، قائد "أفريكوم"، في وقت سابق من أبريل الجاري، حيث أكد على دعم واشنطن لـ"بناء جيش موحد يخضع للسيطرة المدنية" في ليبيا، كركيزة للاستقرار وحماية السيادة. كما ربط لانغلي استقرار ليبيا بأمن أسواق الطاقة العالمية، ما يبرز البعد الاقتصادي للمصالح الأميركية.

ومن المرجح أن يكون الهدف الأساسي للزيارة تقييم معمق للوضع الأمني الليبي وتعزيز قنوات الاتصال مع مختلف الأطراف الفاعلة، أمنيا وسياسيا، تمهيدا لتعاون مستقبلي محتمل، في وقت تسعى واشنطن من خلال هذا التحرك إلى تأكيد حضورها وإظهار اهتمامها باستقرار ليبيا والمنطقة لحلفائها وخصومها، بالإضافة إلى استكشاف مجالات محددة لتقديم الدعم في بناء القدرات الأمنية الليبية، بما يتماشى مع استراتيجية "أفريكوم".

ويبقى المشهد الليبي بالغ التعقيد والحساسية، حيث يُنظر إلى أي تحرك عسكري أو أمني أجنبي بحذر من قبل بعض الأطراف الليبية والإقليمية. وبينما تسعى الولايات المتحدة لتأكيد دورها، يترقب المراقبون ما ستسفر عنه هذه "المناقشات الأمنية" وما إذا كانت ستساهم فعلا في تعزيز الاستقرار ووحدة ليبيا، أم أنها ستزيد من حالة عدم الثقة وتعمق التنافس على النفوذ في هذا البلد الاستراتيجي.

وعبر حزب "القمة الليبي" عن رفضه لما وصفها بـ"الزيارة غير المرغوب فيها" التي يقوم بها نائب قائد الأسطول السادس للبحرية الأميركية، على متن السفينة الأميركية الراسية بميناء طرابلس.

وحذر حزب القمة الليبي في بيان أصدره اليوم الأحد من محاولات الهيمنة والتدخل في الشأن الليبي، مؤكدا أن "أبناء الشعب الليبي الأحرار يرفضون أي شكل من أشكال الوصاية على ليبيا".

وشدد على أن السيادة الوطنية "خط أحمر" لا يمكن تجاوزه، معتبرا أن هذه الزيارة تمثل "مساسا بسيادة البلاد وكرامة شعبها"، ومشيرا إلى أن ليبيا عانت طويلا من التدخلات الأجنبية "التي لم تجلب سوى الانقسام والخراب".

وقال الحزب "لن نقبل بأن تفرض علينا إرادة من الخارج، ولن نسمح بأي تدخلات تتخفى خلف شعارات التعاون والدعم"، محملا من وصفهم بـ"العملاء والخونة" مسؤولية "التواطؤ مع قوى استعمارية لإعادة فرض النفوذ الأجنبي في البلاد".

وأضاف البيان "نحن لسنا دعاة حرب، ولكننا أيضا لسنا أبناء استسلام، نؤمن بالحوار ونرفض التبعية، ونؤكد أننا سنواصل الدفاع عن وطننا بكل ما نملك حتى التحرير الكامل".
 

روسيا تعلن موقفها من تمديد هدنة عيد الفصح


محمد رمضان يفاجئ متابعيه بتغيير اسمه.. وهذا هو اختياره!


مقتل 3 جنود لبنانيين جرّاء انفجار ذخائر


وفاة معتقل فلسطيني في سجن إسرائيلي