تقارير وحوارات
ستراون ستيفنسون: إيران قنبلة موقوتة بسبب الفساد المتجذّر
ستراون ستيفنسون: إيران قنبلة موقوتة بسبب الفساد المتجذّر
ستراون ستيفنسون: إيران قنبلة موقوتة بسبب الفساد المتجذّر
في مقال تحليلي نشره الكاتب والسياسي البريطاني ستراون ستيفنسون على موقع RealClearMarkets بتاريخ 19 أبريل 2025، كشف عن الأبعاد الكارثية للفساد والجشع اللذين ينخران جسد النظام الإيراني منذ عام 1979، معتبراً أن النظام الديني الحاكم “حوّل إيران إلى دولة فاشلة اقتصادياً واجتماعياً، تخدم النخبة وتقمع الشعب”.
وبحسب ستيفنسون، فإن الاقتصاد الإيراني بدأ انهياره منذ اللحظة التي “اختطف فيها الملالي الثورة واستولوا على الحكم”، حيث أسس خميني ما سماه الكاتب بـ”جيستابو النظام” – في إشارة إلى حرس النظام الإيراني – وأعطاه سلطة مطلقة ليس فقط على الجيش بل على أكثر من 70% من الاقتصاد الوطني، بما في ذلك قطاعات النفط والغاز والاتصالات والبنية التحتية. هذا الجهاز “لا يدفع الضرائب ويُحاسب فقط أمام الولي الفقیه”، مما جعله أداة هيمنة اقتصادية وأمنية مطلقة.
يضيف الكاتب أن قادة هذا الجهاز وعائلاتهم أصبحوا “طبقة ثرية ومترفة”، بينما “دُمّرت الطبقة الوسطى، ويعيش أكثر من نصف سكان إيران تحت خط الفقر الدولي”. وقد وصل تدهور العملة إلى مستوى قياسي، حيث “يُتداول الريال الإيراني بأكثر من مليون ريال مقابل الدولار الأمريكي”، لدرجة أن “المواطنين باتوا يحتاجون إلى عربة يد لحمل ما يكفي من النقود لشراء رغيف من الخبز”.
ويشرح ستيفنسون أن مليارات الدولارات أُهدرت على تمويل ميليشيات إرهابية خارج الحدود مثل حزب الله في لبنان، الحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق. لكن الانهيار المفاجئ لحليفهم بشار الأسد في سوريا أحدث صدمة داخل النظام، وترك الإيرانيين يتساءلون: “لماذا أُهدر الدم والمال على مدار سنوات؟”
الكاتب يلفت إلى أن الريال فقد 99.99% من قيمته منذ الثورة، ويتزايد الإدراك بين الإيرانيين بأن “النظام يستخدم التضخم كأداة للنهب”، حيث تُمكن النخبة الحاكمة من امتصاص ما تبقى من ثروة المجتمع. ويصف السياسة الاقتصادية بأنها “طباعة غير محدودة للنقود، وعجز ضخم في الميزانية، وتوزيع ريعي هائل للثروات، تخدم فقط بقاء النظام”.
ويضيف أن خامنئي، “الولي الفقیه المريض”، يرأس شبكة من الهيئات الاقتصادية الكبرى مثل هيئة التنفيذ أمر خميني الملعون، آستان قدس رضوي، ومؤسسة المستضعفين، التي تحتكر الجزء الأكبر من ثروة البلاد، وتُدار بعيداً عن أي رقابة قانونية أو شفافية.
في ظل هذه الهيمنة، تُمنع الاستثمارات الإنتاجية، ويزداد الفقر والبطالة، وتُخنق البنية التحتية الحيوية. “النظام يعمل كأوليغارشية مغلقة تخدم بقاءها”، حسب تعبير الكاتب، حيث تُدار القرارات لصالح قادة الحرس والمقربين من مكتب خامنئي.
وفي هذا السياق، تبرز طبقة “آقازاده” – وهم أبناء القادة العسكريين والدينيين – كرمز فج للطبقية والفساد. يعيش هؤلاء في رفاهية بالغة، “في القصور، يقودون السيارات الفاخرة، ويرتادون الجامعات الغربية المرموقة”، بينما يعاني الشعب من التضخم والبطالة والعقوبات.
الكاتب يشير إلى أن هؤلاء الأفراد “يتباهون بنمط حياتهم الباذخ على وسائل التواصل الاجتماعي”، ما يُثير غضباً شعبياً واسعاً، حتى من داخل الجاليات الإيرانية في الخارج، الذين يرونهم “رمزاً للنفاق والانفصال عن الشعب”.
ويختتم ستيفنسون مقاله بالقول إنّ “إيران أصبحت اليوم قنبلة موقوتة”، بسبب “الفساد المتجذّر، والفجوة الصارخة بين الأغنياء والفقراء، وتحويل الدولة إلى ملكية خاصة للنخبة”. ويؤكد أن النظام الحاكم يواجه وضعاً قابلاً للانفجار، نتيجة هذا التراكم من الظلم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.