اخبار الإقليم والعالم
كيف سيعيد ترامب «عقارب الساعة النووية الإيرانية» إلى الوراء؟
شهدت المحادثات الأمريكية الإيرانية في سلطنة عمان، لقاء مباشرا بين ستيف ويتكوف وعباس عراقجي، وبالتالي فقد حقق البيت الأبيض ما أراد.
وقد تكون لدى ترامب الآن فرصة لتأمين "صفقة أفضل" من الاتفاق النووي السابق عبر السعي لتحقيق "فوز ثلاثي"، وذلك وفقا لما ذكره موقع "ريسبونسيبل ستايت كرافت".
ودائما ما أعلن ترامب أن خطه الأحمر الوحيد هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان الرئيس الأمريكي سيسعى لتحقيق هدفه من خلال التفكيك الكامل للبرنامج النووي الإيراني على غرار ليبيا، وهو النموذج الذي تتبناه إسرائيل أم سيسعى إلى حل قائم على الحد من البرنامج النووي بدلًا من تفكيكه.
نموذج ليبيا
وتكمن مشكلة "نموذج ليبيا"، في أن إيران لن تقبل أبدًا بمثل هذا الاستسلام، وهو ما يدفع تل أبيب لتبني هذا النهج الذي يرون أنه يضمن فشل الدبلوماسية ويجبر ترامب على التحول نحو العمل العسكري.
ومع ذلك لم يذكر مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف قط فكرة تفكيك البرنامج النووي الإيراني خلال محادثات السبت، حيث ناقش الجانبان بدلًا من ذلك درجة القيود المفروضة على البرنامج وتخفيف العقوبات في المقابل.
ورغم أن التفكيك يبدو أقوى وأشد صرامة، إلا أنه غير قابل للتطبيق، في حين أن طهران وافقت سابقا على إجراءات للتحقق من برنامجها ويمكنها أن توافق مجددا عليها.
لكن التحدي يكمن في أن البرنامج النووي الإيراني قد تطور بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، وستكون إعادته إلى ما كان عليه عام 2015 مهمة شاقة.
لكن ترامب في وضع أفضل لتحقيق هذه المكاسب كونه مستعدا لتخفيف للعقوبات الأساسية على طهران وهي العقوبات التي منعت الشركات الأمريكية من التعامل مع إيران.
استراتيجية أوباما وبايدن
وخلال المحادثات التي أفضت إلى اتفاق 2015، لم يفكر الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما أبدا في المساس بمجموعة العقوبات الأساسية الواسعة التي تفرضها واشنطن على طهران خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى معارضة جمهورية أقوى للاتفاق كما أنه أراد أن يكون الاتفاق نوويًا بحتًا.
أما بايدن فكان "فاترا" تجاه الاتفاق، وذلك وفقًا لما ذكره مبعوثه إلى إيران، روب مالي الذي قال إن الرئيس السابق كان يركز على التكاليف السياسية المحلية لتخفيف العقوبات بدلًا من المكاسب النووية التي يمكن أن تُحققها تلك الخطوة.
وفي المقابل، فإن وجهة نظر ترامب مختلفة فهو يرى العقوبات باعتبارها عقابًا للشركات الأمريكية، ويبدو متحمسًا لرفعها للسماح للشركات الأمريكية بالعودة إلى إيران.
مزيد مقابل المزيد
وبالنظر إلى مدى تقدم البرنامج النووي الإيراني، قد يرغب ترامب في رفع العقوبات الأساسية لإعادة عقارب الساعة النووية إلى عام 2016.
وبإمكان ترامب اتباع نموذج "مزيد مقابل المزيد" وهو ما يمكنه من تحقيق نجاح أكبر مقارنةً بما حققه أوباما وما فشل فيه بايدن.
ومع اعتبار الأسلحة النووية الخط الأحمر الوحيد، سيمكن نموذج "المزيد مقابل المزيد" ترامب من تحقيق مكاسب ثلاثية للولايات المتحدة، وهي منع طهران من امتلاك قنبلة نووية، ومنع الحرب مع إيران، وتوفير فرص عمل كبيرة للشركات الأمريكية الأمر الذي سيخلق المزيد من فرص العمل في الولايات المتحدة.
وكلفت العقوبات المفروضة على إيران الاقتصاد الأمريكي مبالغ طائلة، وكشفت دراسة أجريت عام 2014 أن العقوبات الأمريكية كلفت الاقتصاد الأمريكي بين عامي 1995 و2012 ما بين 135 و175 مليار دولار من عائدات التصدير المحتملة إلى إيران.