اخبار الإقليم والعالم
لوكهيد مارتن الأميركية توسع حضورها في المغرب لتعزيز قدراته الدفاعية
أعلنت الشركة الأميركية لوكهيد مارتن، أحد أكبر شركات الصناعة العسكرية في العالم، توسيع حضورها بالمغرب، من خلال التعاون مع المملكة لتعزيز القدرات الدفاعية وتنمية الشراكات الصناعية المحلية.
ويأتي هذا التوسع، حسب بلاغ للشركة، طبقا لمقتضيات القانون المتعلق بعتاد وتجهيزات الدفاع والأمن والأسلحة والذخيرة، الذي يهدف إلى تطوير قاعدة صناعية دفاعية وطنية قوية، “إذ تسعى الشركة إلى دعم رؤية المملكة في تحفيز الابتكار المحلي، وتعزيز الاعتماد على الصناعة المحلية، وتوفير قدرات دفاعية من الطراز الأول.”
وفي هذا الإطار، قام وفد رفيع من لوكهيد مارتن بقيادة المدير التنفيذي للشركة في أفريقيا والمملكة العربية السعودية جوزيف رانك، بزيارة عدد من الشركات الصناعية البارزة في الدار البيضاء، بما في ذلك TDM Maroc، وSABCA Maroc، وCollins Aerospace RFM، وExellia Maroc.
وقال المدير التنفيذي للشركة، إن شراكتنا المستمرة مع المغرب تعكس التزامًا مشتركًا بالابتكار والأمن والتقدم الاقتصادي، وبينما نواصل تعزيز تعاوننا، ونهدف إلى الارتقاء بقدرات المغرب الدفاعية، وتوسيع نطاق الخبرات المحلية، والمساهمة في النمو الصناعي والاقتصادي طويل الأمد.”
وأفاد هشام معتضد، الأكاديمي والخبير في العلاقات الدولية، أن “تواجد لوكهيد مارتن بالمغرب يعزز موقع المملكة في تطوير منظومتها الدفاعية من خلال الاستفادة من أحدث التقنيات والابتكارات، ويدعم جاهزيتها الأمنية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، كما سيعطي دفعة مهمة للترسانة الدفاعية ويساهم ليس فقط في تحديث آليات المعدات العسكرية، بل أيضا في دعم المملكة في إرساء المقومات الأساسية لصناعاتها العسكرية على المستوى المحلي.”
وأوضح لـ”العرب”، أن “حضور الوفد الأميركي بموازاة مع زيارة رئيس الدبلوماسية المغربية إلى واشنطن، يأتي في إطار شامل لتعزيز التعاون العسكري والدفاعي مع الولايات المتحدة لضمان الدعم الإستراتيجي وتحديث المنظومة الدفاعية، وتمكين قدرات الردع للقوات المسلحة بالتحديث التقني والتطوير المهني لقطاع الدفاع المغربي الذي يتماشى مع رؤية الرباط الإستراتيجية في تدبير توازناتها الجيوسياسية، بتطوير الصناعات العسكرية المحلية.”
وتأتي هذه الزيارة بالموازاة مع زيارة يقوم بها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى واشنطن حيث عقد اجتماعات مهمة مع نظيره الأميركي ومستشار الأمن القومي مايك تايلور، بالإضافة إلى اجتماعات مطولة مع نواب أميركيين مؤثرين، منهم ماريو دياز-بالارت، عضو لجنة الدفاع في مجلس النواب وعضو مجموعة الصداقة البرلمانية الأميركية المغربية، وسيباستيان غوركا، المدير الأول لمكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي الأميركي، حيث تناولت المحادثات “تعزيز التعاون في مجال الأمن والاستقرار في أفريقيا والشرق الأوسط،” بحسب الخارجية المغربية.
وعقد الوفد الرفيع من لوكهيد مارتن، اجتماعات مع مسؤولين حكوميين وعسكريين كبار في الرباط، حيث تم التأكيد مجددًا على التزام لوكهيد مارتن بدعم أولويات المغرب الدفاعية، واستكشاف فرص جديدة لبناء القدرات، وتعزيز تنمية الكفاءات المحلية، والتوافق بشكل أكبر مع أهداف المغرب الرامية إلى تطوير صناعة دفاعية أكثر اعتمادًا على الذات.”
وتتماشى هذه الزيارة، التي نظمتها الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات “مع إستراتيجية لوكهيد مارتن الأوسع، التي تهدف إلى دمج المزيد من الموردين المغاربة ضمن سلسلة التوريد العالمية، وزيادة المحتوى المحلي في منصاتها، وتعزيز القدرات التصنيعية المحلية.”
ويندرج هذا التعاون في سياق أوسع للعلاقات الثنائية بين المغرب والولايات المتحدة، حيث شكل تعيين المغرب حليفًا رئيسيًا من خارج حلف شمال الأطلسي في عام 2004 نقطة تحول في تعاونهما العسكري، ويجري البلدان حاليا تدريبات عسكرية مشتركة بشكل منتظم، ويلعب المغرب دورا رئيسيا في مكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار الإقليم.
وتشمل مساهمات الشركة التي تبرز التزامها بتعزيز الأهداف الصناعية والدفاعية للمغرب، وبناء أسس متينة لمزيد من التعاون المستقبلي، على منصات دفاعية متطورة مثل طائرات F-16 Fighting Falcon، ومروحيات سيكورسكي، والرادارات، وتقنيات الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل.
وأكد تيم كاهيل رئيس قسم الصواريخ والتحكم بالنيران في “لوكهيد مارتن”، أن تاريخ الشركة الأميركية الطويل من التعاون مع المغرب يعكس الالتزام المشترك بتطوير القدرات الدفاعية وتعزيز النمو الصناعي المحلي وخلق فرص اقتصادية جديدة، ونحن فخورون بمواصلة تعزيز شراكاتنا في المغرب ونتطلع إلى توسيع حضورنا في الوقت الذي نعمل فيه معًا لدعم أولويات المملكة في مجالي الدفاع والأمن، مع توفير فرص العمل وجذب استثمارات جديدة إلى المنطقة لبناء القاعدة الصناعية والقوى العاملة المغربية في مجال صناعة الطيران والدفاع.
وسبق أن قام وفد من كبار المسؤولين التنفيذيين من شركة “لوكهيد مارتن” بزيارة إلى منشآت صناعية وعسكرية في المغرب، شهر ديسمبر الماضي، وذلك بهدف “تعزيز الشراكات الإستراتيجية واستكشاف فرص توسيع حضور الشركة في المملكة من خلال القيام بعدد من الاستثمارات الكبيرة.”
وتنتج شركة “إيتون-سوريو” طنجة، وهي شريك في سلسلة توريد لوكهيد مارتن، مكونات أساسية في مجال الطيران تدعم أنظمة الشركة الدفاعية، حيث تجمع المغرب والشركة الأميركية عدد من الصفقات العسكرية آخرها التعاقد مؤخرًا لتصنيع منصات قاذفة الصواريخ المدفعية هيمارس وصواريخ “أتاكمز” لفائدة المغرب، الذي يواصل إحراز تقدم في عملية اقتناء هذه الأنظمة ضمن صفقة تضم أسلحة المواجهة المشتركة (JSOW)، ومركبات عسكرية متعددة الأغراض بقيمة فاقت إجمالي 750 مليون دولار، فضلًا عن تعزيز قدرات طائرات F-16 بصواريخ جديدة.