تقارير وحوارات
رسائل سرية عن الحوثيين تهز الكونغرس.. فرصة «ذهبية» للديمقراطيين؟
مع كشف رئيس تحرير مجلة «ذا أتلانتيك» أنه ضُمّ عن طريق الخطأ إلى مجموعة مراسلة سرية للغاية تضمّ بعض كبار المسؤولين الأمريكيين لمناقشة توجيه ضربات ضدّ الحوثيين في اليمن، انفجر أعضاء بالكونغرس غضبًا.
غضب شق طريقه إلى أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وسط مطالبات بإجراء تحقيق ومعاقبة المسؤولين الأمنيين المتورطين في هذا الخطأ.
وقال النائب كريس ديلوزيو (ديمقراطي من بنسلفانيا)، وهو عضو لجنة القوات المسلحة، في بيان لموقع «أكسيوس»: «هذا خرق صارخ للأمن القومي ويجب أن تسقط الرؤوس».
وأضاف: «نحن بحاجة إلى إجراء تحقيق كامل وجلسة استماع في هذا الأمر من قبل لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، في أقرب وقت ممكن».
فيما قالت النائبة سارة جاكوبس (ديمقراطية من كاليفورنيا)، وهي عضو آخر في لجنة القوات المسلحة: «لا يمكننا أن نعتبر هذا خطأ بسيطًا - يجب طرد الأشخاص بسبب هذا».
وكان الأشخاص الذين تم تحديد هويتهم على أنهم وزير الدفاع بيت هيغسيث ومستشار الأمن القومي مايكل والتز ونائب الرئيس فانس من بين الأشخاص الـ18 في المحادثة عبر تطبيق «سيغنال»، وفقًا لجيفري جولدبرج من مجلة ذا أتلانتيك.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي براين هيوز في بيان: «في هذا الوقت، يبدو أن سلسلة الرسائل التي تم الإبلاغ عنها أصلية، ونحن نراجع كيف تمت إضافة رقم غير مقصود إلى السلسلة».
وأضاف هيوز: «يُعدّ هذا اللقاء دليلاً على التنسيق السياسي العميق والمدروس بين كبار المسؤولين. ويُظهر النجاح المستمر للعملية الحوثية عدم وجود أي تهديدات لأفراد قواتنا أو لأمننا القومي».
الغضب تسلل -كذلك- إلى الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس الأمريكي، فقال النائب دون بيكون (جمهوري من نبراسكا)، وهو عضو آخر في لجنة القوات المسلحة وعميد سابق في القوات الجوية، لموقع أكسيوس: «لقد أرسلت عن طريق الخطأ رسالة نصية إلى الشخص الخطأ. إن إرسال هذه المعلومات عبر شبكات غير آمنة خطأ».
وأضاف بيكون: «ما كان ينبغي إرسال أي من هذه البيانات إلى أنظمة غير آمنة. من المؤكد أن روسيا والصين تراقبان هاتفه غير السري».
وقال النائب مايك لولر في منشور على منصة «إكس»: يجب وضع الضمانات اللازمة لضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى.
مساءلة
وفي مقابلة هاتفية مع موقع أكسيوس، قال النائب ديريك فان أوردن (جمهوري من ولاية ويسكونسن) إنه يجب أن يكون هناك شكل من أشكال «المساءلة الإدارية» - مثل إعادة التدريب - إذا كان الاختراق خطأ.
وأضاف فان أوردن أنه «إذا كان الأمر متعمدًا، فيجب أن تكون هناك مساءلة قانونية»، مشيرًا إلى أن «مثل هذه الإجراءات الانتقامية انعدمت خلال السنوات الأربع الماضية في ظل إدارة بايدن».
وعندما سُئل عما إذا كانت الاستقالات مبررة، أجاب فان أوردن: «هناك سيناريو لأي شيء يمكنك التفكير فيه».
خرق أمني جسيم.. صحفي يطلع «بالخطأ» على خطط أمريكا لضرب الحوثيين
ونشر السيناتور مارك وارنر (ديمقراطي من ولاية فرجينيا)، وهو أكبر عضو ديمقراطي في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، على منصة «إكس»، قائلا: إن هذه الإدارة تتلاعب بالمعلومات الأكثر سرية في بلادنا، وهذا يجعل جميع الأمريكيين أقل أمانا.
وقال النائب جيم هايمز (ديمقراطي من ولاية كونيتيكت)، نظير وارنر في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، إنه يخطط للضغط على هذه القضية في جلسة الاستماع المقررة للجنة يوم الأربعاء، مضيفًا: «إذا قام مسؤول أدنى رتبة تحت قيادتهم بما هو موصوف هنا، فمن المرجح أن يفقد تصريحه الأمني ويخضع للتحقيق الجنائي».
ماذا حدث؟
وفق رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك"، غيفري غولدبرغ، فإنه تلقى في 11 مارس/آذار الجاري، طلب اتصال على تطبيق "سيغنال" من مستخدم تم تعريفه باسم مايكل والتز، مستشار الأمن القومي الأمريكي.
وتابع "خطر ببالي على الفور أن شخصًا ما قد يكون متنكرًا في شخصية والتز من أجل الإيقاع بي بطريقة ما".
وأضاف "قبلت طلب الاتصال، على أمل أن يكون هذا هو مستشار الأمن القومي الفعلي، وأنه يريد التحدث عن أوكرانيا، أو إيران، أو أي مسألة مهمة أخرى".
بعد ذلك بيومين، وبالتحديد في تمام 4:28 مساءً، تلقى الكاتب إشعارًا بأنه سأكون ضمن مجموعة دردشة على سيغنال. كانت تسمى ”مجموعة ’حوثي PC الصغيرة".
وجاء في رسالة إلى المجموعة من مايكل والتز، ما يلي: ”إنشاء مجموعة مبادئ للتنسيق بشأن الحوثيين، خاصة خلال الـ72 ساعة القادمة. يقوم نائبي أليكس وونغ بتجميع فريق النمر على مستوى النواب/رؤساء الأركان على مستوى الوكالات لمتابعة الاجتماع هذا الصباح من أجل بنود العمل وسيرسل ذلك في وقت لاحق من هذا المساء“.
وتابعت الرسالة: ”يرجى تزويدنا بأفضل الموظفين من فريقك للتنسيق معهم خلال اليومين المقبلين وخلال عطلة نهاية الأسبوع. شكرًا“.
وبعد دقيقة واحدة، كتب شخص تم تعريفه باسم ”MAR“ فقط (وزير الخارجية هو ماركو أنطونيو روبيو): ”مايك نيدهام ممثل عن الخارجية“، إذ بدا أنه عيّن المستشار الحالي لوزارة الخارجية كممثل له. في نفس اللحظة، كتب أحد مستخدمي سيغنال الذي تم تعريفه باسم ”JD فانس“: ”أندي بيكر ممثل لمنصب نائب الرئيس“.
بعد دقيقة واحدة من ذلك، كتب ”TG“ (من المفترض أن تكون تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، أو شخص يتنكر باسمها)، ”جو كينت عن مدير الاستخبارات الوطنية“.
في الساعة 4:53 مساءً، كتب مستخدم يُدعى ”بيت هيغسيث“: ”دان كالدويل ممثل عن وزارة الدفاع“.
الخطة
واجتمع هؤلاء الممثلين على ما يبدو. وإجمالاً، تم إدراج 18 فرداً كأعضاء في هذه المجموعة، بمن في ذلك العديد من مسؤولي مجلس الأمن القومي؛ وستيف ويتكوف، مفوض الرئيس ترامب في الشرق الأوسط وأوكرانيا؛ وسوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض.
الكاتب قال إنه تحدث مع زملاء حول هذه المجموعة والرسائل التي وصلته، وظن أنها قد تكون جزء من حملة تضليل تقودها جهات أجنبية، أو جهة ما تحاول إحراج الصحفيين.
في الساعة 11:44 صباحًا، نشر الحساب الذي يحمل اسم ”بيت هيغسيث“ تحت عنوان ”تحديث معلومات، إذا ما قرأها أحد أعداء الولايات المتحدة، كان من الممكن أن تُستخدم لإلحاق الضرر بالعسكريين الأمريكيين وأفراد المخابرات الأمريكية، خاصة في الشرق الأوسط".
إذ احتوى منشور هيغسيث على تفاصيل عملياتية عن الضربات القادمة على اليمن، بما في ذلك معلومات حول الأهداف، والأسلحة التي ستنشرها الولايات المتحدة، وتسلسل الهجوم.
كان الشخص الوحيد الذي رد على التحديث من هيجسيث هو نائب الرئيس الذي كتب: ”سأصلي من أجل النصر“.