أخبار محلية
منتدى الحسيني بلحج ينظم أمسية رمضانية حول دور المعلمين والثقافة اللحجية
نظم منتدى الحسيني الثقافي والاجتماعي في مدرسة عباس الحسيني مديرية تبن بمحافظة لحج، مساء الـ 22 من رمضان، مأدبة إفطار وعشاء، تلتها أمسية رمضانية وحلقة نقاشية تحت عنوان "دور المعلمين والعلم في تعزيز الثقافة اللحجية".
في مستهل الأمسية، رحب رئيس المنتدى، عوض أحمد مسيمن، بالحاضرين من معلمين وموجهين وإدارات مدرسية وشخصيات اجتماعية، مهنئا إياهم بخواتم شهر رمضان المبارك.
وأكد مسيمن، أن المنتدى يحرص سنويا على تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تسلط الضوء على قضايا الثقافة والتعليم في لحج، مقدّما شكره العميق للأستاذ فؤاد يسلم الصنبور لدعمه المتواصل للمنتدى، وتحمله العناء والمتابعة لفاعل خير بمأدبة الإفطار والعشاء، كما جرت العادة في كل عام.
من جانبه، عبّر الأستاذ فؤاد الصنبور عن سعادته بالمشاركة السنوية في هذه الأمسية التي تجمع المعلمين، مشيرا إلى المكانة المرموقة التي كان يتمتع بها المعلم في السابق من احترام وتقدير وهيبة في المجتمع.
وتناول في مداخلته الدور الريادي للمدرسة قديما باعتبارها منارة للعلم والمعرفة، مشيدا بإسهامات المعلمين الذين كرّسوا حياتهم لنشر الوعي والثقافة. كما استذكر أستاذه فضل باعوين، الذي درّسه في الصف الأول الأساسي أواخر الستينيات، مؤكدا أن احترامه له لا يزال راسخا في وجدانه، وهو دليل على عظمة مكانة المعلم في المجتمع.
وشهدت الأمسية نقاشا مفتوحا، حيث أكّد المشاركون أن المعلم لم يكن مجرد ناقل للمعرفة، بل كان رائدًا ثقافيا ومصدر إلهام للأجيال. وأشاروا إلى نماذج مشرّفة مثل أحمد فضل القمندان، ومحمد سعيد جرادة، وصالح نصيب، وغيرهم من القامات التعليمية الذين أثروا الحياة الثقافية والعلمية في لحج.
كما شدد الحاضرون على أهمية الحفاظ على الإرث الذي تركه المعلمون الأوائل، ليكون مرجعا للأجيال القادمة، واستلهام العزيمة من خبراتهم، مع التأكيد على ضرورة تحسين أوضاع المعلمين المعيشية، وتقديم الدعم الحكومي لهم لضمان استمرار دورهم الريادي في بناء الأجيال.
أشاد المشاركون بمبادرة مكتب التربية والتعليم بالمحافظة ممثلا بادارة التربية والتعليم بمديرية تبن في تكريم كوكبة من المعلمين القدامى، داعين إلى توسيع دائرة التكريم لتشمل جميع المعلمين السابقين، سواء الأحياء منهم أو الذين رحلوا عن الدنيا.
وفي ختام الأمسية، خرج المشاركون بعدة توصيات، أبرزها:
- إبعاد التعليم عن التجاذبات السياسية، حفاظا على مكانته كمطلب مجتمعي سامٍ.
- تعزيز دور المجتمع في دعم العملية التعليمية من خلال مجالس الآباء والأمهات، والعمل على تشكيل مجلس آباء على مستوى المديرية.
- إقرار تكريم شهري للمعلم المثالي في كل مدرسة، تحفيزا للعطاء والتميز.
- حثّ الدعاة وأئمة المساجد على نشر الوعي بأهمية التعليم، وغرس ثقافة احترام المعلم.
- توحيد العمل النقابي للمعلمين ليكون صوتا موحدا يدافع عن حقوقهم.
شهدت الأمسية مشاركة عدد من الشخصيات التربوية والاجتماعية، بينهم الأستاذ عدنان سعيد علي، مدير عام العلاقات والإعلام بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ومحفوظ علي الكيلة، نائب مدير مكتب التخطيط والتعاون الدولي بالمحافظة، ومحمد صالح مسعود، مدير مكتب الثقافة بالمحافظة"سابقا" وخالد الرفاعي، مدير إدارة الصحة والسكان بمديرية تبن، إلى جانب نخبة من التربويين والشخصيات الاجتماعية.
وجاءت هذه الأمسية الرمضانية لتعكس الوعي المجتمعي بأهمية دور المعلم، والدعوة إلى استعادة مكانته الريادية، وتحقيق نهضة تعليمية تُعيد للمدرسة دورها الثقافي والتنويري في المجتمع.