ثقافة وفنون

لجان إلكترونية ومؤثرون يرفعون مسلسلات ويهبطون بأخرى

وكالة أنباء حضرموت

تلعب مواقع التواصل الاجتماعي دورا مهما في توجيه الجمهور نحو متابعة أعمال فنية معينة وتروج لنجوم على حساب آخرين، من خلال شركات تسويق متخصصة في صناعة الترند. وتتنوع أدواتها بين صفحات لمؤثرين وصُناع محتوى أو عبر توظيف صحافيين ونقاد فنيين في دعم مسلسل والتقليل من شأن آخر. وبدأت الكثير من شركات الإنتاج الفني تستعين بهؤلاء لجعل الأعمال التي تنفذها منتشرة وتوفر لها ترندا وزيادة المشاهدات والتفاعل على منصات مختلفة.

وهناك العشرات من الأعمال الدرامية المصرية والعربية تُعرض على شاشات متباينة في موسم رمضان الحالي، وتم تصنيف عدد كبير منها (11 عملا تقريبا) على أنها ترند منذ الحلقة الأولى، مع أن بعضها لم يحقق نجاحا جماهيريا على أرض الواقع، مثل مسلسل “سيد الناس”، بطولة عمرو سعد وإخراج محمد سامي.

ومنذ أن بدأ السباق الرمضاني قام فنانون يشاركون في عدد من الأعمال الدرامية باستغلال صفحاتهم على مواقع التواصل للترويج لأعمالهم الفنية، وكل منهم يقول إن عمله هو الأعلى مشاهدة في مصر، مثل الفنان أحمد العوضي الذي يقوم ببطولة مسلسل “فهد البطل”، والأمر نفسه فعله عمرو سعد بطل مسلسل “سيد الناس”. وأشار تصنيف منصة “شاهد” المصرية إلى أن مسلسل “إش إش” يحتل المركز الأول على مستوى العالم، في حين أن المسلسل لم يحقق رواجا جماهيريا حقيقيا في مصر.

وكانت بعض الشركات الأجنبية والعربية التي تعمل في مجال متابعة إحصاء عدد المشاهدات الخاصة بالأعمال الفنية وتقييمها، تقوم بمهمة دقيقة في مسألة تحديد نسب المشاهدات، لكنها الآن لم تعد موجودة في مصر واستبدلت بشركات تسويق إلكتروني، مهمتها الترويج للأعمال الفنية بشتى الطرق.

ويسيطر على سوق الإنتاج الفني في مصر عدد محدود من الشركات، لا تحبذ أن تكشف التقييم الحقيقي للأعمال الدرامية التي تنتجها، وتفضل أن تكون مجهولة أو غير معروفة بشكل علمي كي يتسنى الحديث عن النسب بشكل غير منضبط، ما يرفع أعمالا ويهبط بأخرى، ضمن لعبة توازنات تجيدها بعض الشركات.

ألتراس للفنانين
معروف أن بعض شركات التسويق تقوم بإدارة حسابات لعدد من الفنانين والنجوم على وسائل التواصل الاجتماعي والرد على المتابعين، وتوجيه ما يسمى بـ”ألتراس” الفنانين، وهي مجموعات تزعم إعجابها بفنان معين وتروج له ولأعماله الفنية، ومهمتها الرئيسية تلميع الفنان من خلال الحديث عن تألقه ولو كان رديئا أو باهتا.

وتستطيع فرق الألتراس توجيه المشاهدين بكل سهولة إلى متابعة عمل فني لنجم معين بشكل مرن وذكي، وتتقمص دور المشاهدين الحقيقيين دون تسويق مباشر للعمل، ويتوهم المتابعون أن النجم هو من يدير صفحته الرسمية ويسعدون بردوده.

كما تستطيع هذه الفرق أن تجعل من أي عمل فني ترندا في وقت قصير للغاية، ربما قبل أن يبدأ عرض العمل، من خلال التسويق الجيد للبوستر الدعائي للعمل واستخدام برومو العمل على نطاق واسع على مواقع التواصل.

وهذا لا ينفي وجود مجموعات على المنصات المختلفة تحمل اسم فنان محدد، يدشنها معجبون ومعجبات به، وتروج له من باب الثقة دون أن تستلم مقابلا ماديا.

وتقوم شركات التسويق المسؤولة عن إنشاء صفحات تحمل اسم عمل فني بجذب انتباه المتابعين لتفاصيله عبر فيديوهات تبثها أو جمل مقتبسة من حوارات في العمل نفسه.

ويتم استغلال مجموعات نسائية على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل لفت الانتباه لمتابعة أعمال فنية تهتم بقضايا المرأة المختلفة عبر اقتباس جمل جذابة من العمل ونشرها.

صُناع المحتوى

على موقع يوتيوب هناك عدد كبير من صُناع المحتوى (يوتيوبرز) يشيدون بأعمال فنية بعينها منذ إذاعة الحلقة الأولى، بشكل يبدو غير موضوعي وموجها. والأمر نفسه يقوم به عدد من المؤثرين على المنصات المختلفة.

زينب علي صانعة محتوى وواحدة من بين المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي متخصصة في نقد الأعمال الفنية، ويتردد نجوم مصريون وعرب على صفحاتها ويتركون لها تعليقات من وقت لآخر، قالت بشكل واضح “هناك صانعو محتوى يتقاضون أجرا ماديا، مقابل الترويج لعمل فني أو نجم.”

وأكدت لـ”العرب” أن بعض شركات التسويق عرضت عليها بالفعل الترويج لثلاثة مسلسلات، وطلبت منها تحديد المقابل المادي الذي تريده، لكنها رفضت أن تروج لعمل فني لم تشاهده، لأن ذلك يعد من قبيل تضليل المشاهد، لكنها قالت “لا أمانع الترويج عن منصة أو تطبيق يتم عرض الأعمال الفنية عليه، وهذا شأن آخر.”

وأوضحت أنها تحترم متابعيها ولن تشارك في لعبة التدليس التي يجيدها البعض، وحددت خمسة مسلسلات في رمضان تتابعها، وأحيانا يقترح عليها أحد متابعيها مشاهدة مسلسل معين، وبالفعل تقوم بمتابعته وتتحدث عنه بشكل مهني معهم. وتبدو الخدع والألاعيب التي تقوم بها لجان إلكترونية مدفوعة الأجر معروفة للجميع، لكن هناك شريحة من متابعي المنصات من السهل خداعها والتأثير على مواقفها.

ووصل عدد مستخدمي الإنترنت في مصر إلى 82.01 مليون مستخدم، وهناك 45.40 مليون شخص لهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أو يقبلون عليها، أي ما يعادل 40 في المئة من مستخدمي شبكة الإنترنت. وقال خبير الإعلام الرقمي عمرو أحمد الأنصاري، لـ”العرب”، “ما زال الكثير من مستخدمي الإنترنت في مصر يفتقدون للوعي التكنولوجي، ويسهل توجييهم باستخدام ألاعيب السوشيال ميديا، وقد ينقادون بسهولة وراء الأكاذيب والترندات المفتعلة.”

وأشار إلى أن السوشيال ميديا صنعت نجوما، بقطع النظر عن الأداء الفني في الأعمال الموجهة للجمهور، باستخدام شركات التسويق المسيطرة على مواقع التواصل، ودخل الذكاء الاصطناعي اللعبة، فيتم تخليق حسابات وهمية يصل عددها في المرة الواحدة إلى ألف حساب عن طريق ما يسمى بـ”البوت”، وظيفتها توجيه الجمهور من خلال جمل تسويقية وتشويقية لعمل فني ما، ونلاحظ تكرارها، لأنه لا يستطيع أن يمنح كل حساب جملة منفصلة عن الآخر، والبعض يفطنون الآن إلى هذه الخدعة.

ترند من العدم
يتعجب بعض الخبراء من كون بعض الأعمال الفنية أصبحت ترندا وهي على أرض الواقع لم تعجب المشاهدين، ومن السهل معرفة ذلك عبر التدوينات والتعليقات التي يشارك فيها مستخدمو السوشيال ميديا الحقيقيون، فالعمل الفني الناجح والمكتملة أدواته كتابة وإخراجا وتمثيلا لا يختلف فيه المتابعون، ولو اختلفت الأذواق أحيانا.

مجموعات نسائية على وسائل التواصل الاجتماعي تُستغلّ لجذب المشاهدين إلى متابعة أعمال فنية تهتم بقضايا المرأة

ومن الأعمال التي لاقت رواجا نتيجة لاكتمال عناصرها الفنية مسلسل “قلبي ومفتاحه” لمؤلفه ومخرجه تامر محسن، بطولة آسر يسن ومي عزالدين، ومسلسل “الشرنقة” من تأليف عمرو سمير عاطف وبطولة أحمد دوود. ورغم أن مسلسل “أشغال شقة جدا”، بطولة هشام ماجد ومصطفى غريب، صعد كترند إلا أن الجمهور استاء من المحتوى المبتذل لبعض حلقاته، وبدأت مشاهداته تتراجع.

ويوجد عدد من المسلسلات التي لم تحقق رواجا جماهيريا حقيقيا، رغم التسويق الكبير لها على السوشيال ميديا، مثل مسلسل “إش إش”، بطولة مي عمر وتأليف وإخراج زوجها محمد سامي، لكن منصة “شاهد” قالت إن العمل يحتل المركز الأول على منصتها عالميا.

وانتقد المنتج المصري محمد العدل الأعمال الفنية التي تُعرض في موسم رمضان على حسابه الشخصي في موقع فيسبوك، وقال”هناك فارق كبير بين العمل الفني و’النحتاية’ (عدم اتقان العمل والحصول على مقابل مادي)، وما حدث في الأعمال الفنية ‘نحتاية’ لا أكثر ولا أقل،” في إشارة تؤكد ضعف مستوى الأعمال الفنية.

وتورط في لعبة صناعة ترند الأعمال الفنية بعض الصحافيين والنقاد، ومن السهل معرفة ذلك، حيث يقول خبير الإعلام الرقمي عمرو أحمد الأنصاري لـ”العرب” إن “البعض يروج لنجم معين أو لعمل فني محدد، ربما لأنه صديق بطل العمل، ويحب أن يكتب عنه بشكل جيد، وإن كنت لا أنفي أن بعضهم يتقاضون مقابلا ماديا على ذلك.”

وكتب السيناريست حاتم حافظ على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فيبسوك ما يفيد بوجود نقاد يجاملون النجوم ويكتبون عنهم دون موضوعية.

اختتام برنامج تدريبي في التحليل السياسي بجامعة حضرموت


إدارة شرطة السير بحضرموت تطلق حملة توعوية لفحص وتنظيم إنارة المركبات


قائد الحزام الأمني بلحج يعزي في وفاة والدة أركان قوات الحزام الأمني


جلسة حوارية في عدن تناقش تحديات ومزايا الزواج المختلط