استثمار تاريخي لـ«TSMC» في أمريكا.. 100 مليار دولار و5 مصانع للرقائق

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «TSMC»، سي سي وي، الإثنين، أن شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية تخطط لاستثمار إضافي بقيمة 100 مليار دولار في الولايات المتحدة وبناء 5 مصانع جديدة لإنتاج الرقائق الإلكترونية خلال السنوات المقبلة.

وقد أعلنت الشركة التايوانية لصناعة أشباه الموصلات (TSMC) عن خطتها خلال اجتماع في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال ترامب: "يجب أن نكون قادرين على تصنيع الرقائق وأشباه الموصلات التي نحتاجها هنا في الولايات المتحدة. هذا الأمر يتعلق بأمننا القومي."

تُعد "TSMC" أكبر شركة لصناعة الرقائق الإلكترونية بالتعاقد في العالم، وهي مورد رئيسي لكبرى شركات الأجهزة الإلكترونية في الولايات المتحدة.

يُضاف هذا الاستثمار البالغ 100 مليار دولار إلى إعلان استثماري رئيسي سابق. فقد وافقت "TSMC" في أبريل/نيسان الماضي على زيادة استثماراتها المخطط لها في الولايات المتحدة بمقدار 25 مليار دولار، ليصل الإجمالي إلى 65 مليار دولار، إلى جانب إضافة مصنع ثالث في أريزونا بحلول عام 2030.

شعار شركة TSMC التايوانية لأشباه الموصلات وخريطة الولايات المتحدة

يأتي هذا الإعلان في وقت يسعى فيه ترامب، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بفضل دعم الناخبين المهتمين بالقضايا الاقتصادية، إلى تعزيز الاستثمارات في الصناعات المحلية لتوفير المزيد من الوظائف.

ويُعد إعلان "TSMC" الأحدث ضمن سلسلة من الاستثمارات الكبرى المعلنة في الولايات المتحدة. ففي فبراير/شباط، أعلنت شركة أبل أنها ستستثمر 500 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة. كما تعهد كل من الملياردير الإماراتي حسين سجواني ومجموعة سوفت بنك بضخ استثمارات بمليارات الدولارات في الولايات المتحدة.

وقالت "TSMC" الإثنين: "نتطلع إلى مناقشة رؤيتنا المشتركة للابتكار والنمو في قطاع أشباه الموصلات، بالإضافة إلى استكشاف سبل تعزيز قطاع التكنولوجيا مع عملائنا".

أشباه الموصلات تعود إلى واجهة الصراع.. ماذا فعلت واشنطن؟

دعم صناعة الرقائق
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أتمت وزارة التجارة الأمريكية، في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، منحة حكومية بقيمة 6.6 مليار دولار لوحدة "TSMC" في الولايات المتحدة لدعم إنتاج أشباه الموصلات في فينيكس، أريزونا.

وكان بايدن قد وقع قانون الرقائق والعلوم (CHIPS and Science Act) في عام 2022، والذي خصص 52.7 مليار دولار لدعم صناعة أشباه الموصلات والبحث العلمي في الولايات المتحدة.

السياسات الصناعية في ظل إدارات بايدن وترامب
في عهد بايدن، تمكنت وزارة التجارة من إقناع جميع الشركات الرائدة في صناعة أشباه الموصلات بإنشاء مصانع في الولايات المتحدة كجزء من الجهود الرامية إلى الحد من المخاطر الأمنية المرتبطة باستيراد الرقائق.

أما وزير التجارة في إدارة ترامب، هوارد لوتنيك، فقد قال للمشرعين الشهر الماضي إن هذا البرنامج يمثل "دفعة أولى ممتازة" لإعادة بناء قطاع أشباه الموصلات، لكنه رفض الالتزام بمنح الدعم الذي أُقر بالفعل، مشيرًا إلى رغبته في "دراسته وتحليله وفهمه" قبل اتخاذ أي قرارات.

وفي الشهر الماضي، قال متحدث باسم "TSMC" إن الشركة تلقت بالفعل 1.5 مليار دولار من أموال قانون "CHIPS" قبل تولي الإدارة الجديدة منصبها، وفقًا لشروط الاتفاقية.

مشاريع "TSMC" في الولايات المتحدة
وافقت "TSMC" العام الماضي على إنتاج أكثر التقنيات تقدمًا للرقائق بحجم 2 نانومتر في مصنعها الثاني في أريزونا، والذي من المتوقع أن يبدأ الإنتاج في عام 2028. كما وافقت الشركة على استخدام تقنيتها الأكثر تطورًا "A16" في مصانعها هناك.

وقد بدأت "TSMC" بالفعل في إنتاج رقائق 4 نانومتر المتقدمة لعملائها في الولايات المتحدة داخل مصنعها في أريزونا.

وتتضمن المنحة الممنوحة لـ "TSMC" قروضًا حكومية منخفضة التكلفة تصل إلى 5 مليارات دولار لدعم عملياتها في الولايات المتحدة.