ثقافة وفنون

أدريان برودي الهارب من محرقة ثانية في الوحشي يحصد الأوسكار مجددا

وكالة أنباء حضرموت

حصل الممثل أدريان برودي على جائزة أفضل ممثل في حفل جوائز الأوسكار لعام 2025 المنعقد في مدينة كاليفورنيا في الثاني من مارس عن دوره في فيلم “الوحشي”، الذي أدى فيه دور مهندس معماري يهودي مجري هارب إلى أميركا من بطش النازيين، والفيلم من إخراج وإنتاج برادي كوربيت ومن سيناريو شارك في كتابته مع مونا فاستفولد.

قصة الهروب
هذا ثاني أوسكار يحصل عليه برودي في حياته المهنية، المرة الأولى كانت في عام 2002 عن دوره في فيلم “عازف البيانو”، إخراج البولندي رومان بولانسكي، والمأخوذ عن رواية رونالد هاورد، حيث أدى فيه دور عازف البيانو البولندي اليهودي الشهير فلاديساف شبيلمان.

◄ أدريان برودي يؤدي شخصية مهندس معماري يهودي هارب من المحرقة النازية في تشابه مع دوره في "عازف البيانو"

يعيش العازف في مدينة وارسو هو وعائلته الفقيرة ماديا أثناء الحرب العالمية الثانية، ويعمل عازفا في الإذاعة المحلية وفي أحد مطاعم الأثرياء ثم ينتقل لاحقا إلى مطعم آخر يقصده المثقفون إلى أن تدخل القوات النازية إلى بولندا فتنقلب حياته رأسا على عقب هو وكل يهود المدينة، حيث يقتادهم النازيون إلى معسكرات الاعتقال ويكون هو وعائلته من ضمنهم، لكنه يتمكن من الفرار والاختباء في أحد أحياء وارسو إلى أن يتمكن في النهاية من النجاة أثناء دخول الجيش السوفييتي إلى المدينة.

وقد أدى برودي دوره هذا بحرفية كبيرة ناقلا مشاعر الخوف والجوع والتشرد والبرد بصدق كبير، فمن ينسى لحظة إيجاده علبة الطعام حين كان جائعا، وكيف التهمه بنهم أثناء اختبائه في المبنى المهجور الذي كان يمكث فيه بعيدا عن أعين الجنود الألمان، وقد استحق أوسكار أفضل ممثل عن جدارة حينها، ليمر اثنان وعشرون عاما، أي في عام 2024، ليختاره المخرج الأميركي برادي كوربيت لبطولة فيلمه “الوحشي”.

يؤدي أدريان برودي شخصية المهندس المعماري اليهودي (لازلو توث) الهارب من المحرقة النازية أيضا، لكن هذه المرة يكون مجريا، هو الذي بنى في بلاده أجمل مباني العاصمة بودابست، ومع دخول النازيين إلى المدينة اضطر إلى الهرب هو وزوجته المقعدة إيرزبيست (فيلستي جونز) وابنة شقيقته صوفيا (راني كاسيدي)، الذين هربوا عن طريق البر عكسه هو الذي هرب في سفينة مهاجرين إلى أميركا أرض الأحلام، والذي يرى تمثالها الشهير تمثال الحرية مقلوبا رأسا على عقب من السفينة قبل أن تصل إلى نيويورك دلالة على حياته التي ستنقلب بدورها رأسا على عقب في أميركا عكس ما كان يتوقع.

يعيش لازلو التشرد والجوع في البداية وينام في الطرقات حتى يستطيع الوصول إلى ابن عمه أتيلا، الذي يملك معرضا للمفروشات في فيلادلفيا، ويلعب القدر لعبته مع لازلو الذي عانى ما عاناه من فقر وجوع منذ وصوله إلى الولايات المتحدة، حيث يطلب أبناء الثري الكبير هاريسون فون بورين (غاي بيرث) من أتيلا تجديد أثاث مكتبة والدهم في ذكرى عيد ميلاده، فيتعرف أتيلا عليه ويخبره فون بورين بأنه بحاجة إلى مهندس معماري يبني له مجمعا كبيرا يحتوي على كنيسة وملاعب رياضية ومرافق ترفيهية إحياء لذكرى والدته، فيعرض أتيلا هذا الطلب على لازلو ابن عمه (أدريان برودي) فيوافق بالتأكيد، ويعلم أن القدر بدأ بمكافأته.

أداء وسيناريو مميزان

يبدأ لازلو العمل مع فان بورين مستخدما أفكاره المستوحاة من المدرسة الوحشية في هذا المجمع لكن رؤية الفنان تصطدم مع رؤية صاحب رأس المال المتعجرف، الذي لا يفوت فرصة لإذلال لازلو وتذكيره بأنه كان فقيرا وأنه بحاجة إلى ماله، كمشهد المطعم الذي تكون متواجدة معهم فيه زوجته إيرزبيست، فيقول لها إن زوجها لم يتعلم بعد على الإتيكيت بعد كل هذه المدة التي قضاها في أميركا فيكون العمل مع فان

بورين سلاحا ذا وجهين، فهو نعمة ونقمة في الآن نفسه على لازلو الذي تنهار روحه تدريجيا ويصبح مدمنا على المخدرات والمهدئات كي يتأقلم مع غربته وحياته الجديدة في أرض الأحلام ولا يجد المواساة سوى من زوجته المسكينة المقعدة وكأنها الشيء الجميل الوحيد المتبقي من ماضيه.

جسد أدريان برودي دوره بحرفية عالية في هذا الفيلم حيث استطاع إيصال مشاعر وأحاسيس الشخصية بمهارة كبيرة فشعرنا بعجزه وفقره وجوعه واغترابه عن المجتمع الجديد الذي انتقل إليه، بينما كوربيت قدم الفيلم برؤية بصرية مميزة باستخدام الإضاءة القاتمة التي توحي بأجواء تلك الفترة من أربعينات القرن العشرين واللقطات العامة للمباني والمساحات التي يبنى عليها المجمع، في حين نقل لنا أحاسيس الشخصية وانفعالاتها بلقطات متوسطة وقريبة.

أما السيناريو فكان محكما، فالحدث حاضر فيه بقوة وذو خط زمني متعرج وليس أفقيا، فهناك انتقالات دقيقة بين الأزمنة، وقد حصل الفيلم على جائزة الدب الفضي حين تم عرضه للمرة الأولى في مهرجان برلين السينمائي العام الماضي، كما حصل أدريان برودي على جائزة الغولدن غلوب كأفضل ممثل وفي جوائز البافتا البريطانية مؤخرا حصد الفيلم جائزة أفضل إخراج، وها هو يحصد أوسكار أفضل ممثل لعام 2025 كما كان متوقعا.

مضحيا بـ3 نجوم.. باريس سان جيرمان يقتحم سباق إيزاك


ينافس عمالقة البريميرليغ.. موهبة الـ70 مليونا على رادار ريال مدريد


استثمار تاريخي لـ«TSMC» في أمريكا.. 100 مليار دولار و5 مصانع للرقائق


أفواه مكممة وأقلام مسلوبة.. رمضان يتحول إلى موسم بطش حوثي