حميد زيان: زواج ليلة تدبيرو عام دراما شعبية بمواقف كوميدية مغربية

 تدور أحداث مسلسل “زواج ليلة تدبيرو عام” الذي يعرض خلال الماراثون الرمضاني للمخرج حميد زيان حول مقدميْن على الزواج يقرران خوض سنة كاملة من الخطوبة قبل الزواج لاختبار بعضهما البعض في تحديات الحياة اليومية، ما يؤدي إلى مواجهتهما مواقف كوميدية ساخرة.

العمل من سيناريو رشيد محمد الوافي، وبطولة عبدالحق مجاهد وفتيحة واتيلي وربيع الصقلي وفاطمة الزهراء قنبوع وعبير كروي وفرح كورديو وفاطمة ناجي والغزواني عبدالرحيم وأحلام السعداوي والكوميدي صويلح وفاطمة وشاي، ويعرض هذا العمل الكوميدي ضمن برمجة القناة المغربية الأولى.

يقول مخرج المسلسل زيان في حوار مع صحيفة “العرب” إن سلسلة “زواج ليلة تدبيرو عام” هي “كوميديا مرحة، لكنها تعتمد على كوميديا الموقف أكثر من الحوارات المرتجلة أو الحركات المبالغ فيها.”

الدراما لها تأثير إيجابي على أي مجتمع بشرط أن تكون دراما جدية وعاقلة تتناول قصصا اجتماعية وتعكس الواقع اليومي

ويوضح أن “القصة تتناول موضوع الزواج من خلال شاب وشابة اتفقا على الزواج، لكن في يوم الخطوبة تفاجئ المخطوبة الجميع بوضع شرط غير متوقع، وهو أن يتم الزواج بعد سنة. وكان هذا الشرط بمثابة اختبار لخطيبها، إذ أرادت أن تتأكد مما إذا كان يحمل الصفات التي رسمتها في مخيلتها، فوضعت أمامه عدة عراقيل كوميدية لاختباره. ومع تطور الأحداث، تدرك ليلى أن الزواج لا يخضع لهذا النوع من المنطق، وهو ما أعجبني في القصة.”

ويؤكد زيان أن العمل يحمل بعدا اجتماعيًا يعكس قضايا الجمهور، مشيرا إلى أنه دائما يحرص على تناول مواضيع تهم المشاهد المغربي. وأضاف “تخصصي في الدراما الإذاعية، وعملي مخرجا في الفرقة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، جعلاني أهتم بمسلسلات الدراما الإذاعية التي تعتمد فقط على الصوت وتصل إلى أكبر عدد من المستمعين. ومن هنا أصبحت مثل هذه القضايا تشغلني لأن موضوع الزواج يهم الجميع.”

وحول اختياره فريق العمل يقول المخرج لـ“العرب”: “السيناريو من تأليف الشاب محمد رشيد، وقد سبق أن اشتغلت معه في أكثر من عمل، فهو يمتلك أفكارًا جميلة. أما الإنتاج فهو لعبدالرحيم مجد. بالنسبة إلى اختيار الممثلين تم وفق مبدأ وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وأرى أن ربيع الصقلي وفاطمة الزهراء قنبوع شكّلا ثنائيًا ناجحًا في دوري قيس وليلى، حيث كانا منسجمين ومتناغمين، وهذا بدا واضحًا أثناء التصوير. إضافة إلى ذلك هما من بين أصدقائي، ولدينا الأفكار والتوجهات ذاتها ما جعل التواصل بيننا سلسًا، خاصة وأن القناة الأولى تركز على الأعمال العائلية. يشارك معنا أيضا الجيل المخضرم من الفنانين مثل فتيحة وتيلي وفاطمة وشاي وفاطمة الناجي وعبدالحق مجاهد والكوميدي صويلح. الممثل هو الذي يستطيع إيصال رؤية المخرج إلى الجمهور، وهذه هي المصداقية في الأداء والتشخيص. كما أن الطاقم الفني والتقني، بما في ذلك إدارة التصوير، كان على مستوى عال من الاحترافية.”

وحول الرسالة التي يسعى إلى إيصالها من خلال العمل، يقول حميد زيان “المسلسل موجه بشكل خاص إلى الشباب المقبلين على الزواج، لأن فترة الخطوبة تمر بمراحل حساسة يجب التعامل معها بمنطق التكامل والتفاهم، وليس وفق معايير واختبارات شكلية. كما أن طول مدة الخطوبة قد يؤدي إلى العديد من المشاكل، لذا من الأفضل ألا تطول كثيرا.”

قراءة كوميدية ساخرة لواقع المخطوبين

أما عن كيفية جذب الجمهور لهذا العمل خلال شهر رمضان فيوضح المخرج المغربي “أعتقد أن المسلسل سيكون في متناول الجمهور المغربي، لأنه يعالج موضوعًا أسريًا هادفًا، يتم تقديمه بأسلوب متجدد. فموضوع الزواج والعلاقات الأسرية يظل حاضرًا دائمًا، ويتجدد مع تغير الزمن والمجتمع. كما أن العمل يحمل رسالة نبيلة بأسلوب كوميدي خفيف وسلس، ما يجعله قريبًا من المشاهدين.”

وتحدث زيان لـ“العرب” حول شريطه التلفزيوني الجديد “بنت العم” منوها بأنه “عمل تلفزيوني من إنتاج القناة الثانية يجمع بين الدراما والكوميديا من خلال قصة الإرث والصراع العائلي، إذ تدور الأحداث حول فتاة تفقد والديها في حادث سير، تاركين لها إرثا لا بأس به، كونها الوريثة الوحيدة. لكن يظهر ابن عمها الذي يحاول الاستيلاء على حقها، فتتعرض للكثير من الظلم والتحايل، ما يدفعها إلى العمل كخادمة في أحد البيوت، حيث تجد راحتها أكثر من العيش في فيلا فاخرة، لكنها مهددة بسبب الأطماع. وشاركت في هذا العمل نخبة من نجوم الدراما المغربية، من بينهم سحر الصديقي وعبدالإله عاجل وعبدالصمد مفتاح الخير وربيع الصقلي وهاجر عدنان. وآمل أن يكون هذا الشريط التلفزيوني إضافة مميزة للتلفزيون المغربي، وللجمهور الذي يحب الكوميديا الممزوجة بالدراما.”

"زواج ليلة تدبيرو عام" سيكون في متناول الجمهور المغربي لأنه يعالج موضوعًا أسريًا هادفا بأسلوب متجدد

وحول جديده السينمائي بعد فيلم “بنت الفقيه” يقول زيان “الفيلم لا يزال يعرض في صالات السينما وقد لاقى إقبالا جيدا من الجمهور المغربي، وحاليا أعمل على فيلم جديد سيتم تصويره بين المغرب وبلجيكا، وهو مختلف تماما عن ‘بنت الفقيه’. هذه المرة أتناول موضوعا رياضيا من خلال قصة فتاة تحاول تحقيق ذاتها في مجال الرياضة، ومن المقرر أن يبدأ التصوير خلال الصيف المقبل.”

وفي ما يتعلق بتأثير الأعمال الفنية المغربية على المجتمع، يؤكد حميد زيان أن “الدراما لها تأثير إيجابي على أي مجتمع، لكن بشرط أن تكون دراما جدية وعاقلة، تتناول قصصا اجتماعية حية وتعكس الواقع اليومي بمصداقية، أما الدراما التي تحمل رسائل مزيفة فهي لا تفيد المجتمع بقدر ما تضره، لذلك أؤمن بأهمية تقديم أعمال تناقش سلوكيات المجتمع ومواقفه الحقيقية بعيدًا عن التزييف والمغالطات.”

في المغرب ليس من السهل أن تجد ممثلا يتحول إلى مخرج متمكن في مجالات الدراما والتلفزيون والسينما والإذاعة، لكن الممثل والمخرج المغربي حميد زيان يعد واحدا من هؤلاء الذين استطاعوا الجمع بين التمثيل والإخراج، إذ بدأ مسيرته الفنية كممثل، ثم قرر أن يتوجه إلى الإخراج، ونجح في تقديم أعمال مميزة في عدة مجالات، وأصبح له حضور قوي في الساحة الفنية المغربية.

برز زيان في المسرح والتلفزيون قبل أن ينتقل إلى السينما، حيث نالت أعماله اهتماما واسعا سواء في التمثيل أو الإخراج، وبدأ مسيرته مساعد مخرج لسنوات عدة، ودرس فنون الغرافيك والتصوير الصحفي نظرا لغياب المعاهد السينمائية آنذاك، ثم التحق بالفرقة الوطنية لدار الإذاعة والتلفزة المغربية كممثل، ثم اتجه إلى الإخراج، حيث كان أول مسلسل أخرجه هو “راضية” الذي حقق نجاحا كبيرا. من أبرز أعماله في الإخراج: “بنت الفقيه” (2025)، “عرس ليلة تدبيرو عام” (2025)، “الشياطين لا تتوب” (2024)، “شهادة ميلاد” بجزأيه (2020)، “التكريم” (2019)، و”تبدال المنازل” (2014). كما شارك في التمثيل في عدة أعمال، منها “عفاك أ بابا” (2023)، “جنتلمان” (2022)، “شهادة حياة” (2015)، و“الخطاف” (2010).