منوعات

الصين تسعى جاهدة لاستنساخ سيليكون فالي

وكالة أنباء حضرموت

 إطلاق ديب سيك-R1 بث موجات صادمة عبر سوق الأسهم الأميركية. وتابعنا كيف تبخّر ما قيمته حوالي تريليون دولار في يوم واحد. وفي نفس الوقت، أصبح التطبيق الأكثر تنزيلا. إلّا أن المعركة لم تحسم بين الصين التي ترغب باستنساخ سيلكون فالي وبين الولايات المتحدة التي تريد أن  تحافظ على مكانتها.

وتفاخرت الشركة التي يقع مقرها في هانغتشو في الصين بأنها دربت النموذج بتكاليف أقل مقارنة بما تكبده منافسوها في الغرب.

ويتيح نموذج ديب سيك مفتوح المصدر لأيّ شخص تشغيله على أجهزته الخاصة. لكن تفاصيل تطويره لا تزال غير واضحة. وأصدرت الشركة أجزاء من النص البرمجي الأساسي الذي اعتمدته، لكن التفاصيل المهمة لم تُنشر. كما لا توجد حاليا وسيلة لتأكيد أقوال الشركة بأنها تلقت وحدات معالجة الرسوميات اللازمة لتدريب النموذج من خلال القنوات القانونية. وتشير التقارير إلى أن الشركة أمضت عدة سنوات في جمع كمية كبيرة من الرقائق.

◙ المعركة لم تحسم بين الصين التي ترغب باستنساخ سيلكون فالي وبين الولايات المتحدة التي تريد أن تحافظ على مكانتها

وبالنسبة إلى شركات مثل ديب سيك، لا تزال المخاوف منتشرة بشأن ما إذا كانت الرقائق الأميركية الخاضعة لرقابة التصدير تصل إلى الصين عبر دول خارجية. فمنذ أن منعت القيود الأميركية الوصول المباشر إلى هذه الرقائق، ارتفعت شحنات منتجات إنفيديا إلى سنغافورة. كما سُجّلت زيادة في تهريب البضائع وإعادة توجيهها بعيدا عن نقاط وصولها المعلن عنها. وفي تقرير إنفيديا المالي للثلاثي المنتهي في 27 أكتوبر 2024، ذكرت الشركة هذه المبيعات للكيانات السنغافورية، مشيرة إلى أن “جل الشحنات المرتبطة بإيرادات سنغافورة كانت متجهة إلى مواقع خارجها، وكانت الشحنات إلى البلاد نفسها ضئيلة.” ونتيجة لذلك، كانت مبيعات إنفيديا للعملاء الذين حددوا عناوين لإرسال الفواتير في سنغافورة وراء ارتفاع الإيرادات المرتبطة بالدولة من حوالي 10 مليارات دولار في 2023 إلى 17.4 مليار دولار في 2024.

وأصدرت وزارة التجارة والصناعة في سنغافورة في الأول من فبراير بيانا يتناول الشائعات القائلة بأن البلاد كانت مُستغلة لتحويل المواد الخاضعة للرقابة إلى الصين. وأكدت الوزارة أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن الشحنات إلى سنغافورة وقعت في أيدي ديب سيك أو الصين. كما أكدت أن العديد من الشركات في سنغافورة تشتري هذه الرقائق لمنتجات مخصصة للولايات المتحدة والأسواق الغربية الأخرى.

وكان ليانغ وينفينغ مؤسس الشركة المطورة لديب سيك هاي فلاير من أوائل المرحبين بتقنية الذكاء الاصطناعي ومستخدميها. وقبل أن يبعث الشركات التي لا يزال يقودها، أمضى سنوات في العمل على إستراتيجيات التداول الخوارزمية مع الأصدقاء الذين التقى بهم في جامعة تشجيانغ. ووفقا لزميله لو زينغتشي، تتألف المجموعة الأساسية التي شكلت هاي فلاير من أصدقاء من برامج علوم الكمبيوتر والهندسة في الجامعة. وأوضح زينغتشي أن شغف دراسة السوق جمعهم، حيث تعاونوا وتسابقوا بين عامي 2008 و2015 قبل إطلاق الشركة التي توسّعت بسرعة بعد تأسيسها، وأصبحت في 2020 “تستقطب أفضل المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي.”

ويبدو أن ليانغ قد درس الذكاء الاصطناعي لأول مرة من شيانغ تشي في جامعة تشجيانغ، وعمل على تأليف عشرات الأوراق البحثية وحصل على العديد من براءات الاختراع، وتركز جلها على خرائط السيارات ذاتية القيادة ومعالجة الصور بالذكاء الاصطناعي. ومن بين منشوراته المتعددة ورقة بحثية واحدة على الأقل شارك في تأليفها مع شيانغ تشي في جامعة تشجيانغ. ويبدو أن تعاونهما الأول تجسد في ورقة بحثية في 2011 حول خوارزمية تهدف إلى تعزيز تتبع أهداف الكاميرا، وهو موضوع يتماشى مع خبرة شيانغ في السيارات ذاتية القيادة ورسم الخرائط والاستهداف. وتكشف مراجعة براءات اختراع شيانغ وأبحاثه المنشورة منذ 2010 أن جلّها كان مرتبطا بالذكاء الاصطناعي، وخاصة السيارات ذاتية القيادة ومعالجة بيانات الصور.

صراع نفوذ

وتتضمن أبحاث شيانغ العديد من الأوراق البحثية وبراءات الاختراع التي تستكشف التطبيقات العسكرية. وتركز الكثير من أعماله على التقنيات المدنية، مثل تلك التي تعتمدها السيارات في البيئات الحضرية التي يمكن التنبؤ بها (مثل التعرف على إشارات المرور، والتفطن إلى المشاة). كما تعمّق في مجالات أكثر تخصصا ونظر في خوارزميات تنسيق أسراب الطائرات دون طيار، وأنظمة تحديد المركبات الجوية المسيرة للأهداف الأرضية، وتشغيل المركبات ذاتية التحكم في بيئات القتال الصعبة التي تشمل تضاريس ذات غطاء نباتي كثيف أو طرق وعرة، إضافة إلى السيناريوهات التي ينجح فيها الخصم في تعطيل الخرائط التي تعتمد نظام تحديد المواقع العالمي.

وتقع مؤسسة ديب سيك وهاي فلاير في مدينة هانغتشو، التي تعد جزءا من مقاطعة تشجيانغ. وليس هذا من قبيل الصدفة، نظرا إلى علاقات المؤسسين بالجامعة المحلية. ويهدف ممر تشنغشي للإبداع العلمي والتكنولوجي في هانغتشو، وهو مشروع تدعمه الحكومات المحلية والوطنية، إلى جعل المدينة مركزا رائدا للتكنولوجيات الإستراتيجية، وخاصة الذكاء الاصطناعي. وتسعى الخطة إلى جعل مدينة هانغتشو النسخة الصينية من وادي السيليكون، باعتبارها “وادي الرؤية الصيني” الذي ينبثق منه عصر جديد من ابتكارات الذكاء الاصطناعي.

ويعمل مختبر تشجيانغ في هانغتشو، وهو مؤسسة تعاونية أنشأتها حكومة مقاطعة تشجيانغ وجامعة تشجيانغ ومجموعة علي بابا، بصفته مركزا رئيسيا للبحث في التقنيات الحساسة. كما أنه منظم وممول ومدعوم من قبل الدولة للتقدم المستقل في الذكاء الاصطناعي ومجالات التكنولوجيا المتقدمة الأخرى داخل المقاطعة. وحددت وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية مختبر تشجيانغ،عندما تأسس في 2017، باعتباره “الروح الأساسية” التي تقود تطوير ممر تشنغشي للابتكار في العلوم والتكنولوجيا، باعتباره أحد أكبر مختبرات الذكاء الاصطناعي في الصين، التي تركز على الأولويات الإستراتيجية. وقد أثار هذا الوضع مخاوف بين المشرعين والمنظمين خارج الصين في ما يتعلق بخصوصية البيانات والرقابة.

وحاولت دول عديدة، بينهما الولايات المتحدة وتايوان والهند وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيطاليا، تنفيذ أشكال مختلفة من الحظر أو القيود على التطبيق. وتبدو هذه المخاوف مبررة. ويكشف تحليل ديفيد بومبال، الباحث في مجال الأمن السيبراني، أن تطبيق ديب سيك ينقل حزم البيانات إلى خوادم في الصين والمملكة المتحدة. ويبدو أن شركة تينسنت لأنظمة الكمبيوتر بشنغن تشغل هذه الخوادم في بكين وتشغلها شركة تاوباو في لندن. وأسست مجموعة علي بابا شركة تاوباو، وهو ما يتناقض مع تأكيد ديب سيك على عدم إرسال أيّ بيانات من المستخدمين إلى الصين.

الشيخ لحمر بن لسود لـ"وكالة أنباء حضرموت": "الانتقالي" يتبنى مشروعاً وطنياً لاستعادة دولة الجنوب ومعالجة المظالم


النفط ينخفض بعد تهدئة المخاوف بشأن الإمدادات


"المشروع X ".. الإعلان التشويقي الأول لفيلم كريم عبد العزيز


خالد بن محمد بن زايد يبحث مع مجلس الشركات العائلية الخليجية دعم التوسع الاقتصادي