اخبار الإقليم والعالم

إقليم كردستان عامل استقرار إقليمي: وساطة بين الأكراد وتركيا وسوريا

وكالة أنباء حضرموت

عرض إقليم كردستان المساعدة في دفع الحوارات حول حل بين أكراد سوريا والإدارة الجديدة في دمشق، في خطوة جاءت مباشرة بعد طلب القائد الكردي التركي عبدالله أوجلان في رسالة من سجنه إلى الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني الوساطة بين أنقرة والمقاتلين الأكراد لخلق مناخ ملائم لحوار سياسي ينهي النزاع المسلح المستمر لعقود، وهو ما يؤكد أن إقليم كردستان بات عاملا أساسيا في الاستقرار الإقليمي.

وأكد رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني استعداد الإقليم لمساعدة الرئيس السوري أحمد الشرع في جهوده لحل الأزمة في البلاد، والتوصل إلى نظام سياسي يمثل كل مكونات المجتمع، داعيا حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح والدخول في حوار لحل مشكلة الأكراد في تركيا.

ويقول مراقبون إن التصريحات التي يطلقها المسؤولون في الإقليم الهادفة إلى تأكيد مسار الوساطات ودعم الاستقرار في المحيط الإقليمي هي امتداد لأفكار ومبادرات مسعود بارزاني لكونه الزعيم الكردي التاريخي وله تجربة ثرية مكنت أكراد العراق من الحصول على حكم ذاتي ومكاسب ثقافية واجتماعية واقتصادية، وهو إلى ذلك يمتلك رصيدا من الثقة بين أكراد الإقليم.

تصريحات مسؤولي الإقليم الداعمة لدعم الاستقرار في المحيط الإقليمي هي امتداد لأفكار الزعيم مسعود بارزاني

كما أن انفتاحه على أنقرة يسمح له بأن يمضي بالوساطة إلى مستوى فعال ولا يكون مجرد ناقل لمطالب هذا الطرف أو ذاك وخاصة الجانب التركي في حال سعى إلى مفاوضات غير متكافئة أو فرْض شروط مسبقة. كما أنه لن يسمح بأن يكون مجرد واجهة للهروب من تحقيق السلام وفق ما يطلبه أوجلان في رسالته إلى القيادة الكردية.

ويشير المراقبون إلى أن تجربة أكراد سوريا شبيهة بأكراد العراق، وأن الاستفادة من خبرات مسعود بارزاني ورفاقه في الحزب الديمقراطي ممكنة في حال قرر أكراد سوريا أن يفكروا بواقعية، إذ يمكنهم تحصيل مكاسب شبيهة بما يحصل عليه أكراد العراق من حيث امتلاك حكم ذاتي وتحصيل جزء ثابت من ميزانية الحكومة المركزية في دمشق لوجود أغلب منشآت النفط والغاز على أراضيهم.

ويحتاج الإقليم كذلك إلى واقعية وبراغماتية فعّالتين تتيحان وقف الحرب واستعادة مناخ السلام بالنسبة إلى سكانه مع الحصول على مكاسب تتعلق بالهوية الكردية واللغة والتعليم وبناء علاقة تشاركية تقوم على الندية والتكافؤ، والاستفادة من تجربة أكراد تركيا بعد أن ثبت أن الخيار العسكري ليس هدفا في حدّ ذاته، وأنه ليس بإمكان أيّ جهة مهما كانت قوتها الاستمرار في الحرب إلى ما لا نهاية.

ولم يكن توجه أوجلان نحو خيار السلام ووقف الحرب علامة ضعف أو تراجع، ولكنها الواقعية التي تؤمن بأن الحرب هي خطوة اضطرارية لتحقيق مطالب ولا تتحول إلى هدف في حد ذاتها، وهو نفس المسار الذي سلكه أكراد العراق في عقود سابقة لينتهوا إلى استغلال فرص السلام.

وقال نيجيرفان بارزاني في مقابلة مع شبكة “رووداو” الإعلامية الكردية العراقية “كانت لدينا هذا العام محادثات كثيرة حول سوريا، وطرحنا وجهة نظرنا بخصوص المستجدات والوضع في سوريا وناقشناها مع الأطراف المعنية سواء مع الدول الأوروبية أو أميركا أو دول الشرق الأوسط. كانت سوريا المحور الأول وكانت لها الأولوية في اجتماعاتنا المتعلقة بالمنطقة”.

وأضاف “خلال المحادثات التي أجريتها مع وزير خارجية سوريا (أسعد الشيباني)، شددنا على أنّ سوريا الجديدة يجب أن تكون دولة مدنية قائمة على تعدد القوميات واللغات والثقافات، وأن يشعر جميع المكونات فيها من كرد وعرب ومسيحيين وعلويين ودروز بأنهم مواطنون سوريون”.

وعبّر رئيس إقليم كردستان عن اعتقاده من خلال ما لمسه في وجهات نظر الشرع أنه يسعى فعلا إلى إيجاد حلول ناجعة لأزمات البلاد.

وقال بارزاني “إذا كانت هذه حقاً سياستهم التي تركز على سوريا وحل مشاكل البلاد، فإنها تستحق الدعم، وليس الاكتفاء بالمراقبة فحسب، بل يجب أن نكون مساعدين، لأنني أعتقد أن هذه فرصة كبيرة للسوريين وإذا ضاعت فليس من الواضح ماذا سيكون البديل في سوريا”.

ويأتي موقف بارزاني الداعم للسلطات السورية الجديدة مخالفا لمواقف الحكومة الاتحادية في بغداد التي تتحكم في قراراتها قوى الإطار التنسيقي الشيعي المدعومة إيرانيا.

وفي ما يتعلق بدور إقليم كردستان في الحد من التصعيد داخل سوريا، نوّه نيجيرفان بارزاني قائلا “كان من الطبيعي بالنسبة إلينا أن نتحرك في إقليم كردستان، خصوصا أنّ ما حدث في سوريا جاء سريعا ومفاجئا للجميع، لذلك ركّزنا في البداية على كيفية حماية الكرد هناك، وأجرينا اتصالات مستمرة مع تركيا وأميركا ودول أوروبية لتحقيق هذا الهدف، أعتقد أننا استطعنا المساهمة في تهدئة الأوضاع في بعض المناطق”. وتابع “المرحلة الثانية الآن تتمثل في كيفية ضمان مشاركة الكرد في بناء سوريا الجديدة، والتوجه إلى دمشق ليكونوا جزءا من عملية تشكيل حكومة جديدة في سوريا.

وأكد بارزاني أنّ “إقليم كردستان سيواصل لعب دور مساعد وداعم لأيّ جهد يهدف إلى ترسيخ السلم والاستقرار وإشراك مختلف مكونات الشعب السوري في رسم مستقبل البلاد”.

الإقليم يحتاج إلى واقعية وبراغماتية فعّالتين تتيحان وقف الحرب واستعادة مناخ السلام بالنسبة إلى سكانه مع الحصول على مكاسب تتعلق بالهوية الكردية واللغة والتعليم

وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة المرجع الكردي المخضرم مسعود بارزاني قد بادر إلى محاولة تجنيب أكراد سوريا صداما أوسع مع القوات التركية بعد النقلة التي حدثت في البلد بسقوط بشار الأسد وانتقال السلطة إلى حلفاء أنقرة بقيادة أحمد الشرع.

وانطلق ذلك الحراك بعملية جس نبض واختبار للنوايا عبر إيفاد ممثل بارزاني حميد دربندي إلى شمال شرق سوريا حيث عقد لقاءين منفصلين مع قيادتي قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، والمجلس الوطني الكردي في سوريا.

وتلا ذلك قيام القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بزيارة إلى أربيل حيث التقى الرئيس مسعود بارزاني وبحث معه “الأوضاع في سوريا وآخر التطورات الأمنية والسياسية،” بالإضافة إلى “التباحث حول الإطار العام لتعامل القوى الكردية مع الوضع الجديد وكيفية اتخاذ موقف مشترك للأحزاب الكردية في سوريا،” بحسب بيان لمقرّ بارزاني.

وتتجه وساطة قيادة إقليم كردستان العراق في الملف الكردي بسوريا باتجاه دعم وتشجيع التواصل الذي بدأ فعلا بين القيادة السورية الجديدة والذي تمثّل في اجتماع عقد بين الشرع وعبدي في مطار ضمير العسكري الواقع بشمال شرق العاصمة دمشق.

وأعرب عبدي عن تقديره لجهود الرئيس بارزاني معتبرا أن “المرحلة الحالية تتطلب تضافر الجهود بين جميع الأطراف الكردية لتحقيق الاستقرار وضمان حماية مصالح الشعب الكردي”.

ويتمثّل الهدف النهائي للحزب الديمقراطي الكردستاني وقيادته في إنهاء الحرب الممتدة منذ سنوات بين تركيا وحزب العمال الكردستاني ووقف الصراع بينها وبين أكراد سوريا كمقدمة لإنجاز مصالحة تاريخية بين الطرفين.

وحملت اتّصالات قسد مع قيادة الحزب الديمقراطي ملامح تزايد ثقة أكراد سوريا بحزب بارزاني وقدرته على تجنيبهم خطر الصراع المسلح ضدّ أركان الحكم الجديد في سوريا ومن ورائهم تركيا.

تصعيد حاد بين السودان وكينيا بسبب الحكومة الموازية


البابا فرنسيس لا يزال في دائرة الخطر


وظائف الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية.. الشروط والأوراق المطلوبة


عندما حاول إدوارد الثامن تسليم بريطانيا لهتلر