اخبار الإقليم والعالم
تصاعد التوتر بين الجزائر وفرنسا رغم جهود رسمية للتهدئة
الجزائر تنفي تمويل مرتزقة روس في مالي ردا على اتهامات فرنسية
نددت الخارجية الجزائرية الأربعاء ما قالت إنها مزاعم نقلتها "وسيلة إعلام فرنسية موالية لمخابرات باريس" حول تمويلها لميليشيات في مالي.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية عن الناطق باسم الخارجية، عمار بلاني، أن الجزائر "تفند الادعاءات التي تداولتها وسيلة إعلام أجنبية حول تمويل مزعوم من قبل الجزائر لميليشيات بمالي".
وأضاف المصدر ذاته ان هذه "الادعاءات لا أساس لها من الصحة وقد صدرت من طرف وسيلة إعلامية معروفة بولائها لمصالح المديرية العامة للأمن الخارجي التابعة للاستخبارات الفرنسية التي يقودها السفير السابق بالجزائر برنار إيميي.
والأربعاء افاد موقع "الجيري بارت" وموقع" موندافرايك" الفرنسي أن الجزائر اتفقت مع السلطات المالية لتمويل عمليات جلب ميليشيات فاغنر الروسية وسط مخاوف روسية من تنامي النفوذ الروسي في مالي.
والجزائر التي تربطها حدود برية تفوق 1000 كلم هي من تقود لجنة متابعة اتفاق السلام بين الحكومة المركزية في باماكو ومسلحي الحركات الأزوادية (طوارق) شمالي مالي.
وفي 2014، احتضنت الجزائر المفاوضات بين الطرفين، حيث توجت بتوقيع اتفاق سلام في يونيو/حزيران 2015 فيما عرف بـ”مسار الجزائر”.
وكانت الجزائر حظرت الشهر الجاري على الطائرات العسكرية الفرنسية التحليق فوق أراضيها، نظرا كونها تستخدم عادة مجالها الجوي لدخول ومغادرة منطقة الساحل حيث تنتشر قواتها في إطار عملية برخان كما استدعت سفيرها لدى باريس.
وجاءت هذه الخطوة بعد خلاف حول خفض عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين، تبعه نقل صحيفة لوموند تصريحات لماكرون خلال لقائه أحفاد أشخاص شاركوا في حرب استقلال الجزائر اعتبر فيها أن الجزائر يحكمها "نظام سياسي-عسكري" قام "بإعادة كتابة تاريخها بالكامل".
ورد مكتب الرئاسة الجزائرية بالقول أن هذه التصريحات التي لم يتم تكذيبها تعد "تدخلا" في الشؤون الداخلية للبلاد.
والأحد تحدث تبون بشكل علني للمرة الأولى حول الخلاف مع فرنسا، مطالبا القوة الاستعمارية السابقة ب"الاحترام الكامل" لبلاده.
وقال تبون في لقاء مع ممثلي وسائل إعلام بثه التلفزيون الرسمي إن "عودة السفير الجزائري إلى باريس مشروطة باحترام كامل للدولة الجزائرية"، وشدد على ضرورة عدم "تزييف التاريخ".
وأضاف تبون أن العلاقات مع فرنسا هي "مسؤولية شعب وتاريخ"، مؤكدا أنه "على فرنسا أن تنسى أن الجزائر كانت مستعمرة".
وغالبا ما تشهد العلاقات بين البلدين توترا، لكنها لم تصل يوما الى هذا المستوى من التدهور كما هو الحال عليه في الأيام الأخيرة.