منوعات

ملتقى قراءة النص 21 يوصي بتدوين التراث الشفاهي السعودي

وكالة أنباء حضرموت

 أسدل “ملتقى قراءة النص” الستار على فعاليات دورته الحادية والعشرين، التي نظمها النادي الأدبي الثقافي بجدة، واستمرت على مدى ثلاثة أيام، بعنوان “التاريخ الأدبي والثقافي في المملكة العربية السعودية بين الشفاهية والكتابية”. وتمحور النقاش هذا العام حول تسعة موضوعات رئيسية، منها: أصول الثقافة الشفاهية، تطور الأدب الشفاهي، وأهمية الوثائق التاريخية والنقوش. بالإضافة إلى ذلك تأثير الحرف اليدوية في الأدب، والتفاعلات بين الأدب الشفاهي والكتابي، وتطور الإعلام من التلفزيون إلى الفضاء الإلكتروني.

ويهدف من خلال هذه المحاور إلى تعزيز التبادل الثقافي وإثراء الحوار النقدي حول تطورات الأدب والثقافة في المملكة، عبر استعراض قضايا أدبية وتاريخية تعكس تداخل الشفاهية مع التدوين في تشكيل المشهد الثقافي. وشهدت الدورة حراكًا ثقافيًا مميزًا، كما توَّجه المشاركون بتكريم الأديب محمد عبدالرزاق القشعمي، تقديرًا لعطائه وإسهاماته البارزة في خدمة الأدب السعودي وتراثه الثقافي.

والقشعمي كاتب وصحافي ومؤرخ سعودي ولد عام 1944 في قرية العقل شمال مدينة الزلفي السعودية، وله اهتمام واسع بتاريخ الصحافة في السعودية، كما ساهم في كتابة سير عدد كبير من الشخصيات السعودية المهمة. حصل على جائزة ومنحة الملك سلمان لتاريخ الجزيرة العربية عام 2006. تبنى مشروع تسجيل “التاريخ الشفاهي للسعودية” بلقاءات كبار الأدباء ورجال العلم والتعليم والمال والسياسة، وسجل نحو أكثر من 400 شخصية من مختلف أنحاء بلاده وألف أربعين كتابا مطبوعا في مختلف الأغراض الثقافية.

وأكد المشاركون في بيانهم الختامي أهمية استمرار وزارة الثقافة في تبني مبادرات تدعم مثل هذه الملتقيات، وترسيخ ثقافة تكريم الرموز الثقافية والأدبية، وإبراز منجزاتهم، مع طباعة الأبحاث المقدمة في الملتقى وتطوير برامج لتنمية المواهب الأدبية والثقافية لدى الشبان والشابات، بما يعزز الهوية الثقافية السعودية ويبرز حضورها المحلي والعالمي.

وشملت التوصيات الصادرة عن الملتقى التأكيد على ضرورة ديمومة انعقاد الملتقى لما يمثله من أهمية في إثراء المشهد الثقافي والأدبي، مع تعزيز الاستفادة من مخرجاته في الأقسام الأكاديمية والدراسات العليا بالجامعات السعودية. ودعت التوصيات إلى تأسيس مركز وطني لتدوين التراث الشفاهي السعودي؛ بهدف حفظ الموروث الثقافي للأجيال القادمة، إلى جانب تشجيع المرويات الشعبية ودعمها بوصفها رافدًا محوريًا في توثيق التراث الوطني.

وأكدت التوصيات أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة في جمع ورصد الفنون الشعبية، بما في ذلك توثيق الأهازيج والحكايات والمرويات الشفاهية، مع السعي لردم الفجوة بين الأدب المكتوب والرواية الشفاهية عبر دراسات وأبحاث متخصصة تُعنى بتعزيز هذا الجانب الأدبي ودعمه. وختم المشاركون بالدعوة إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الأدبية والبحثية، ودعم المبادرات الريادية التي تسهم في تطوير الأدب السعودي، مع التركيز على الدور الأكاديمي في تحليل ودراسة مخرجات الملتقيات الثقافية ورسم اتجاهاتها النقدية والمعرفية.

وكان أمين اللجنة العلمية للملتقى الدكتور عبدالرحمن بن رجاء الله السلمي أوضح في تصريحات له أن جلسات الملتقى تناقش قضايا جوهرية تتصل بالثقافة الشفاهية والتاريخ الأدبي، وتشمل أصول الثقافة الشفاهية القديمة، والنقوش والوثائق التاريخية، والحرف اليدوية وتجلياتها في الأدب، إضافة إلى استعراض أجناس الأدب الشفاهي وأبعاد السرد الأدبي في السير والتراجم والذكريات، فضلا عن المقاربات النقدية بين النص الشفاهي والنص الكتابي، وانعكاسات الإعلام القديم والحديث على المشهد الأدبي.

وأكد أن الملتقى يمثل منصة فكرية تسعى إلى تحفيز الباحثين والمثقفين على دراسة الأدب وتطويره، وتعزيز الاتجاهات الأدبية والإبداعية، لافتا إلى أن النادي يعوّل على مخرجات الملتقى في تقديم رؤى نقدية تسهم في تقويم ودراسة الأدب السعودي بمختلف تجلياته.

وبين السلمي أن عنوان الملتقى لهذا العام يستجيب لتطلعات المشهد الثقافي ويتوافق مع ما تشهده المملكة من تطورات متلاحقة في الشأن الثقافي والأدبي، مشيرا إلى أن النسخة الحادية والعشرين تلقت خمسين ورقة بحثية، تم اختيار عشرين منها للمشاركة في جلساته، ما يعكس تميز موضوع الملتقى وأهميته في المشهد الثقافي، وقدم شكره للمشاركين الذين أُدرجت أبحاثهم ضمن الأوراق المعتمدة، ولجميع الباحثين الذين أسهموا في تقديم رؤى ثرية للملتقى.

وشدد على أن “ملتقى قراءة النص” يعكس رؤية نادي جدة الأدبي ليكون منصة رائدة في تناول الموضوعات الأدبية والثقافية في المملكة، مبينًا أن رسالة الملتقى تهدف إلى تشجيع الباحثين والمثقفين على الاهتمام بالأدب وتقويمه وإثرائه، وتعزيز الاتجاهات الأدبية والإبداعية.

وبين أن النادي الأدبي الثقافي بجدة إذ يضطلع بمشروع قراءة المشهد الأدبي والثقافي في المملكة العربية السعودية من خلال هذا الملتقى السنوي، فإنه يعول كثيرًا على إسهامات الباحثين والنقاد والأدباء المشاركين في جلسات الملتقى، سواء عبر كتابة الأوراق العلمية أو الحضور والمشاركة في الحوار والمناقشات الثقافية العميقة.

أسرة التربوي القدير عنفوش تطلق مناشدة إنسانية لإنقاذ حياته


قناة عدن المستقلة.. صوت شعب الجنوب


مدير عام مكتب الصحة بعدن يزور مستشفى الأمراض النفسية والعصبية


جامعة فاس المغربية تمنح الدكتوراة بدرجة "مشرف جداً" للباحث اليمني يوسف الشماري