منوعات
لحظات انتصار تُحاصرها مرارة الواقع
لماذا تزول الفرحة سريعًا؟ لماذا لا تدوم سوى ساعات معدودة قبل أن يلتهمها الحزن وتبتلعها مرارة الواقع؟ ربما لأن واقعنا أقسى مما نظن. نحارب للوصول إلى لحظة فرح، وعندما ننتصر، يلسعنا الحزن من جديد. نعود لنرى تلك الذكريات الجميلة التي أصبحت مجرد ذكرى عابرة، تلك الأشياء البسيطة التي جعلتنا سعداء أصبحت مجرد اشياء تؤرق الحاضر وتبث الحنين للماضي وتعكر صفوة المستقبل.
لا أعرف أحوالكم الآن، لكنني في حالة كبيرة من الحزن . فأنا أخشى الفراغ أكثر من أي شيء آخر، فهو سيف خفي يقطع ببطء، وقاتل صامت يدفعني إلى أفكار متشابكة، بعضها مظلم وبعضها عشوائي. ربما حان وقت الوحشة لتعود لقائي بعد غياب طويل.
يا لتلك الأيام، لقد كانت رائعة بشكل يفوق التصديق فلدي في كل زاوية ذكرى في تلك الحديقةالجميلة والمكتبة الهادئة. فلي فيها أيام لن تمحى من ذاكرتي.
والآن، آن الآون أن نواجه معركة أكثر ضراوة ضد الحياة، معركة شخصية نخوضها منفردين، بلا أي مساعده.
حتى تلك الشهادة التي حاربنا لنيلها... ما هي إلا ورقة! ورقة قد لا تساوي شيئًا، وربما بعد أشهر قليلة، سيطويها النسيان كما طوى الكثير من التفاصيل الجميلة التي كنا نعيشها. ومع ذلك، نستطيع القول إننا خريجوا أميدست يكفي أننا حملنا ذكريات جميله ستظل معنا إلى الأبد. سأحكي لأحفادي أنني تخرجت من اميدست يومآ ما وحتى وإن نسيت التحدث باللغه الانجليزية سأضل فخوراً بأنني يوماً دخلت معركة وخرجت منتصراً.
على العموم سأتخطى هذه بعد بضعة أيام فنفسي أنانية لا تطيل الحزن كثيرآ وسرعان ما تنسى حتى أفضل الأشياء. أخاطب نفسي قائلًا: "أيتها النفس اللئيمة، كيف تنسين كل هذا؟ كيف تطوي أجمل اللحظات وكأنها لم تكن؟" ومع ذلك، أعلم أنها لن تنسى بشكل كامل، ستكف عن الحزن يومًا ما، كما فعلت دائمًا ولكنها لن تنسى أبداً اللحظات الجميلة والمواقف الرائعه.
وفي النهاية، أريد أن أقول لكم، يا زملائي الأعزاء، إنني أحبكم من كل قلبي. لقد كنتم نعم الأصدقاء والرفقاء، وأيامنا معًا لن تُنسى أبدًا. الإنسان لا يدرك قيمة الآخرين إلا عند الفراق، فهنيئًا لكم جميعًا. ألف مبروك، وعقبال تحقيق أحلامكم جميعًا!