اخبار الإقليم والعالم

دور فرنسي ولو متأخر في لبنان

وكالة أنباء حضرموت

سيزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة لبنان بعد مرور أيام قليلة على انتخاب جوزيف عون رئيسا للبنان واختيار نواف سلام رئيسا للحكومة، وخروج البلد من حالة الفراغ السياسي التي استمرت طويلا، فيما تقول أوساط سياسية لبنانية إن فرنسا التي فشلت سابقا في أن تفرض على الفرقاء اللبنانيين مساعيها لاختيار رئيس تحاول الآن لعب دور ولو متأخر في لبنان.

وفي نهاية 2022 قدم الرئيس الفرنسي مبادرة لتحريك ملف الرئاسة في لبنان، لكن باريس فشلت في توفير شروط النجاح لهذه المبادرة بسبب التعاطي المرن مع مختلف الفرقاء، في حين أن الوضع آنذاك كان يحتاج إلى ضغوط جدية وليس السعي لكسب ود مختلف الفرقاء بما في ذلك حزب الله بالرغم من معرفة الفرنسيين أنه المعرقل الرئيسي لاختيار رئيس لبناني ولحل أزمة الفراغ.

بعد ذلك عملت باريس على مجاراة الأزمة من خلال زيارات ماراثونية قام بها مسؤولون فرنسيون، ولاسيما المبعوث الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان، لكن دون جدوى، مع محاولة الاعتماد على الولايات المتحدة أو السعودية لاختراق الأزمة المعقدة.

وحاليا يجد الفرنسيون أن انتخاب رئيس واختيار رئيس حكومة يمكن أن يسمحا لهم بالتأثير في المشهد اللبناني، خاصة أن ذلك يتزامن مع ضعف حزب الله وتراجع النفوذ الإيراني، لكن أوراق التحرك الفرنسي محدودة.

وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان إن عون بحث مع السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو “الترتيبات المتعلقة بالزيارة التي يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القيام بها إلى لبنان يوم الجمعة المقبل.”

وفي وقت لاحق أكّد الإليزيه موعد الزيارة، مشيرا في بيان إلى أن ماكرون سيجدد خلالها تمنّيه “تشكيل حكومة قوية في أقرب وقت ممكن، قادرة على توحيد لبنان بجميع تنوعاته، من أجل تنفيذ الإصلاحات الضرورية لإنعاش البلاد.”

وتعكس الزيارة، وفق باريس، “التزام فرنسا الدائم باستقرار لبنان ووحدته وتنميته.” وستشكّل، وفق البيان، “فرصة للعمل على التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار” الذي أُعلن عنه في 26 نوفمبر الماضي بين حزب الله وإسرائيل وبرعاية الرئيسين الأميركي جو بايدن وماكرون، “ولتجديد التزام فرنسا بهذا الهدف ضمن قوات اليونيفيل وفي إطار آلية مراقبة” تطبيق الاتفاق.

وبموجب الاتفاق أُنشئت آلية مراقبة تجمع كلا من فرنسا والولايات المتحدة ولبنان وإسرائيل وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل)، لمراقبة تنفيذ الاتفاق ورصد أي انتهاك له.

وكان ماكرون تمنّى الخميس “كل النجاح” للرئيس عون بعيد انتخابه، وفق ما أعلنه قصر الإليزيه.

ورحّب الاثنين بتكليف نواف سلام، رئيس محكمة العدل الدولية، بتشكيل حكومة جديدة للبنان. وكتب على منصة إكس أن “الأمل في التغيير يكبر” متمنيا لسلام “التوفيق في تشكيل حكومة لخدمة الشعب اللبناني بكافة أطيافه.”

وقال قصر الإليزيه “نحن أمام تعيين شخصية معروفة بنزاهتها ومؤهلاتها، شخص سبق أن أعرب عن نيته القيام بإصلاحات ينتظرها اللبنانيون والأسرة الدولية للسماح للبنان بالعودة إلى طريق استعادة سيادته والإصلاحات الضرورية لنهوض البلاد اقتصاديّا.”

ونقلت الرئاسة الفرنسية عن ماكرون “دعمه تشكيل حكومة تكون في آن واحد قوية وجامعة وتعكس تنوع الشعب اللبناني.”

وزار ماكرون لبنان مرتين بعد الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت في أغسطس 2020 ودمّر أحياء واسعة من العاصمة وأسفر عن مقتل أكثر من 220 شخصا وإصابة الآلاف بجروح.

وآنذاك دعا ماكرون إلى “تغيير سياسي” في لبنان وإلى “عقد سياسي” جديد بين اللبنانيين، مطالبا بتحقيق دولي “كأمر ضروري” لمعرفة خفايا التفجير.

وحذّر كبار المسؤولين وزعماء الأحزاب من أنّ استمرار لبنان في وضع يهيمن فيه حزب الله على البلد ويخزّن فيه صواريخ وأسلحة مختلفة سيجرّ الويلات على لبنان.

واندرجت زيارتا ماكرون في إطار سعيه لمساعدة لبنان على الخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية التي غرق فيها منذ عام 2019. وشاركت فرنسا في تنظيم عدة مؤتمرات لدعم لبنان، وحثته مرارا على تنفيذ إصلاحات ملحة لبدء تعافي الاقتصاد ومن أجل أن تكون مقدمة للحصول على دعم دولي.

وزيارة ماكرون هي الثانية التي يقوم بها رئيس دولة إلى بيروت منذ انتخاب عون الخميس، بعد زيارة أجراها الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس الجمعة.

هدنة غزة.. ترحيب عربي ودولي واسع النطاق ودعوات لزيادة المساعدات


مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية؟


خلف محمد صلاح.. 50 مباراة تضع بالمر بين عمالقة الدوري الإنجليزي


رغم سقوط الأهلي.. نجم رياض محرز يلمع أمام الخلود