اخبار الإقليم والعالم
«تحطم» الطائرة الأذرية.. القصة والسيناريوهات
غداة تحطم طائرة ركاب أذرية في كازاخستان، بدأت تفاصيل الحادث تتكشف، فيما أصابع الاتهام تشير إلى أن منظومة دفاع جوي روسية أسقطتها، فيما طالبت موسكو عدم طرح فرضيات حتى الانتهاء من التحقيق.
وقتل 38 من أصل 67 شخصًا كانوا على متن طائرة إمبراير 190 التابعة لشركة الخطوط الجوية الأذربيجانية والتي كانت في طريقها من العاصمة الأذربيجانية باكو إلى مدينة جروزني الروسية في شمال القوقاز يوم الأربعاء.
وبعد 24 ساعة من تحطم الطائرة، قال مسؤول أمريكي لوكالة رويترز، الخميس، إن هناك مؤشرات أولية على أن نظاما روسيا مضادا للطائرات ربما أصاب طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية التي تحطمت في قازاخستان أمس الأربعاء.
جاءت تصريحات المسؤول الأمريكي الذي اشترط عدم الكشف عن هويته بعدما أفادت تقارير إعلامية بأن السلطات الأذربيجانية تعتقد أن صاروخا روسيا من طراز أرض-جوّ تسبّب بسقوط الطائرة التي كانت في رحلة من العاصمة الأذربيجانية باكو إلى غروزني في الشيشان، جنوب روسيا.
ونقلت الوكالة -كذلك- عن أربعة مصادر في أذربيجان قولها، إن طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية التي تحطمت في قازاخستان أمس الأربعاء أسقطتها منظومة دفاع جوي روسي.
وتحطمت طائرة الركاب إمبراير قرب مدينة أكتاو في قازاخستان أمس الأربعاء، بعد تحويل مسارها من منطقة في روسيا استخدمت فيها موسكو أنظمة دفاع جوي ضد ضربات طائرات أوكرانية مسيرة في الأشهر القليلة الماضية، بحسب «رويترز».
كيف سقطت الطائرة؟
انحرفت طائرة الرحلة (جيه2-8243)، التابعة لشركة الخطوط الجوية الأذربيجانية مئات الكيلومترات عن مسارها المقرر من باكو في أذربيجان إلى جروزني في الشيشان الروسية لتسقط على الشاطئ المقابل لبحر قزوين، بعدما قالت هيئة مراقبة الطيران الروسية إنها حالة طوارئ ربما تكون ناجمة عن اصطدام بسرب طيور.
ولم يوضح المسؤولون بعد سبب عبور الطائرة البحر، لكن الحادث وقع بعد ضربات بطائرات مسيرة شنتها أوكرانيا هذا الشهر على منطقة الشيشان في جنوب روسيا. وأُغلق أقرب مطار روسي على مسار رحلة الطائرة صباح أمس الأربعاء.
ودعا مسؤولون من روسيا ومن أذربيجان وقازاخستان إلى التحقيق في الحادث.
وأظهرت لقطات مصورة بالهواتف المحمولة متداولة على الإنترنت الطائرة وهي تهبط بشكل حاد قبل أن تصطدم بالأرض وتنفجر في كرة نارية. وقام رجال الإنقاذ بنقل 29 شخصًا نجوا من الحادث إلى المستشفيات.
كيف كان رد فعل أذربيجان؟
أعلنت أذربيجان يوم الخميس يوم حداد وطني، حيث تم إنزال الأعلام الوطنية في جميع أنحاء البلاد، وتوقفت حركة المرور في جميع أنحاء البلاد عند الظهر، وتم إطلاق إشارات من السفن والقطارات.
وقال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء، إن الطقس أجبر الطائرة على تغيير مسارها المخطط له.
ماذا يقولون عن السبب المحتمل؟
تقول السلطات الكازاخستانية والأذربيجانية والروسية إنها تحقق في الحادث. وقالت شركة إمبراير لوكالة «أسوشيتد برس» في بيان إن الشركة «مستعدة لمساعدة جميع السلطات المعنية».
وزعم بعض الخبراء أن الثقوب التي شوهدت في ذيل الطائرة بعد الحادث تشير على الأرجح إلى أنها ربما تعرضت لإطلاق نار من أنظمة الدفاع الجوي الروسية التي صدت هجوما بطائرة بدون طيار أوكرانية.
وقال مارك زي من مجموعة «أو بي إس غروب»، التي تراقب المجال الجوي والمطارات العالمية بحثا عن المخاطر، إن تحليل شظايا الطائرة المنكوبة يشير بنسبة 90-99% إلى أنها أصيبت بصاروخ أرض-جو.
وحذرت شركة أوسبري فلايت سوليوشنز، وهي شركة أمن طيران مقرها المملكة المتحدة، عملاءها من أن «رحلة الخطوط الجوية الأذربيجانية ربما أسقطت بواسطة نظام دفاع جوي عسكري روسي».
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أوسبري أندرو نيكلسون إن الشركة أصدرت أكثر من 200 تنبيه بشأن هجمات بطائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع الجوي في روسيا أثناء الحرب.
وفي أذربيجان، زعمت صحيفة «كاليبر» الإلكترونية أن الطائرة تعرضت لإطلاق نار من قبل نظام دفاع جوي روسي من طراز بانتسير-إس أثناء اقترابها من غروزني.
وتساءلت الصحيفة عن سبب فشل السلطات الروسية في إغلاق المطار على الرغم من هجوم الطائرات بدون طيار في المنطقة يوم الأربعاء، ولماذا لم تسمح للطائرة بالهبوط في غروزني أو المطارات الروسية الأخرى القريبة بعد إصابتها.
روسيا ترد
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين، الخميس، ردا على سؤال بشأن مزاعم تعرض الطائرة لإطلاق نار من قبل وسائل الدفاع الجوي، إنه "من الخطأ طرح فرضيات قبل أن يصدر المحققون حكمهم".
وبالمثل، تجنب المسؤولون في كازاخستان وأذربيجان التعليق على السبب المحتمل للحادث، قائلين إن الأمر متروك للمحققين لتحديده.