اخبار الإقليم والعالم
تركيا تتطلع إلى تعزيز نفوذها في شرق المتوسط باتفاق لترسيم الحدود البحرية مع سوريا
تعمل تركيا على الاستفادة قدر الإمكان من وصول وكلاء إسلاميين لها إلى السلطة في سوريا، ولا تكتفي بما ستجنيه برا بل وأيضا بحرا، من خلال تطلعها إلى توقيع اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع دمشق.
وقال وزير النقل التركي عبدالقادر أورال أوغلو الثلاثاء إن بلاده تهدف إلى التوصل لاتفاق مع سوريا على ترسيم الحدود البحرية بعد تشكيل حكومة دائمة في دمشق.
وأضاف أورال “بالطبع تجب إقامة سلطة هناك أولا… سيكون الأمر على جدول أعمالنا بالتأكيد، لكن من الصعب القول إنه على جدول الأعمال الحالي.”
ومضى قائلا إن “اتفاق ترسيم الحدود البحرية سيتم وفقا للقانون الدولي بما يسمح للبلدين بتحديد صلاحيات استكشاف النفط والهيدروكربونات.”
ويرى محللون أن تركيا تريد استنساخ الاتفاق الذي وقعته مع حكومة الوفاق الوطني الليبية في عام 2019، والذي أثار آنذاك جدلا واسعا، ورفضا من قبل مصر وقبرص واليونان.
تركيا تريد استنساخ الاتفاق الذي وقعته مع حكومة الوفاق الوطني الليبية في عام 2019، والذي أثار جدلا واسعا
وقد جاء ذلك الاتفاق ضمن حزمة الحوافز التي قدمتها حكومة الوفاق لتركيا من أجل دعمها في وقف تمدد الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر صوب العاصمة طرابلس.
ويقول المحللون إن التاريخ يعيد نفسه مع السوريين، فبمجرد نجاح هيئة تحرير الشام المدعومة من تركيا في الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، سارعت أنقرة إلى الكشف عن تطلعاتها وما تريده من سوريا الجديدة.
ويشيرون إلى أن اتفاق ترسيم الحدود الذي تريد أنقرة التوصل إليه مع القادة الإسلاميين الجدد في سوريا، هدفه تعزيز نطاق السيطرة البحرية لتركيا في شرق المتوسط واستغلال موارد الطاقة الموجودة في المنطقة.
ويقول المحللون إنه من غير المنتظر أن يمانع قادة سوريا الجدد في تنفيذ رغبات أنقرة باعتبارها صاحبة اليد الطولى وساهمت في وصولهم إلى دمشق، لافتين إلى أن تركيا بالاتفاق المرتقب ستعزز حضورها الإقليمي.
وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي بأن أنقرة ستحسن العلاقات مع سوريا في مجالات تضم التجارة والطاقة والدفاع.
وتحدث خلوصي أكار، رئيس لجنة الدفاع في البرلمان التركي ووزير الدفاع السابق، مؤخرًا عن أهمية إبرام اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع سوريا.
وأكد أكار أن مثل هذه الاتفاقية بين البلدين يمكن أن تحدد مناطق الاختصاص البحري في البحر الأبيض المتوسط، ما يمهد الطريق لتعزيز التعاون الإقليمي.
وقال إن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية المحتملة يمكن أن تكون بمثابة حجر الزاوية لعلاقات أعمق، حيث تضع تركيا كلاعب رئيسي في عملية إعادة الإعمار في سوريا والاستقرار الإقليمي.
ويلتقي الساحل السوري بالساحل التركي في منطقة محدودة بالقرب من رأس البسيط جنوب الجبل الأقرع. وحالت التعقيدات الجغرافية والسياسية، بالإضافة إلى قضايا النزاعات الإقليمية في المنطقة مثل قضية لواء إسكندرون التي ضمتها تركيا في عام 1939 وتعتبرها سوريا جزءا من أراضيها، دون ترسيم الحدود البحرية بين البلدين بشكل رسمي.