اخبار الإقليم والعالم

تركيا وقطر أطلقتا هجوم حلب لإجهاض مبادرة تأهيل إماراتية وأميركية للأسد

وكالة أنباء حضرموت

يجهض هجوم حلب الذي تشنه فصائل المعارضة المحسوبة على تركيا وقطر مبادرة تأهيل إماراتية – أميركية للرئيس السوري بشار الأسد.

وبعد أيام من الهجوم الذي ترجح دوائر سياسية وقوف قطر وتركيا وراءه، بدأت تتضح بعض أهدافه التي من بينها قطع الطريق على مبادرة إماراتية – أميركية تهدف إلى تأهيل الأسد إقليميا ودوليا وإبعاده عن إيران وحزب الله وإعادة سوريا إلى الفضاء العربي.

ومن الواضح أن أنقرة والدوحة استعجلتا الهجوم بالسيطرة على حلب وقرى وبلدات في محيط إدلب وحماة لتخويف الأسد على سلطته ودفعه إلى الاعتماد أكثر على إيران كحليف يمكنه أن يساعده على صد الهجوم بدلا من إشارات الحياد التي كان قد أبداها في سياق حرب غزة ثم لبنان ورسائل دمشق التي تفيد بأنها تنأى بنفسها عن التصعيد ولا تقدر على اتخاذ مواقف معلنة بسبب هيمنة الوجود الإيراني.

أنقرة والدوحة استعجلتا الهجوم بالسيطرة على حلب وقرى وبلدات في محيط إدلب وحماة لتخويف الأسد على سلطته ودفعه إلى الاعتماد أكثر على إيران

وأمام الخطر الطارئ لم يجد الأسد من حل سوى الاعتماد على إيران، خاصة في ظل انشغال روسيا بحرب أوكرانيا وعدم قدرتها على تنفيذ تدخل ميداني بري لهزْم المسلحين المدعومين من تركيا وقطر.

وأكد الأسد على “أهمية دعم الحلفاء والأصدقاء” في مواجهة الهجوم وجاءت الاستجابة سريعة من خلال اتصال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وزيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى دمشق، في تأكيد على أن الرئيس السوري لا يمتلك بدائل أو حلولا من خارج دعم إيران وأذرعها، وهو ما كان يخطط له الأتراك والقطريون لضرب فكرة تأهيل الأسد التي عملت عليها الإمارات خلال السنتين الأخيرتين وسعت لإقناع الأميركيين بجدواها، ما أفضى إلى وجود مبادرة مشتركة تحث الرئيس السوري على النأي بنفسه عن إيران وقطع طرق نقل الأسلحة إلى حزب الله.

وجاء العرض في فترة سابقة وفي ذروة التصعيد بين إيران وإسرائيل وتتالي الضربات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية لاستهداف الوجود الإيراني وضرب شبكات تهريب الأسلحة إلى الحزب.

وفهمت إسرائيل مغزى ابتعاد سوريا عن مجريات حرب غزة ثم لبنان، وكانت بدورها تريد دق إسفين بين دمشق وطهران ابتداء من منع تمرير الأسلحة إلى جماعة حزب الله. وتجنب الأسد المشاركة في الحرب إلى حد كبير، رغم قيام إسرائيل بضرب أهداف تابعة لحزب الله في سوريا واستهداف مجمع دبلوماسي إيراني في دمشق.

وقال مسؤول أميركي إن الأسد لم يشارك في الحرب لتجنب المزيد من الضربات الإسرائيلية على سوريا، وتعرض لـ”ضغوط هائلة” من أجل عدم السماح لحزب الله بإعادة التسلح عبر الأراضي السورية.

وتجددت النقاشات بشأن إعادة تأهيل الأسد دوليا مدفوعة بقرب انتهاء أجل عقوبات أميركية صارمة على سوريا في 20 ديسمبر الجاري. وجرت النقاشات قبل أن تجتاح جماعات معارضة مناهضة للأسد حلب في أكبر هجوم لها منذ سنوات.

وكشفت المصادر لرويترز أن تقدم المعارضة بمثابة مؤشر دقيق على مواطن الضعف التي اعترت تحالف الأسد مع إيران، وهو ما تسعى المبادرة الإماراتية – الأميركية لاستغلاله.

لكن -حسب المصادر- إذا قبل الأسد بمساعدة إيرانية لتنفيذ هجوم مضاد فإن ذلك قد يعقد أيضا جهود إبعاد الرئيس السوري عن طهران، وهي النقطة التي اشتغل عليها الأتراك والقطريون من خلال إعطاء إشارة انطلاق الهجوم قبل الكشف عن المبادرة الإماراتية – الأميركية وبهدف خلق صعوبات أمامها والتشكيك في جدواها.

وتقول المصادر إن الولايات المتحدة والإمارات تعتقدان في وجود فرصة سانحة لإبعاد الأسد عن إيران.

ولعبت الإمارات دورا كبيرا في تحسين علاقات الأسد مع الدول العربية، واستضافته في عام 2022 في أول زيارة يقوم بها إلى دولة عربية منذ بدء الحرب قبل أن تعيد الجامعة العربية عضوية سوريا فيها.

وقالت المصادر إن الإمارات تأمل منذ وقت طويل في إبعاد الأسد عن إيران وتريد بناء علاقات تجارية مع سوريا لكن العقوبات الأميركية تحول دون ذلك.

وقال مصدر أميركي مطلع إن مسؤولي البيت الأبيض ناقشوا مبادرة ذات علاقة بهذا الشأن مع مسؤولين إماراتيين، وأرجعوا ذلك إلى اهتمام الإمارات بتمويل إعادة إعمار سوريا إلى جانب “ضعف موقف الأسد” بعد الهجوم الإسرائيلي على حزب الله.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على سوريا بعد أن شن الأسد حملة صارمة ضد الاحتجاجات التي خرجت ضد حكمه في عام 2011، وجرى تشديد العقوبات مرارا على مدى سنوات الحرب. وأقر الكونغرس في عام 2019 العقوبات الأشد صرامة على الإطلاق والمعروفة باسم “قانون قيصر”.

وتنطبق عقوبات قانون قيصر على قطاعات الأعمال السورية وعلى أي فرد يتعامل مع سوريا، بغض النظر عن جنسيته، وعلى أولئك الذين يتعاملون مع كيانات روسية وإيرانية في سوريا.

وقال المصدر الأميركي وثلاثة من المصادر السورية إن جزءا من المناقشات الأميركية – الإماراتية في الآونة الأخيرة يركز على السماح بانتهاء عقوبات قانون قيصر دون تجديد.

وذكر أحد المصادر السورية أن الإمارات طرحت مسألة السماح بانتهاء أجل العقوبات مع مسؤولي البيت الأبيض قبل شهرين، بعد أن حاولت دون جدوى تخفيف العقوبات عن الأسد لعامين على الأقل بعد زلزال فبراير 2023 الذي أسفر عن سقوط قتلى.

وقال دبلوماسي أجنبي مقيم في الخليج لرويترز إن الإمارات والسعودية عرضتا على الأسد في الأشهر القليلة الماضية “حوافز مالية” للابتعاد عن إيران، مضيفا أنه لم يكن من الممكن تقديمها دون التنسيق مع واشنطن.

وذكر مصدر مطلع أن سوريا، من بين أزمات أخرى في المنطقة، كانت على جدول المناقشات خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الإمارات الأحد.

وقال مصدر لبناني إن الإمارات تعهدت أيضا بتقديم أموال لمساعدة سوريا على إعادة إعمار البنية التحتية التي دمرتها الحرب، في محاولة لـ”إبعاد الأسد عن إيران.”

انفجار مقذوف في محل شراء الخردة يصيب ثلاثة عمال بزنجبار


وزير الصحة يبحث مع ممثل اليونيسيف التدخلات في القطاع الصحي 


محافظ حضرموت يتفقد أعمال إعادة تأهيل مبنى وزارة المالية


"إنصاف" يختتم مشروع مساحة آمنة بإقامة ندوة العنف الرقمي القائم على النوع الإجتماعي