اخبار الإقليم والعالم

تعقيدات المعارك الدائرة في الخرطوم تهدد سد جبل أولياء

وكالة أنباء حضرموت

تستمر المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم، التي مازالت تخضع غالبية مناطقها لسيطرة القوات التي يقودها الفريق محمد حمدان دقلو (حمديتي)، في وقت ظهرت فيه تحذيرات من انهيار سد جبل أولياء الذي شهد اتهامات متبادلة من الجانبين سابقا بقصف الجسر المحيط به، واستمرار تعطل صيانته، وهو ما تسبب في ارتفاع منسوب المياه داخله.

وكشفت دراسة حديثة أجراها المعهد الدولي للمياه (IHE Delft) عن ارتفاع مستوى المياه في الخزان إلى أرقام قياسية في سبتمبر الماضي، ما يهدد بانهياره، وقد يتسبب ذلك في فيضانات مدمرة قد تصل إلى الخرطوم، وتدمر الأراضي الزراعية في المنطقة المحيطة بالسد، مما يزيد من انعدام الأمن الغذائي.

وتجددت المواجهات بين قوات الجيش والدعم السريع، الجمعة، واستهدفت الأولى عناصر تابعة للثانية بولاية الخرطوم بحري عبر قصف من مواقعها شمالي أم درمان.

وأشارت تقارير محلية إلى اندلاع اشتباكات متقطعة في الخرطوم بحري، تزامنًا مع دوي قصف متقطع شرقي المدينة، واستهداف مسيّرات تابعة للجيش مواقع للدعم السريع في شرق ولاية الخرطوم وجنوبها.

ويقع سد جبل أولياء على بعد 40 كيلومترا جنوب الخرطوم، في منطقة تشهد اشتباكات متفرقة، ويقع الخزان على النيل الأبيض ويمثل نقطة إستراتيجية تربط العاصمة بالمناطق الغربية والوسطى من البلاد، ويُعد طريقًا رئيسيًا لنقل القوات والمعدات العسكرية بواسطة قوات الدعم السريع.

وكشفت دراسة المعهد الدولي للمياه أن الوضع الحالي يمثل خطرًا كبيرًا على المجتمعات المحيطة بالسد، وأن فتح بواباته مؤخرًا ساعد مؤقتًا على تخفيف الضغط، وهذا إجراء قد يؤدي إلى تدفقات مائية غير منتظمة تفاقم الفيضان في المناطق السفلية.

وأشارت الدراسة إلى أنه يمكن للسلطات المحلية والمنظمات الإنسانية فقط التركيز على الاستعداد للفيضانات من خلال إنشاء أنظمة إنذار مبكر وتحديد مسارات الإخلاء للمجتمعات المعرضة للخطر، ومع ذلك هناك حاجة ماسة لتعاون دولي وتنسيق لحماية البنية التحتية المائية الحيوية في السودان، خاصة السدود مثل سد جبل أولياء.

وأكد المحلل السياسي السوداني قصي مجدي لـ”العرب” أن البنية التحتية مهددة نتيجة لوجود ميليشيات ومجموعات مسلحة لها انتماءات مختلفة للطرفين المتصارعين، وتفتقر إلى التدريب الكافي، ما يجعل الضربات تطال مشروعات عدة، وصلت إلى جسر جبل أولياء، وتعرضت مصفاة جيلي للتخريب.

ومنذ سيطرة قوات الدعم السريع على السد في نوفمبر من العام الماضي غادر الطاقم الفني المسؤول عن تشغيله وصيانته، ما أدى إلى تعطل أعمال الصيانة اللازمة، وأصبح السد نقطة نزاع عسكرية بعد محاولات الجيش التقدم نحوه أكتوبر الماضي.

وحذر خبراء من تكرار انهيار سد “خور أربعات” بولاية البحر الأحمر في أغسطس الماضي وهو المورد الرئيس لمدينة بورتسودان التي تتخذها الحكومة مقرا إداريا لها، وأودى الانهيار بحياة العشرات في وقت واجهت فيه السلطات المحلية صعوبة في الوصول إلى عديد من العالقين والمفقودين ممن لجأوا إلى سفوح الجبال المجاورة.

وتعاني سدود السودان من هطول الأمطار والسيول القوية التي ضربت البلاد تزامنا مع موسم الفيضان الذي بلغ ذروته في سبتمبر الماضي، ومن إهمال الصيانة الدورية عنها بسبب تداعيات الحرب، مع تراجع الاهتمام الحكومي بالجوانب الخدمية على حساب توجيه الدعم للمجهود العسكري.

وقال وزير الري السوداني الأسبق عثمان ألتوم إن البيانات بشأن الحالة الفنية لسد جبل أولياء ليست دقيقة ولا تتوفر معلومات حول حالة السد الذي انسحب منه مهندسو وزارة الري منذ أن خضع لسيطرة قوات الدعم السريع، والتي قامت مؤخراً بتزويد مسافة فتحات تمرير المياه مع ارتفاع منسوبها في بحيرة السد.

وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن السد شهد وصول كميات مياه هائلة قادمة من بحيرة فيكتوريا على النيل الأبيض، وأن المخاوف تتعلق بمدى دقة الحسابات التي جرت على أساسها عملية فتح البوابات لتصريف المياه، وأن اشتعال المعارك بالقرب من السد جعل التعاون بين الجهات المسيطرة عليه وخبراء وزارة الري مستحيلا.

ولفت إلى أن زيادة منسوب المياه له تأثير سلبي على بعض المحاصيل الزراعية، لكن من الصعب القول إن ذلك سيؤدي إلى انهيار السد، وأن وضعه يختلف عن “خور أربعات” وهو ليس ضمن منظومة نهر النيل، لأنه خور صغير وتعرض لأمراض شديدة للغاية في وقت غير متوقع، ومحاولات إعادة بنائه من الصعب نجاحها لوجود كميات كبيرة من الطمي، وتحتاج إلى معالجات خاصة، وأن السد قبل انهياره أصبح عمق خزانه خمسة أمتار فقط بعد أن كان يصل إلى 15 مترا.

وشدد في حديثه لـ”العرب” على أن أزمة السدود في السودان تتمثل في تراجع توليد الكهرباء منها بسبب ضعف الاستهلاك ونزوح الملايين من المواطنين إلى خارج البلاد، ويظهر ذلك في سد جبل أولياء الذي تراجعت أهميته بالنسبة إلى المواطنين بعد أن غادر غالبيتهم الخرطوم، وأن مصر استفادت من هذا الأمر مع اتجاه الحكومة السودانية لفتح الأبواب مع تشغيل التوربينات والسماح للفائض من أجل الوصول إلى السد العالي بجنوب مصر، والذي استقبل كميات هائلة من المياه في الخمسة أشهر الماضية.

وحذر مستشار منظمة اليونسيف لتحليل البيانات رشاد حامد من انهيار سد جبل أولياء، وسد مروي، ووصول 7 مليارات متر مكعب من المياه إلى السد العالي.

وأكد في منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي أن السد العالي مؤمّن من خلال بوابات طوارئ أسفله تستطيع صرف 2 مليار متر مكعب يوميا إلى منخفض توشكى في الصحراء الشرقية، ولأنها أسفل السد فيمكنها تفريغ بحيرة ناصر تماما لو كانت هناك ضرورة.

وبنُي سد جبل أولياء في ثلاثينات القرن الماضي، ويُستخدم لتنظيم المياه، وتوليد الطاقة، وصيد الأسماك، وهو شريان حياة للملايين من السودانيين، والغرض من بنائه سد حاجة مصر في فترة الجفاف (قبل بناء السد العالي) والتحكم في فيضان النيل.

وحذر باحثون في مجال التنبؤ بالفيضانات من مركز دلفت الهولندي للمياه مؤخرا من المخاطر المتزايدة التي تواجهها السدود السودانية، بما في ذلك خزان جبل أولياء.

وحسب تقرير لهم فإن الخزان أصبح مهجورًا وبواباته لا تعمل بشكل فعال، مع صعوبة تنسيق عمليات التحكم في الفيضان ونزوح الموظفين وضعف الاتصالات.

تدشين الامتحانات للفصل الدراسي الاول في مدارس أجيال الغد الأهلية بردفان


العميد النوبي يشارك صلح قبلي في يافع أنهى قضية قتل دامت 4 سنوات


الأمانة العامة تناقش تقرير المشهد السياسي واخر المستجدات الميدانية بالمحافظات


ليفربول يعمق جراح السيتي بفوز مريح