رياضة وشباب
فابيو ليما كلمة سر الإمارات للعودة إلى المونديال بعد 34 عاما
تأمل الإمارات في تكرار إنجاز تأهلها إلى مونديال 1990 في إيطاليا، حين صعدت للمرة الأولى في تاريخها وخرجت من دور المجموعات، ثم فشلت في ثماني محاولات لاحقة.
وعززت الإمارات بفوزها الكبير على قطر مركزها الثالث في المجموعة الأولى ضمن الدور الثالث، برصيد 10 نقاط وبفارق ثلاث عن أوزبكستان الوصيفة وست عن إيران المتصدرة.
ويتأهل أول وثاني كل مجموعة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، في حين ينتقل المنتخبان الحاصلان على المركزين الثالث والرابع لخوض الدور الرابع والتنافس على بطاقتين إلى كأس العالم وبطاقة إلى الملحق العالمي.
وبعد بداية مثالية بالفوز على قطر 3 – 1 في الدوحة في الجولة الأولى، حصدت الإمارات نقطة واحدة في ثلاث مباريات بالخسارة أمام إيران وأوزبكستان بنتيجة واحدة 1 – 0 والتعادل مع كوريا الشمالية 1 – 1.
لكن فابيو ليما البرازيلي المولد أعاد “الأبيض” مجددا إلى طريق الانتصارات بتمريرتين حاسمتين أمام قرغيزستان (3 – 0) ثم تسجيل الرباعية في لقاء قطر، والذي كان الأول للاعب إماراتي في الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم.
وأظهرت احتفالات لاعبي الإمارات بمهاجم الوصل بعد نهاية مباراة قطر ورفعه عاليا في الملعب، وتصدر اسمه مواقع التواصل الاجتماعي مدى المكانة التي يحظى بها ليما الذي تم تجاهله من قبل المدرب البرتغالي باولو بينتو وأبعده عن التشكيلة الأساسية في أول أربع مباريات من التصفيات.
رمز المرحلة
ليما يمثل منتخب الإمارات منذ 2020 وشارك في صفوفه خلال تصفيات مونديال قطر 2022، قبل أن يودع “الأبيض” في الملحق
وأكد بخيت سعد الدولي السابق من 1992 حتى 2001 أن الإمارات بحاجة إلى قائد “وليما هو اللاعب المؤهل ليكون الرمز في المرحلة المقبلة”. وقال صاحب فضية كأس آسيا 1996 “ليما كان يحتاج إلى الثقة، بينتو أخطأ بإبعاده عن التشكيلة الأساسية في المباريات الأربع الأولى وحتى في بعض الوديات، وعندما شارك أظهر معدنه كقائد”.
ومع تبقي أربع مباريات في تصفيات الدور الحاسم، تطمح الإمارات لحجز إحدى البطاقتين المباشرتين من المجموعة، ولاسيما أنها ستستضيف أوزبكستان الثانية في الجولة قبل الأخيرة.
وقال ليما “لدينا فرصة جيدة للوصول إلى كأس العالم، ولكن تحقيق ذلك يحتاج إلى جهد الفريق ككل، وتقديم نفس الأداء الذي ظهرنا عليه في مباراتي قرغيزستان وقطر”. وتابع ابن الحادية والثلاثين “أشكر زملائي على مساعدتي لتسجيل أربعة أهداف وثقتهم بي، وكنت سأكون بنفس السعادة حتى ولو لم أسجل لأننا نتطلع جميعا إلى فوز الفريق، والقتال لتحقيق حلم البلد الذي تشرفت بتمثيله وقدم لي فرصة عظيمة”.
وكتب لاحقا عبر حسابه في إنستغرام “أشكر الله وزملائي في الفريق والشعب الإماراتي على دعمهم واستمرارهم في الإيمان بحلم العودة إلى كأس العالم بعد سنوات عديدة.. سنقاتل حتى النهاية من أجل هذا الهدف”. وعن الفوز الكبير على قطر، شرح “لعبنا بشكل جيد جدا، مباراة رائعة. خاض فريقنا أفضل مباراة له ويجب أن نستمر على هذا الشكل”.
ويمثل ليما منتخب الإمارات منذ 2020 وشارك في صفوفه خلال تصفيات مونديال قطر 2022، قبل أن يودع “الأبيض” بخسارة وبصعوبة أمام أستراليا 0 – 1 في الملحق الآسيوي.
وانضم ليما إلى الوصل في 2014 بعمر 21 عاما قادما من أتلتيكو غوياننسي البرازيلي بنظام الإعارة لمدة موسم واحد، قبل أن يتحول العقد إلى دائم وتم تجديده في 2021 حتى 2025.
وعلى مدى عشر سنوات تحول ليما إلى الهداف الأول للوصل، وفاز معه في الموسم الماضي بثنائية الدوري والكأس بعد غياب منذ 2007 عن منصات التتويج. كما بات ثاني أفضل هداف في تاريخ الوصل بالدوري الإماراتي برصيد 167 هدفا خلف أسطورة النادي فهد خميس (175)، وسجل له 223 هدفا وقدم 75 تمريرة حاسمة في 324 مباراة خاضها في صفوفه في كافة المسابقات.
حسرة سعودية
ماجد عبدالله يرى أن المهاجمين السعوديين لا يلعبون في الدوري، بسبب استقطاب أغلب الأندية لمهاجمين عالميين
“كم هدف سجلنا؟” مُتحسرا، تساءل أسطورة كرة القدم السعودية ماجد عبدالله، بعد خسارة “الأخضر” أمام إندونيسيا 0 – 2، واحتلاله مركزا رابعا مخيبا في المجموعة الثالثة ضمن تصفيات كأس العالم 2026، مكتفيا بست نقاط وثلاثة أهداف فقط بعد مرور ست جولات.
وقال ماجد، الهداف التاريخي للمنتخب السعودي (72 هدفا في 117 مباراة) “بالتأكيد، لدينا مشكلة في المهاجمين. سجل منتخبنا في التصفيات الحالية ثلاثة أهداف فقط، عبر مدافع (حسن قادش مرتين) ولاعب وسط (مصعب الجوير).”
وفيما اقتربت اليابان من التأهل المباشر محلقة بالصدارة بـ16 نقطة، احتدم الصراع بين المنتخبات الخمسة المتبقية على المركز الثاني المؤهل مباشرة، إذ تتفوق أستراليا الثانية (7) بفارق نقطة فقط عن إندونيسيا، السعودية، البحرين، والصين، ولكل منها 6 نقاط.
ورأى نجم النصر السابق والهداف التاريخي للدوري المحلي (189 هدفا) أن المهاجمين السعوديين لا يلعبون في الدوري، بسبب استقطاب أغلب الأندية لمهاجمين عالميين.
وبموازة الإنفاق الكبير لأندية الدوري وجذبها اعتبارا من الموسم قبل الماضي لنجوم عالميين أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو، ثم الفرنسي كريم بنزيمة والبرازيلي نيمار، اعتبر ماجد، الذي توج هدافا للدوري 6 مرات، أن “مشكلتنا الأساسية هي عدم مشاركة اللاعبين بشكل أساسي مع أنديتهم”.
وبلغ إنفاق الأندية السعودية الصيف الماضي 431 مليون دولار، أي نصف ما أنفقته في صيف 2023 حين صرفت 957 مليون دولار قياسية على انتقالات لاعبين جدد، وفقا لتقرير نشره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مطلع سبتمبر الماضي.
وبينما كان ماجد (65 عاما) يتحدث تزامنا مع الخسارة ضد إندونيسيا في منتدى مسك العالمي في الرياض، كان نجم “الأخضر” والهلال سابقا ياسر القحطاني (42 عاما) يعبّر عن غضبه من الخسارة التاريخية، بحسب وصفه، “لا أملك المفردات المعبرة في مثل هذه اللحظة”.
وفي تحليله للمباراة أضاف أفضل لاعب في آسيا 2007، “لا أعتقد أن أي متشائم يعلم بالكرة السعودية، كان ينتظر اللحظة التي يبحث فيها عن الأخطاء التحكيمية، حتى لو كانت صحيحة، لأن تكون هي العذر أو القشة التي يتمسك بها للانتصار على المنتخب الإندونيسي المحترم”.
وأخفق المنتخب السعودي، الذي أعاد مدربه الجديد القديم الفرنسي هيرفيه رونار لقيادته فنيا خلفا للإيطالي روبرتو مانشيني، للمباراة الرابعة تواليا في التسجيل.