تقارير وحوارات
صراع الأجنحة يمزق الحوثي.. تناحر «الرؤوس» يصل إلى الجبهات
بدأت صراعات قيادات المليشيات الحوثية تنتقل إلى الجبهات حيث شهدت مناطق سيطرة المليشيات نزاعات بين القوات العسكرية والأمنية التي تتقاسم التموضع في كل المناطق غير المحررة.
وكشفت مصادر عسكرية وأمنية في صنعاء عن خلافات شديدة تدور بين القيادي الحوثي عبدالكريم أمير الدين الحوثي، وزير ما تسمى الداخلية في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، وبين عبدالخالق الحوثي، شقيق زعيم المليشيات والمشرف المباشر على المليشيات العسكرية.
ويمثل عبدالخالق الحوثي المكنى بـ«أبو يونس» شقيقه زعيم المليشيات ويملك سلطة مطلقة مكنته من إيقاف صرف مرتبات أهم الوحدات الأمنية المليشياوية التابعة لعبد الكريم الحوثي الذي تربطه صلة قرابة بزعيم المليشيات كذلك.
وقالت المصادر، إن "عبدالخالق الحوثي أوقف مخصصات قوات ما يسمى الأمن المركزي وأفرج فقط عن مرتبات مجاميع ما تسمى بقوات النجدة التي يقودها نجل مؤسس المليشيات علي حسين الحوثي نجل شقيق زعيم المليشيات".
وحسب المصادر، فقد استدعى عبدالكريم الحوثي مجاميع كبيرة من مليشياته الأمنية في جبهات مأرب وتعز وأمهل عبدالخالق الحوثي أياما لإطلاق مخصصات مليشيات الأمن أو سيقوم بسحب كل أفراده من الحديدة والضالع والإبقاء على تمثيل رمزي بنسبة 5% فقط.
واحتدمت دوامة الصراع بين عبدالكريم الحوثي الرجل الذي ينصب نفسه بالأقوى بعد زعيم المليشيات وبين مقربين من عبدالملك الحوثي يقودهم شقيقه عبدالخالق وآخرون من المحسوبين على جيل زعيم المليشيات، بينما يعد عبدالكريم الحوثي من جيل مؤسس المليشيات الجيل الذي يعمل زعيم المليشيات الحالي على إقصائهم.
وحسب المصادر، فقد وصل ما يزيد على 600 فرد من عناصر المليشيات الأمنية المنتمية لما تسمى وزارة داخلية المليشيات وتم منح نصفهم إجازات لمدة شهر كامل على أن يعودوا إلى صنعاء وليس إلى وحداتهم في المحافظات.
وأوضحت المصادر أن مخصصات قوات الأمن المركزي التي تعد القوة الأكبر التابعة لوزارة الداخلية الحوثية متوقفة للشهر الثالث، بينما تصرف بقية الجهات بشكل شهري، حيث تدفع المليشيات 30 ألف ريال يمني لكل فرد تساوي 20 دولارا بسعر صرف العملة في صنعاء.
استعراض عبدالكريم الحوثي قواته في صنعاء قبل عامين
وأشارت المصادر إلى أن الدائرة المقربة من زعيم المليشيات تسعى لفصل ما تسمى قوات الأمن المركزي وضمها إلى قوات النجدة التي يقودها نجل مؤسس المليشيات، وذلك لإضعاف نفوذ عبدالكريم الحوثي وزير داخلية الانقلاب وهو ما رفضه الأخير بشدة منذ عام.
وقوات ما يسمى الأمن المركزي أشبه بقوات عسكرية في تدريبها وتسليحها ووجودها بشكل كبير في صنعاء، وتمنح عبدالكريم الحوثي نفوذا ينافس شقيق زعيم المليشيات الذي يقود ما يسمى بالمنطقة العسكرية المركزية الممتدة من وسط البلاد إلى ما بعد صنعاء.
وكان عبدالكريم الحوثي نفذ استعراضا لمليشياته الأمنية في سبتمبر/أيلول عام 2022م جمع فيه أعدادا كبيرة من الأفراد وهو ما اعتبره مراقبون في صنعاء حينها رسالة لزعيم المليشيات واستعراضا للقوة والنفوذ.
كما فشلت محاولات إقصاء وزير داخلية الحوثي خلال التشكيل الحكومي الأخير غير المعترف به دوليا حيث رفض عبد الكريم الحوثي مغادرة منصبه وزعم وجوده في مهمة "جهادية" حسب رده على مقترح من زعيم المليشيات بأن يتفرغ لأعمال أخرى ويترك الوزارة.
ويهدد الصراع بين قطبي النفوذ داخل المليشيات الحوثية إلى نقل الصراع إلى جناح محافظة صعدة الذي توحد خلال السنوات الماضية ضد أجنحة النفوذ المتمثلة بصنعاء وحجه وقيادات المناطق الوسطى واستطاع إقصائها والتفرد بالقرار والنفوذ.