اخبار الإقليم والعالم

التركيز على حماية الغابات لا يكفي لحماية التوازن البيئي

وكالة أنباء حضرموت

 يحذر خبراء البيئة وقادة السكان الأصليين من أن تركيز جهود الحفاظ على البيئة وتمويل المناخ في أميركا الجنوبية فقط على نقاط التنوع البيولوجي الساخنة، مثل غابات الأمازون المطيرة، يُعرض للخطر الصحراء والأراضي الرطبة وغيرها من النظم الإيكولوجية المهمة الأخرى.

فالنظم الإيكولوجية الأخرى كصحراء أتاكاما في تشيلي، والبارامو الجبلي في كولومبيا، والأراضي الرطبة الاستوائية، والسافانا في البرازيلي ينبغي أن تحظى هي أيضا بالاهتمام، إلا أن سياسات الطبيعة والتمويل ومحادثات المناخ ستواصل تهميش هذه المواقع.

وقالت سيسيليا مورغاسو، رئيسة المختبر الطبيعي لصحراء أتاكاما في تشيلي، إنه بينما يضغط العالم للتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة، لا يولي السياسيون ودعاة حماية البيئة اهتماما مناسبا لتأثير انتقال الطاقة الخضراء على الصحارى والنظم الإيكولوجية الأخرى، كالسافانا والأراضي العشبية.

وأكدت تجاهل الصحارى، “فعادة ما يعتقد الناس أنها لا تنفع لأي شيء”. وتحتضن تشيلي أكبر احتياطيات النحاس والليثيوم في العالم، وجلها في صحراء أتاكاما، لكن هذه الصحراء تتعرض لضغوط متزايدة بسبب التعدين بحثا عن هذه الموارد الحيوية للطاقة المتجددة، وحتى من مزارع الرياح والطاقة الشمسية.

ارتفاع الطلب على المعادن من الذهب إلى الليثيوم يعني زيادة الضغط على التنوع البيولوجي العالمي

وقالت مورغاسو إن هذه المشاريع تعرض النظام البيئي الصحراوي للخطر. وأضافت “يصعب على الأقلية الرفض في مواجهة الحاجة العالمية إلى الطاقة. والمشكلة هنا هي كيفية تقييم… ثروة التنوع البيولوجي في الصحراء”.

ولقد أولت قمة الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي “كوب 16” في كولومبيا هذا الشهر اهتماما أكبر لحماية الغابات الاستوائية المطيرة، وخاصة الأمازون، بدرجة أكبر من النظم الإيكولوجية الأخرى التي تشهد تكثيف مشاريع الطاقة المتجددة.

لكن قضية انتقال الطاقة تشكّل نقطة نقاش رئيسية هذا الأسبوع في مؤتمر المناخ كوب 29 في باكو، حيث تحث أذربيجان المضيفة الدول على التوقيع على تعهد يقضي بزيادة سعة تخزين الطاقة العالمية ستة أضعاف إلى 1500 جيغاواط بحلول سنة 2030 بهدف تعزيز الطاقة المتجددة.

ويتطلب وفاء البلدان لتعهداتها بخفض انبعاثات الكربون ارتفاع قيمة المعادن الحرجة في السوق. وتبلغ قيمتها الآن حوالي 325 مليار دولار. ويحدد تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية وجوب زيادتها بنسبة 55 في المئة بحلول 2030.

ويعني ارتفاع الطلب على المعادن من الذهب إلى الليثيوم زيادة الضغط على التنوع البيولوجي العالمي. ويتواصل تجاهل النظم الإيكولوجية الأخرى المتنوعة بيولوجيا في البرازيل، بينما يتمحور الاهتمام وتمويل المانحين على وقف إزالة الغابات وحماية غابات الأمازون المطيرة.

وتتصارع غابة كاتينغا الاستوائية شبه القاحلة في الشمال الشرقي مع توسع مشاريع الطاقة المتجددة، مثل مزارع الرياح والطاقة الشمسية. وأكد كريستيان بانكارارو، أحد زعماء السكان الأصليين وعضو إيه بي آي بي، وهي أكبر منظمة مظلة لمجموعات السكان الأصليين في البرازيل، وجود “خط نقل في وسط منطقتي. وهذا ما يشكّل تأثيرا طويل الأمد”.

وتتمتع غابات الأمازون المطيرة بحماية قانونية أكبر مقارنة بالنظم الإيكولوجية الأخرى المتنوعة بيولوجيا في البرازيل. وحدد معهد  سوسيوأوشيننتال، وهي مجموعة مناصرة للبيئة والسكان الأصليين، أن حوالي 80 في المئة من المناطق المحمية في البرازيل توجد في شمال البلاد، حيث تقع غابات الأمازون المطيرة.

كما يعدّ التنظيم الحكومي لحماية المناطق الطبيعية من التوسع الزراعي أقوى في منطقة الأمازون، حيث يُطلب من المزارعين إبقاء الأشجار قائمة على 80 في المئة من أراضيهم. ولا تتجاوز هذه العتبة 20 في المئة في أجزاء أخرى من البرازيل.

لكن مناطق التنوع البيولوجي الأخرى في البرازيل تواجه ضغوطا من التوسع في الزراعة وتربية الماشية. وقال بانكارارو إن “الغرب الأوسط تحول بأكمله إلى الأعمال التجارية الزراعية… سواء كان ذلك فول الصويا أو الذرة أو تربية الماشية. يمكنك أن ترى امتدادات ضخمة للمناطق التي أزيلت منها الغابات دون أيّ تقييم حقيقي للأثر البيئي أو مشاريع للتخفيف من تلك الآثار”.

وتوفر لوائح التجارة الدولية مزيدا من الحماية لغابات الأمازون المطيرة. وسيفرض الاتحاد الأوروبي مثلا حظرا في 2026 على السلع المرتبطة بإزالة الغابات لحماية المناطق الغابية كالأمازون، دون تضمين النظم الإيكولوجية الأخرى مثل الأراضي العشبية والسافانا.

وتضم كولومبيا أيضا مساحات شاسعة من غابات الأمازون المطيرة. وتحدث كاميلو نينيو، زعيم السكان الأصليين وعضو اللجنة الوطنية للسكان الأصليين في كولومبيا، عن تخصيص القليل من التمويل المناخي للحفاظ على النظم الإيكولوجية بخلاف الأمازون.

وأضاف “نرى أن التمويل وكل الاتفاقات البيئية تركز على الغابات… وليس على النظم الإيكولوجية الأخرى”. وأكد نينيو، أحد قادة سكان شعب أرهواكو الأصليين، أن قمم الجبال المغطاة بالثلوج والبارامو من منطقة سييرا نيفادا الجبلية حيث يعيش، تعتبر حيوية لإعادة تعبئة الأنهار التي تغذي غابات الأمازون. وقال إن “كل المياه التي تنتجها هذه المناطق… تتوجه إلى الأمازون الكولومبي. ويجب لذلك أن تكون الحماية كاملة”.

وقالت الناشطة البيئية يانا جيفورجيان، رئيسة مجموعة مراقبة الأرض، وهي شراكة بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية تهدف إلى تحسين البيانات حول الأرض وتعزيزها، إن المعرفة عن جل النظم البيئية غير الحرجية تبقى محدودة. وصرّحت “توجد بعض النظم الإيكولوجية التي لا نفهمها جيدا حتى الآن. وهي تفتقر إلى البيانات الكافية التي كانت ستمكننا من رسم خريطة لتوزيعها على مستوى العالم”.

وأشارت جيفورجيان إلى بعث مبادرات جيدة التنظيم للكشف عن فقدان الغابات في العالم، مثل قاعدة بيانات غلوبال فورست ووتش. وذكّرت بأن مبادرات تتبع فقدان النظم الإيكولوجية الأقل شهرة مثل السافانا لا تزال غائية.

وقالت إن توقعات البيئة العالمية أطلقت مبادرة أطلس النظم الإيكولوجية العالمية الشهر الماضي. وتهدف هذه المساعي إلى رسم خريطة لجميع النظم الإيكولوجية في العالم بحلول 2026، “دون الاقتصار على أشجار المانغروف والغابات الاستوائية، بل لا بد أن تشمل أراضي الخث والمستنقعات المالحة والسافانا”.

وتكمن الفكرة في جمع البيانات لتتبع صحة هذه المناطق الطبيعية التي غالبا ما يتواصل تجاهلها ونقص تمثيلها. وقال بانكارارو”لا توجد مساحة طبيعية في عزلة عن بقية النظم”.

ثورة ناغلسمان تعيد الروح إلى ألمانيا بعد فترات مخيبة


الإعلام المصري يتجند لتبييض السجل الحقوقي للحكومة


مهرجان الموسيقى الدولي في الكويت يجمع الموسيقى العربية بنظيرتها الغربية


تونس تدرس توسعة أكبر مطاراتها بعد سنوات من التلكؤ