منوعات

سيف الدباني: رمز الشجاعة والفكاهة وروح المقاومة الجنوبية في مواقفه وفي شعره

الشهيد سيف علي الدباني

وكالة أنباء حضرموت

في زمن تتشابك فيه خيوط الفرح والحزن، يرتقي الشهيد/ سيف علي الدباني، بشخصيته الفريدة، مجسدًا الفن والشجاعة بتكامل عميق، تاركًا بصمةً لا تُمحى في قلوب أبناء بلده. وُلد الدباني في عام 1967م في مديرية حالمين بمنطقة القرب، تلك البقعة التي تتربّع وسط جبال شاهقة تكاد تلامس السماء، وكأنها تستمد من أهلها الأنفة والصلابة.

تقع مديرية حالمين، مسقط رأس الدباني، على الحدود الشمالية الشرقية لمدينة ردفان، ذلك العرين الذي شهد انطلاقة شرارة الثورة السلمية الجنوبية. ورغم أنه لم يكن جزءًا من أحداث الثورة التقليدية، إلا أن للدباني كان له دور لا يُنسى، في إشعال روح الحماسة، والمقاومة ضد الاحتلال اليمني الشمالي، وإحياء الوعي الشعبي بضرورة استمرار الثورة السليمة.

يُعد الدباني فنانًا شعبيًا من الطراز الأول؛ إذ أبدع في العزف على "الشِبابة" ، تلك الناي التقليدية التي تُدخل الحماسة إلى النفوس، وتبث روح الفرح في المناسبات والأعراس، فتُحلق ألحانه في سماء حالمين، ممزوجة بعبق التراث وأصالة الماضي.
إضافةٍ الى ذلك فقد كان الدباني شاعرًا شعبيا، ولم تكن قصائده الشعبية مجرد كلمات، بل تجسيدًا حيًّا للواقع الاجتماعي والثقافي. وقد منحته قدرته الشعرية مكانةً في قلوب الناس، فجعلوا من كلماته زادًا للأمل وعنوانًا للحماس، للمقاومة والتحمل والجلد والصبر

وقد جاء بهذا الزامل في أحدَ الأعراس الشعبية، حيث لخص حال الاحتلال اليمني الغاشم بقوله

"قال الجنوبي طالت الفترة
والأنظمة والعدل معاشي
حتى الحجر لا زحكها تحصل
ون تحتها مليون دحباشي"

بهذه الزامل البسيط العميق السهل التلقائي، عبّر الدباني عن معاناة الجنوبيين، ودفعهم للمطالبة بالعدالة واستعادة كرامتهم ودولتهم المنهوبة من قِبل عصابه صنعاء؛ كانت كلماته مرآةً لمشاعر وطنه الجنوبي، تنبض بإرادة لا تنكسر وصمود لا يلين.

إلى جانب فنه، كان الدباني مناضلًا شجاعًا، لا يتردد في تلبية نداء الوطن. حين انطلقت الثورة السلمية في 7 / يوليو / 2007 من مدينة الحبيلين، كان في الصفوف الأولى، مقدامًا شجاعًا يواجه الاحتلال اليمني ببسالة، ويشجع الآخرين على المضي في سبيل الكرامة، رغم القمع والمطاردة. فقد شِهد الدباني عدة وقائع مع الكثير من الأبطال في الهجمات المباقته ضد الكثير من معسكرات قوات الإحتلال ومنها: القطاع الغربي، ونقطة جواس، وادارة الأمن في حبيل الريدة بقيادة القائد الشهيد / محسن طوئرة.

وحين بدأ نظام الإحتلال اليمني بالسقوط وذلك  عام 2014، حمل الدباني بندقيته، وشجاعته وانتقل لمقارعة المليشيات الشمالية الاحتلالية، في محافظة شبوة، حيث أنظم إلى جموعًا من أبناء ردفان، واتجهوا إلى محافظة شبوة لصد الهجوم الغاشم من قِبل تنظيم القاعدة، مسنودًا بالقبائل الشمالية على إخواننا من قبيلة بني الحارث وهناك، كُتب نهاية قصته بدمائه، إذ استشهد متأثرًا بجروحه، تاركًا إرثًا خالدًا من الشجاعة، وروحًا لا تنطفئ من الفكاهة والفرح.

إنّ سيف الدباني هو تجسيدٌ حيٌّ لكيفية تآلف الفن مع الشجاعة في شخصٍ واحد. سيبقى ذكره مخلدًا، تتردد قصائده وزوامله في أفراح الجنوب وأتراحه، شهادة على أن الحياة وإن كانت مليئة بالصعاب، فإنها مليئة أيضًا بالأمل والفرح. فالدباني رمزٌ من رموز الفن الحالمي الأصيل، وصوتٌ لا يُنسى في مسيرة الكفاح والمقاومة.

لروحك السلام، أيها الثائر الشامخ، وسلامٌ عليك في حياتك وبعد رحيلك، إلى أن تُبعث حيًّا.

الحركة المدنية الحقوقية تصدر بيانا يدين الانتهاكات التي طالت جمعية الكوكب والمهندس في لحج/المصعبين


مجلس أهالي الجنوب يشيد بقرار وزير الشؤون الاجتماعية بوقف النقابات غير الشرعية


بقيادة أبو الخطاب الحوشبي.. قوات الحزام الأمني تنتصر على الإرهاب الحوثي في قرين وعهامه


بتوجيهات النائب العام نيابة الاموال العامة تغلق عدد من محلات الصرافة المخالفة بقعطبة