اخبار الإقليم والعالم
الولايات المتحدة تختار رئيسها بعد حملة مليئة بالأحداث والتوتر
بدأ الناخبون الأميركيون الثلاثاء الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيسهم السابع والأربعين بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب في نهاية حملة زخرت بالأحداث والتوتر.
وفتحت مراكز الاقتراع عند الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي على ساحل الولايات المتحدة الشرقي (11,00 صباحا ت غ) حيث يصوت الملايين من الأشخاص لتضاف أصواتهم إلى أكثر من 80 مليون بطاقة اقتراع تم الإدلاء بها في الاقتراع المبكر أو عبر بالبريد.
وكان أول مركز اقتراع فتح أبوابه في أجزاء من ولاية فيرمونت، تلاه بساعة واحدة بولايات كونيتيكت ونيوجيرسي ونيويورك وفيرجينيا، إضافة إلى أجزاء من كنتاكي ومين، بحسب إعلام أميركي، منه “سي بي سي نيوز”.
ومنذ الصباح، اتخذت السلطات الأميركية إجراءات أمنية مشددة عند نقاط التصويت ومراكز فرز الأصوات لضمان أمن الانتخابات.
ومن المستحيل معرفة ما إذا كان صدور النتيجة سيستغرق ساعات أو أياما لتحديد هوية الفائز بين نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس البالغة 60 عاما والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب البالغ 78 عاما، المختلفين تماما إن على صعيد الشخصية أو الرؤية السياسية.
الترقب لا يقتصر على الانتخابات نفسها، بل تطرح تساؤلات حول ما سيأتي بعدها، في ظل أجواء التشكيك
وتمثل الولايات المتأرجحة أهمية محورية في الانتخابات الرئاسية، فعلى عكس أغلب الديمقراطيات الحديثة، لا ينتخب الرؤساء في الولايات المتحدة بشكل مباشر من عامة الشعب، بل تجري العملية عبر “المجمع الانتخابي”، حيث يدلي 538 ممثلا بأصواتهم بما يتماشى مع نتائج ولاياتهم.
ووفقا للأرقام المحدثة، يوجد في أريزونا 11 مندوبا، ونيفادا 6، وويسكونسن 10، وميشيغان 15، وبنسلفانيا 19، ونورث كارولينا 16، وجورجيا 16.
ويتم تخصيص عدد الممثلين للولايات على أساس عدد سكانها، وتمنح معظم الولايات جميع أصوات ناخبيها لأيّ مرشح يفوز بأغلبية الأصوات بالولاية في التصويت العام.
ومع ذلك، لا يتم اتباع نموذج “الفائز يأخذ الكل” في نبراسكا ومين، اللتين تخصصان أصواتهما بشكل متناسب.
ويحتاج أحد المرشحين إلى 270 صوتا في المجمع الانتخابي ليعلن رئيسا للبلاد، ويؤدي اليمين الدستورية في 20 يناير 2025.
وقالت روبين ماثيوز(50 عاما)، وهي مسؤولة في جمعية “إذا لم تفز كامالا هاريس، سيقضى علينا. دونالد ترامب سيدمر كل شيء. أصبح خارجا عن السيطرة”.
أحد المرشحين يحتاج إلى 270 صوتا في المجمع الانتخابي ليعلن رئيسا للبلاد، ويؤدي اليمين الدستورية في 20 يناير 2025
لكن بالنسبة إلى روث مكدويل، فإن ترامب “هو الشخص الذي سينقذ هذا البلد”. وأكّدت هذه السكرتيرة الإدارية البالغة 65 عاما والتي جاءت لحضور التجمع الأخير للحزب الجمهوري في ميشيغان، أنها ستكون “حزينة جدا على أحفادها” إذا فازت نائبة الرئيس.
واعتبر مارك بيري (65 عاما) الآتي من ولاية إنديانا لتشجيع الرئيس السابق أن “الدعم الذي يتمتع به ترامب لا يصدق” في الولايات المتحدة، مؤكدا أن التزوير وحده قادر على عرقلة وصوله إلى البيت الأبيض. وقال في خضم ضجيج مكبرات الصوت ورائحة البيرة عند مدخل ملعب فان أنديل في غراند رابيدز، إنه في حال تعثر ترامب (78 عاما) الثلاثاء، “سيكون الأمر مثيرا للشبهات إلى حد كبير”.
وقالت المرشّحة الديمقراطية ليل الاثنين الثلاثاء في مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا قبل ساعات قليلة من فتح مراكز الاقتراع، إن “هذه قد تكون واحدة من أكثر الانتخابات تقاربا في النتائج في التاريخ. كلّ صوت مهمّ”.
وتعهد ترامب الثلاثاء في ولاية ميشيغان المتأرجحة “قيادة الولايات المتحدة والعالم” نحو “قمم مجد جديدة”.
وقال للحشود في غراند رابيدز “بتصويتكم يمكننا حل كل مشكلة تواجهها بلادنا وقيادة الولايات المتحدة لا بل العالم نحو قمم مجد جديدة”.
منافسة محمومة
مهما تكن هوية الفائز، ستكون النتيجة غير مسبوقة. فإما أن ينتخب الأميركيون للمرة الأولى امرأة إلى البيت الأبيض أو مرشحا شعبويا مدانا في قضايا جنائية ومستهدفا بملاحقات قضائية عدة أدخلت ولايته الأولى بين عامَي 2017 و2021 البلاد والعالم في سلسلة متواصلة من التقلبات والهزات.
وتظهر آخر استطلاعات الرأي تعادلا شبه تام بين المرشحين في الولايات الحاسمة التي ستمنح المرشحة الديمقراطية أو المرشح الجمهوري في هذا الاقتراع غير المباشر، عددا كافيا من الناخبين الكبار لتحقيق عتبة 270 ناخبا كبيرا من أصل 538 الضرورية للفوز.
وتقيم هاريس المولودة لأب جامايكي وأم هندية، أمسيتها الانتخابية في جامعة هاورد في واشنطن المخصصة للطلاب السود عموما، والتي تلقت دروسها العليا فيها.
أما دونالد ترامب فسيكون في بالم بيتش في ولاية فلوريدا حيث مقر إقامته.
مسيّرات وقناصة
وبذلك تختتم حملة الانتخابات التي شهدت تقلبات وتطورات مفاجئة وفي طليعتها تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال وانسحاب الرئيس الديمقراطي جو بايدن من السباق بشكل مباغت لتحل مكانه كامالا هاريس.
لكن لا يقتصر الترقب على الانتخابات نفسها، بل تطرح تساؤلات قلقة كذلك حول ما سيأتي بعدها، إذ باشر ترامب منذ الآن التشكيك في نزاهة الاقتراع.
وأكد استطلاع للرأي أجرته إذاعة “إن بي آر” العامة في أكتوبر أن 88 في المئة من الناخبين المؤيدين لدونالد ترامب يخشون من حصول تزوير لنتائج الانتخابات، مقارنة بـ29 في المئة من مؤيدي كامالا هاريس.
ورأى تشاك لو، التاجر الذي هاجر من الصين إلى شيكاغو أن هاريس غير قادرة على الفوز دون اللجوء إلى الغش. وأكد أنه في حال دخلت البيت الأبيض في 20 يناير “فهي لن تكون انتُخبت بل وُضعت هناك”.
وقد انخرط المعسكران من الآن في العشرات من الشكاوى القضائية فيما يخشى أميركي من كل ثلاثة اندلاع أعمال عنف وشغب بعد الاقتراع.
وقد أحيطت بعض مراكز الاقتراع بإجراءات أمنية مكثفة مع مراقبة بمسيّرات وقناصة على الأسطح.
وتابع موظفون معنيون بالانتخابات تدريبات شملت خصوصا كيفية التحصن في قاعة أو استخدام عبوات مكافحة الحريق لصد مهاجمين محتملين.
وعمدت ثلاث ولايات على الأقل هي واشنطن ونيفادا وأوريغن إلى تعبئة احتياطي الحرس الوطني كإجراء احترازي. وفي جورجيا، وضعت أزرار إنذار في متناول موظفي الانتخابات لتنبيه السلطات في حال الخطر.
وفي العاصمة الفيدرالية واشنطن، نصبت حواجز حديد في محيط البيت الأبيض ومبنى الكابيتول ومواقع حساسة أخرى. ووضع عدد كبير جدا من المتاجر في وسط المدينة ألواحا خشبية لحماية الواجهات. فمشاهد وصور السادس من يناير 2021 لا تزال راسخة في الأذهان عندما هاجم مناصرون لترامب مقر الكونغرس الأميركي لمنع المصادقة على النتائج.