أخبار محلية
أديب العيسي يحذر من خطورة الانقسامات الداخلية على مستقبل الجنوب
أكد السياسي والقيادي في المقاومة الجنوبية، أديب العيسي، أن الوفاق السياسي بين مختلف القوى الجنوبية يعد ضرورة ملحة لتحقيق النصر والاستقرار في الجنوب. وأشار إلى أن القضية الجنوبية تواجه تحديات كبيرة ومعقدة، تتطلب وحدة الصف وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات المشتركة وضمان تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي نحو الاستقلال وإعادة بناء دولته.
وقال العيسي في مقالة نشرتها صحيفة اليوم الثامن "إن الوحدة الداخلية والاتفاق السياسي الجنوبي لا مفر منهما لضمان تجاوز المرحلة الراهنة". ويشير إلى أن الانقسامات والخلافات الداخلية تهدد بتقويض المكاسب التي تم تحقيقها حتى الآن، موضحًا أن تاريخ الصراعات في العالم يؤكد أن أي حركة وطنية لا يمكنها تحقيق أهدافها إذا كانت قواها الداخلية منقسمة أو تعاني من صراعات.
وأضاف "الجنوب، الذي يواجه تحديات سياسية وأمنية واقتصادية متزايدة، بحاجة إلى تحقيق الوفاق السياسي بين جميع الأطراف لضمان مستقبل مشرق". ويعتبر أن توحيد الجهود وتجاوز الخلافات يضمن تنسيقًا أكبر في مواجهة التحديات المشتركة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
وحذر العيسي من أن غياب الوفاق السياسي الجنوبي قد يؤدي إلى مشكلات عديدة تعرقل مسار التحرر الجنوبي. فالانقسامات والصراعات بين الفصائل الجنوبية تُضعف الجبهة الداخلية، مما يسهل على الخصوم استغلال هذه الثغرات وزرع الفتن وتفكيك القوى الوطنية. مؤكدا أن غياب وحدة الصف يُضعف قدرة الجنوب على فرض شروطه في المفاوضات السياسية والدبلوماسية، سواء مع الأطراف اليمنية أو القوى الدولية.
وأشار إلى أن انشغال القوى الجنوبية بالنزاعات الداخلية يؤدي إلى تأخر جهود إعادة بناء الجنوب وتنمية موارده، ويُضعف فرص تحقيق التنمية الاقتصادية والبنية التحتية المطلوبة لإعادة بناء الدولة الجنوبية.
وفيما يتعلق بتحقيق الانتصار الجنوبي، يرى العيسي أنه لا يمكن الحديث عن انتصار حقيقي بدون وفاق سياسي شامل يجمع كافة الأطراف. ويؤكد أن "الانتصار العسكري وحده لا يضمن الاستقرار ولا بناء دولة قادرة على الصمود في وجه التحديات المستقبلية". وبدلاً من ذلك، يجب أن يكون النصر شاملاً على جميع الأصعدة، بما في ذلك الانتصار السياسي، الذي يتمثل في إقامة دولة مدنية مبنية على أسس العدالة والمساواة والتعددية.
من أجل تحقيق الوفاق السياسي الجنوبي، يدعو العيسي إلى اتخاذ عدة خطوات أساسية، تبدأ بالحوار البناء. ويقول إن الحوار الوطني الجنوبي يجب أن يكون أساس المصالحة وتوحيد الجهود، حيث يجب أن تكون الأطراف الجنوبية مستعدة لفتح قنوات تواصل فعالة للتفاوض حول النقاط الخلافية.
وأكد العيسي على ضرورة إشراك جميع القوى السياسية الجنوبية في العملية السياسية بشكل عادل لضمان تمثيل متساوٍ، ومنع هيمنة أي فصيل على حساب الآخر. كما يشدد على أهمية أن تكون مصلحة الجنوب العليا المعيار الرئيسي في اتخاذ القرارات السياسية، والابتعاد عن المصالح الشخصية أو الفئوية.
كما يرى أن تعزيز دور المؤسسات الوطنية الجنوبية وضمان استقلاليتها وشفافيتها يعد أمرًا أساسيًا لتحقيق الوحدة السياسية ومنع تكرار الصراعات الداخلية.
وأكد أديب العيسي على أن الوفاق السياسي الجنوبي ليس خيارًا يمكن تجاوزه أو تأجيله، بل هو ضرورة ملحة لتحقيق النصر الحقيقي والنهائي. مضيفا "بدون هذا الوفاق، سيبقى الجنوب عرضة للانقسامات والصراعات التي تعيق تقدمه وتؤثر على استقراره".
ودعا جميع القوى الجنوبية إلى توحيد الصفوف والعمل المشترك، مشددًا على أن الوحدة الداخلية هي الحصن الذي سيحمي الجنوب من التحديات المستقبلية ويضمن له مكانته المستحقة بين دول العالم.