اخبار الإقليم والعالم
إدارة بايدن تسابق الزمن لتبريد جبهتي غزة ولبنان.. ومصادر: اتفاق قريب
بينما دخلت الانتخابات الرئاسية الأمريكية آخر مراحلها الزمنية تسعى إدارة جو بايدن إلى تمرير اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أو حسم الخطوط العامة له، قبل رحيلها.
وبحسب مصادر فلسطينية مطلعة لـ"العين الإخبارية"، فإن الفترة حتى موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية حاسمة لتحريك المفاوضات حول اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وأضافت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، أن «حقيقة وجود رئيس وكالة المخابرات الأمريكية المركزية ويليام بيرنز بنفسه في هذه المفاوضات هي مؤشر على الجدية التي توليها الإدارة الأمريكية للمفاوضات».
خطوط عامة
وتابعت: «المعلومات هي أن الإدارة الأمريكية تريد اتفاقا أو على الأقل اتفاقا مبدئيا حول الخطوط العامة للاتفاق قبل الانتخابات الرئاسية في الخامس من شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل».
وذكرت أن «الإدارة الأمريكية تعتبر أن النجاح في رسم الخطوط العامة لاتفاق قبيل الانتخابات سيساعد المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس خاصة وأن العديد من القواعد الديمقراطية تضغط من أجل وقف الحرب في غزة".
ومع ذلك، فقد استدركت المصادر: "بطبيعة الحال فإن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حساباته، فإذا ما فاضل ما بين هاريس والرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب فإنه سيختار الأخير".
وقالت: "هناك خشية من أن يكون نتنياهو يضيع الوقت بالحديث عن استعداد للمفاوضات، وتسريبات عن تقدم حتى موعد الانتخابات بانتظار رؤية إلى من تميل الكفة فيها".
وأضافت: "الأرجح أنه إذا ما أراد اتفاقا، وهو أمر عليه علامات استفهام عديدة حتى الآن، فإنه سيفضل أن يهديه لترامب، ومع ذلك فإنه من الممكن أن يهديه -أيضا- إلى هاريس إذا ما أظهرت المؤشرات فوزها".
وتابعت المصادر الفلسطينية: "على ذلك فإن الفترة حتى الانتخابات حاسمة لوضع خطوط عريضة للاتفاق، أما الإعلان الفعلي فإنه لن يتم قبل يوم الانتخابات".
موقف حماس
ورأت المصادر الفلسطينية أن "حماس على الأرجح تريد اتفاقا لكن ليس بأي ثمن، فهي تطمح لأن تحقق بعض الإنجازات بما فيها إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى من السجون الإسرائيلية، ووقف الحرب، والانسحاب الكلي للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة بمقابل إطلاق المحتجزين الإسرائيليين".
وكشفت المصادر عن "ضغوط كبيرة تتعرض لها حركة حماس من أطراف عدة من أجل القبول بالمقترحات على الأقل من أجل وضع نتنياهو في الزاوية".
وقالت المصادر الفلسطينية: "هناك حديث حثيث عن الفترة ما بعد الحرب ولا يمكن لأي شيء أن يتحرك بدون وقف الحرب، وعلى حماس أن تنزع أي مبررات قد يستخدمها نتنياهو لعدم وقف الحرب، لا سيما في ظل الإجماع الدولي، وبما فيه الأمريكي، لوقف الحرب".
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قال في بيان: "عاد رئيس الموساد دافيد برنياع اليوم من الدوحة بعد لقائه مع رئيس وكالة المخابرات المركزية ورئيس وزراء قطر".
وأضاف: "ناقشت الأطراف في الاجتماع مخططا موحدا جديدا يجمع المقترحات السابقة، ويأخذ في الاعتبار أيضا القضايا الرئيسية والتطورات الأخيرة في المنطقة".
وتابعت: "في الأيام المقبلة، ستستمر المناقشات بين الوسطاء ومع حماس لفحص جدوى المحادثات والمحاولات المستمرة للتوصل إلى اتفاق".
وكان موقع "واينت" الإخباري الإسرائيلي أفاد عن تقدم في المحادثات التي جرت في الدوحة بمشاركة برنياع ورئيس المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وقال: "يأخذ المخطط الذي نوقش في الدوحة في الاعتبار المبادرة المصرية، لكنه أوسع نطاقا، سواء من حيث عدد المختطفين الذين سيتم إطلاق سراحهم أو من حيث مدة وقف إطلاق النار، أي أنهم يتحدثون عن بداية صفقة - لكن على نطاق أوسع".
وأضاف في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "في الأيام المقبلة، من المتوقع أن يتحدث الوسطاء، قطر ومصر، مع حماس ويقدمان لها الخطوط العريضة، حتى الآن، لم يتم تلقي أي رد من المنظمة، سواء كان إيجابيا أو سلبيا، واحتمال أن تقول حماس إنها غير مجدية بالنسبة لها، وأنها غير مستعدة للذهاب إلى صفقة جديدة وتصر على مطالبها الأساسية: إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل، بما في ذلك طريق فيلادلفيا ومعبر رفح".
وتابع: "خلال المحادثات بين الوسطاء وحماس، سيحاولون الحصول على تفويض منه للمضي قدما في المحادثات غير المباشرة بين فرق التفاوض".
وأشار إلى أن "هذه المحادثات، إذا أجريت، ستكون في الدوحة والقاهرة، حيث سيتنقل الوسطاء بين الغرف التي كان يجلس فيها الإسرائيليون وحماس".
وأوضح مصدر إسرائيلي أنه "فقط بعد أن يتحدث الوسطاء مع حماس سيكون من الممكن معرفة ما إذا كانت هناك أسباب للتقدم"، متابعا: "لم يكن هناك حديث عن بدء اتفاق الكل مقابل الجميع"، هذه مبادرة موسعة لها جزء أول مصمم لإيصالنا إلى صفقة واسعة في المستقبل القريب".
الكل مقابل الجميع
و"الكل مقابل الجميع" هو اقتراح تدفع به "حماس" من أجل الافراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين بمقابل كل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ومهو ما بات لا يلقى قبولا في إسرائيل.
وبالمقابل فإن برنياع يحاول ربط وقف إطلاق النار في غزة بوقف إطلاق النار في لبنان كي تكون عاملا ضاغطا على حزب الله خاصة بعد تقديرات بقرب إتمام العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان، وأيضا عاملا ضاغطا على "حماس" في ظل ما قدمه حزب الله في هذا الحرب وأيضا استكمال العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة لمهماتها.
جبهة لبنان
وقال موقع "واينت": "في الوقت نفسه، وفي ظل التصعيد في الساحة الشمالية، يحاول الأمريكيون والقطريون أيضا تضمين مناقشة وقف إطلاق النار في لبنان، من بين أمور أخرى من أجل ممارسة الضغط على صفقة الرهائن".
وأضاف: "في الواقع، إذا رفضت حماس الصفقة، فإن وقف إطلاق النار في لبنان سيكون بمثابة ورقة ضغط على المنظمة في غزة".
وأعلن أنه: "سيزور عاموس هوكشتاين، مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن، إسرائيل مرة أخرى الأسبوع المقبل لمناقشة وقف إطلاق النار في لبنان".
وقالت مصادر مطلعة على التفاصيل إن الأمريكيين لديهم مصلحة في إغلاق حادث لبنان وإيران معا وربطه بصفقة رهائن في غزة، مشيرة إلى أن حماس تعتقد أنه لا يوجد تغيير في موقف إسرائيل، وبالتالي لا يوجد تقدم من جانبها.
ووفقًا للمصادر، فإنه إذا كان هناك تقدم من جانب إسرائيل، فقد يكون هناك تغيير من وجهة نظر حماس أيضا.
في السياق نفسه، كشف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الإثنين أن نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس أكد له الأحد أن العملية العسكرية في لبنان "ستنتهي قريبا".
وقال لامي أمام البرلمان "تحدثت يوم أمس (الأحد) عن الوضع في لبنان مع وزير الخارجية الإسرائيلي (يسرائيل) كاتس" مضيفا أنه "سعى إلى طمأنتي بالقول إن العملية الجارية، العملية الدقيقة التي ينفذها الإسرائيليون، ستنتهي قريبا".
استقالة عضو بارز
في الغضون، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن العميد أورين سيتر العضو البارز في الوفد الإسرائيلي المفاوض قدم استقالته بصورة مفاجئة، بسبب عدم التقدم في المفاوضات.
وقالت في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "يعتقد أن العميد أورين سيتر، الذي شغل منصب نائب نيتسان ألون، المسؤول عن ملف الأسرى والمفقودين بالجيش الإسرائيلي، وشارك بعمق في صياغة المخطط الحالي".
وأضافت: "لقد استقال بسبب حالة الجمود وعدم التقدم في المحادثات، وتم تقديم تحديث حول هذه المسألة إلى المستوى السياسي في الـ24 ساعة الماضية".
وتابعت: "يمكن الافتراض أن هذا الانسحاب ما كان ليحدث لو أحرز تقدم حقيقي في المفاوضات".
ونقلت عن الجيش الإسرائيلي: "عاد العميد أورين سيتر من إجازة التقاعد إلى الخدمة الكاملة في فريق التفاوض اعتبارا من 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وكجزء من عمل الفريق، عمل بلا كلل لتعزيز الجهود الرامية إلى إعادة المختطفين. سيعود الضابط لمساعدة مقر المختطفين في المستقبل، طالما كان ذلك ضروريا".