اخبار الإقليم والعالم
الانتخابات الرئاسية تعيد التونسيين إلى صناديق الاقتراع
سجلت نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التونسية التي جرت الأحد ارتفاعا لافتا مقارنة بالانتخابات البرلمانية الأخيرة التي لم تتجاوز فيها نسبة المشاركة 12 في المئة.
ووصف مسؤولون نسبة المشاركة بـ”المحترمة” منذ ساعات الصباح الأولى حيث بلغت 14 في المئة إلى حدود الساعة الواحدة بعد الظهر، في حين بلغت نسبة المشاركة النهائية 27.7 في المئة بحسب ما أعلنته هيئة الانتخابات مساء الأحد.
ولاحظ الناطق الرسمي باسم الهيئة محمد التليلي المنصري أن نسبة الإقبال “أعلى بالفعل” مما كانت عليه في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية التي جرت مطلع عام 2023، مشيرا إلى أنّ “الإقبال كان معتبرا خلال الحصة المسائية، خاصّة من قبل الفئة الشبابية”.
وسبق أن قدر أنها “ستتجاوز 30 في المئة” لتكون في مستوى النسبة التي تم تسجيلها في عام 2022 خلال الاستفتاء على الدستور الجديد للبلاد.
وللفوز بولاية رئاسية مدتها خمس سنوات تنافس في هذه الانتخابات ثلاثة مرشحين، هم الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد، وأمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي (مؤيد لقيس سعيد)، وأمين عام حركة عازمون العياشي زمال الذي يخوض الانتخابات من السجن.
وأفاد المحلل السياسي المنذر ثابت بأن “هناك تحركا يمكن القول إنه تسارع خلال النصف الثاني من يوم الاقتراع بدفع من ماكينات انتخابية، والمعارضة تحركت للدفع نحو دور ثان”.
وقال لـ”العرب”إن “الكثير من الأطراف حاولت حصر قيس سعيد بالزيادة في نسبة المشاركة، وحسابيا كان رائجا أن الزيادة ستؤدي إلى الذهاب نحو تنظيم دور ثان”.
وأكد ثابت أن “جبهة الخلاص الوطني كانت في اتجاه المقاطعة، غير أننا لاحظنا تغيرا في الساعات الأخيرة وتوجهت بعض القيادات من الأحزاب المكونة لها نحو صناديق الاقتراع، لكن تبيّن أنها فاقدة لأي وزن سياسي”.
وقال “يبدو أن قيس سعيد في اتجاه كسب الرهان والحصول على تصويت كبير لتجديد الشرعية، والمعطيات تؤكد أن هنالك تموقعا للمعارضة داخل الساحة من خلال المراهنة على العياشي زمال، وهو ما أضاف إلى المعارضة انقساما جديدا”.
وأوضح ثابت أن “هناك فوارق كبيرة جدا ويمكن تفسيرها بالمراهنة على الفئات الشعبية والمهمشة في المناطق المحرومة والأحياء الشعبية التي كانت منصات غير مؤطرة من قبل الأحزاب واشتغل عليها قيس سعيّد بصفة مسترسلة وجلبها إلى دائرة التأثير المباشر”، مؤكدا أن “ما لا يقل عن مليوني نسمة احتياطي في خزان قيس سعيد الانتخابي”.
ودعت جبهة الخلاص الوطني، أكبر ائتلاف للمعارضة، إلى مقاطعة انتخابات الرئاسة، بداعي عدم توفر شروط النزاهة، فيما قالت السلطات إن الانتخابات توفرت لها شروط التنافس العادل.
وأغلقت مراكز الاقتراع في انتخابات الرئاسة التونسية أبوابها مساء الأحد، وبدأت عملية فرز الأصوات، على أن يبدأ إعلان النتائج الرسمية الأولية مساء الاثنين.
وبحسب مؤشرات أولية فإن قيس سعيد سيفوز بولاية رئاسية ثانية رغم تصريحات مسؤولي الحملات الانتخابية لمنافسيه التي تؤكد حصولهم على نتائج مهمة في هذه الانتخابات.
وقال حسن الزرقوني، مدير عام مؤسسة سيغما كونساي لسبر الآراء، للتلفزيون الرسمي التونسي إن قيس سعيد تحصل على نسبة تصويت بأكثر من 89 في المئة وصوت له حوالي مليونين ومئتي ألف ناخب.
أما العياشي زمال فقد حصل حسب الزرقوني على 6.9 في المئة وصوّت له 169 ألف ناخب في حين حاز زهير المغزاوي 3.9 في المئة وصوت له حوالي 70 ألف ناخب.
وقال النوري المصمودي (69 عاما) في مركز اقتراع بالعاصمة “جئت مع زوجتي لدعم قيس سعيّد، العائلة بأكملها ستصوت له”. وعلى مسافة قريبة منه أوردت فضيلة (66 عاما) أنها جاءت “من أجل القيام بالواجب وردا على كل من دعا إلى مقاطعة الانتخابات”.
وأشادت منظمات وجمعيات مراقبة، فضلا عن المرشحين المنافسين للرئيس قيس سعيد، بالسلاسة التي سارت عليها العملية الانتخابية في مختلف مناطق البلاد وكفاءة هيئة الانتخابات.
وأفاد المركز التونسي المتوسطي بأنه في إطار ملاحظته ليوم الاقتراع على أساس النوع الاجتماعي، قام بنشر 200 ملاحظ متنقل، معتمدين من قبل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في مختلف المناطق الحضرية والريفية والحدودية، قاموا بتغطية 200 مركز اقتراع خلال الفترة الصباحية، موزعة على تسع ولايات (محافظات) هي جندوبة وسليانة والكاف وقفصة والقصرين وتوزر وقبلي ومدنين وتطاوين.
وبين المركز في بلاغ له الأحد أن تقارير الملاحظين كشفت أن نسبة إقبال النساء على الاقتراع كانت “محترمة” ومختلفة عن المحطات الانتخابية السابقة، مضيفا في المقابل أن 30 في المئة من مراكز الاقتراع و42 في المئة من مكاتب الاقتراع التي تمت ملاحظتها “غير نافذة للأشخاص ذوي الإعاقة”.
وصرّح عبدالرزاق عويدات، مدير حملة المغزاوي، في نقطة إعلاميّة عقب غلق مكاتب التصويت مساء الأحد بأنّ الأصداء إيجابية والإقبال على صناديق الاقتراع كان مكثفا في كامل ولايات الجمهورية.
وقال “تابعنا العملية الانتخابية في كل الجهات وممثلنا زهير المغزاوي حظي بالكثير من الأصوات”، مضيفا “ننتظر فرز الأصوات في مكاتب الاقتراع بحضور ملاحظينا وسنتأكد من النتائج بشكل دقيق في انتظار الإعلان الرسمي من هيئة الإنتخابات التي تملك الولاية العامة والتامة على الانتخابات الرئاسية”.
وبدوره قال رمزي الجبابلي، مدير حملة المترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2024 العياشي زمال، إثر غلق مراكز الاقتراع “إن التونسيين كانوا اليوم (الأحد) في الموعد وهو ما بينته نسبة المشاركة التي كانت في حدود 30 في المئة”.
وأضاف الجبابلي أن مناصريهم في الجهات رصدوا نسبة تصويت محترمة لفائدة مترشحهم العياشي زمال.