اخبار الإقليم والعالم
الريس عروج للتنقيب عن نفط الصومال بدلا من الحرية إلى غزة
وقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، في مراسم وداع سفينة “الريس عروج” محلية الصنع المتجهة إلى الصومال للتنقيب عن النفط والغاز، بدلا من وداع سفينة “الحرية” التي تتجه إلى غزة لإظهار التعاطف معها كما حدث في 2010 حين كان الرئيس التركي يعتقد أن الشعارات ستقوده إلى اكتساب شعبية كبيرة في الشرق الأوسط من بوابة “الربيع العربي”.
ولم يعد الرئيس التركي يهتم لتلك الشعارات بعد أن قادت إلى توتير علاقات بلاده إقليميا ودوليا وكانت سببا مباشرا في الأزمة الاقتصادية. وغيرت تلك الأزمة وجهة أردوغان كليا باتجاه البحث عن المصالح والتعامل مع موضوع غزة بخطاب يقوم على تسجيل الحضور دون تخطى الخطوط الحمراء للعلاقات الاقتصادية لأنقرة.
ويعطي الاهتمام الشخصي للرئيس التركي بسفينة التنقيب عن النفط والحضور لوداعها صورة رمزية عن تحولات الرئيس التركي من الشعارات إلى المصالح. كما يرسل إشارة واضحة إلى من راهنوا عليه مثل حركة حماس بأن أنقرة لا تبحث سوى عن مصالحها.
ويأتي توجه السفينة “الريس عروج” إلى الصومال بموجب مذكرة تفاهم أبرمت بين البلدين في مارس الماضي، لاستكشاف وتقييم وتطوير وإنتاج النفط في المناطق البرية والبحرية الصومالية.
وانطلقت السفينة السبت من البحر الأسود، ثم دخلت مضيق البوسفور، حيث كان في انتظارها الرئيس التركي لدى مرورها قبالة قصر دولما باهتشة بإسطنبول، لتحية كادرها.
وحضر مراسم التحية برفقة أردوغان، وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار.
وفي منشور عبر حسابه على منصة إكس، قال أردوغان إن سفينة “الريس عروج” تقدم خدمات مهمة لتركيا منذ عام 2017.
وأضاف أن السفينة تتوجه الآن لتنفيذ أنشطة مسح زلزالي (للنفط) في 3 مناطق مرخصة في الصومال، تمثل كل منها مساحة 5 آلاف كيلومتر مربع.
وأشار إلى أن منطقة الصومال كانت تعرف منذ عقود بالصراعات والاضطرابات والجوع، لكنها بعد الاكتشافات التي ستقوم بها “الريس عروج” ستعرف بالتنمية الاقتصادية والازدهار والسلام.
وتابع أردوغان “أؤمن بأننا سنتلقى أخبارا سارة بمشيئة الله من أنشطة المسح الزلزالي التي سنقوم بها قبالة سواحل الصومال”.
ومن المقرر أن تتبع السفينة مسار البحر المتوسط وقناة السويس والبحر الأحمر، وتصل وجهتها أواخر أكتوبر الجاري.
وترافق “الريس عروج” خلال مهمتها التي من المتوقع أن تستغرق 7 أشهر، سفينتا الدعم والإسناد “زغانوس باشا” و”سنجار”، وسفينة التتبع “أطامان”، إضافة إلى فرقاطتين للبحرية التركية.
وقالت وزارة الطاقة التركية الخميس إن سفينة أبحاث سيزمية تركية ستصل قبالة سواحل الصومال في نهاية أكتوبر لتبدأ التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي بعد اتفاق البلدين على التعاون في مجال الطاقة.
وتوصلت أنقرة في مارس الماضي إلى اتفاق مع مقديشو يشمل استكشاف وتقييم وتطوير وإنتاج النفط في المناطق البرية والبحرية الصومالية، وسمح لمؤسسة البترول التركية بالحصول على تراخيص في ثلاث مناطق في المياه الصومالية.
وتمكنت تركيا من توظيف الوضع الصعب الذي يمر به الصومال منذ سنوات في الإسراع بتقديم الدعم الأمني والعسكري والاقتصادي إلى مقديشو، ما فتح الباب أمامها لوضع اليد على نفط الصومال.
وقالت الوزارة إن السفينة “أوروتش ريس” ستستكشف مناطق تمتد لنحو خمسة آلاف كيلومتر مربع.
وقال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار في البيان “نتوقع أن تكون المنطقة التي ستعمل فيها أوروتش ريس منطقة اكتشافات نفطية”.
وأضاف بيرقدار أن مؤسسة البترول التركية لديها تراخيص للتنقيب في منطقة بحرية مقسمة إلى ثلاثة حقول تغطي مساحة إجمالية قدرها 15 ألف كيلومتر مربع. ومن المتوقع أن تستمر الدراسة السيزمية ثلاثية الأبعاد حوالي سبعة أشهر.
وأصبحت تركيا حليفا وثيقا للحكومة الصومالية إذ قامت ببناء مدارس ومستشفيات وأنشأت بنية تحتية وقدمت إلى الطلبة الصوماليين منحا دراسية للدراسة في تركيا.
وعام 2017 افتتحت تركيا في مقديشو أكبر قاعدة عسكرية لها في الخارج، وتقدم تدريبا للجيش والشرطة الصوماليين.
وكانت تركيا وقّعت في فبراير الماضي اتفاق تعاون دفاعي واقتصادي مع الصومال، وستقدم دعما أمنيا بحريا لمساعدة البلد الأفريقي على الدفاع عن مياهه الإقليمية.
وبموجب الاتفاق الدفاعي الذي مدّته عشر سنوات ستساعد تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والحليف الوثيق للصومال، على الدفاع عن الساحل الصومالي وإعادة تنظيم القوات البحرية للبلد المضطرب في القرن الأفريقي، وفق ما ذكره الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود آنذاك.