اخبار الإقليم والعالم

ما وراء الوجود التركي في الصومال: النفط أوّلا ثم الموقع الإستراتيجي

وكالة أنباء حضرموت

يبدد التحمس التركي لبدء التنقيب عن النفط والغاز في سواحل الصومال الانطباع الذي ساد خلال السنوات الماضية بأن هدف أنقرة الرئيسي من الاهتمام بهذا البلد هو إيجاد موطئ قدم في خليج عدن ومضيق باب المندب وضمان ممر نحو شرق أفريقيا، ويؤكد أن هذا الهدف يأتي في مرتبة ثانية بعد إستراتيجية وضع اليد على النفط والغاز.

وقالت وزارة الطاقة التركية الخميس إن سفينة أبحاث سيزمية (زلزالية) تركية ستصل قبالة سواحل الصومال في نهاية أكتوبر لتبدأ التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي بعد اتفاق البلدين على التعاون في مجال الطاقة.

والاهتمام بالنفط والحرص على تأمين استخراجه دون مشاكل أمنية أو صراعات هما اللذان يفسران استماتة تركيا في محاولات إنجاح وساطتها بين الصومال وإثيوبيا وتهدئة التصعيد، بالرغم من أن اتفاقها الدفاعي مع الصومال يفترض أن يجعلها منحازة إلى موقف مقديشو بشكل حاسم؛ فالمسؤولون الأتراك يحرصون على تأكيد حيادهم من أجل عدم إثارة غضب إثيوبيا.

الأتراك يعتقدون أن وجودهم في الصومال مهم، لكنه ليس هدفا في حد ذاته؛ فهو بوابة تتيح لهم دخول شرق أفريقيا والاستثمار فيها

ويعتقد الأتراك أن وجودهم في الصومال مهم، لكنه ليس هدفا في حد ذاته؛ فهو بوابة تتيح لهم دخول شرق أفريقيا والاستثمار فيها وكذلك دخول السوق الإثيوبية والاستفادة من الفرص التي توفرها هذه السوق بالتزامن مع تحول أديس أبابا إلى مركز استثماري وتجاري إقليمي، وخاصة مع دول الخليج.

وذكرت وزارة الطاقة التركية أن السفينة أوروتش ريس ستستكشف مناطق تمتد لنحو خمسة آلاف كيلومتر مربع، مضيفة أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيحضر احتفالا في تركيا السبت بمناسبة مغادرة السفينة.

وقال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار في البيان “نتوقع أن تكون المنطقة التي ستعمل فيها أوروتش ريس منطقة اكتشافات نفطية”.

وسترافق السفينة أوروتش ريس فرقاطتان من البحرية وسفن دعم، وستصل إلى سواحل الصومال عبر البحر المتوسط وقناة السويس والبحر الأحمر.

وتمكنت تركيا من توظيف الوضع الصعب الذي يمر به الصومال منذ سنوات في الإسراع بتقديم الدعم الأمني والعسكري والاقتصادي إلى مقديشو، ما فتح الباب أمامها لوضع اليد على نفط الصومال.

وقال بيرقدار إن مؤسسة البترول التركية لديها تراخيص للتنقيب في منطقة بحرية مقسمة إلى ثلاثة حقول تغطي مساحة إجمالية تقدر بـ15 ألف كيلومتر مربع. ومن المتوقع أن تستمر الدراسة السيزمية ثلاثية الأبعاد حوالي سبعة أشهر.

وفي مارس الماضي قالت تركيا إن الاتفاق يشمل عمليات نقل النفط وتوزيعه وتكريره ومبيعاته وخدماته والمنتجات الأخرى من مشروعات برية وبحرية.

ونشرت وكالة الأناضول في مايو 2023 تقريرا عن فرص النفط في الصومال قالت فيه إن “30 مليار برميل من احتياطيات النفط المحتملة من شأنها تغيير وجه الصومال بالكامل، خاصة أن هذه الاحتياطيات تعادل ثلاث مرات احتياطيات النفط الجزائرية وتضع البلاد ثالثة أفريقيّا بعد كل من ليبيا ونيجيريا”.

وأضاف التقرير أن الصومال على موعد مع مرحلة فارقة في تاريخه، بعد أن أصبح يستقطب اهتمام شركات عالمية للتنقيب عن النفط، خاصة في المربعات قبالة سواحله الأطول أفريقيّا، والمطلة على المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عدن، بل ويقع على أهم طريق بحري للتجارة الدولية بين آسيا وأوروبا.

ويظهر التقرير أن تركيا كانت تضع نفط الصومال نصب عينيها؛ ويأتي استهدافها لنفط البلد مقابل الدعم المتنوع الذي قدمته إلى مقديشو التي تخلت عنها دول غربية، وخاصة الولايات المتحدة.

ويعد الصومال بلدا واعدا من حيث احتياطيات النفط المتوقع اكتشافها سواء في البر أو في البحر، ولم يتم بعد القيام بالدراسات الزلزالية الكافية لتحديد الاحتياطيات النفطية المؤكدة في مختلف أرجاء البلاد.

قلبي يخفق


مركز الملك سلمان للاغاثة يوزع سلال غذائية بمحافظة أبين


الاستعداد المصري المبكر للموسم الدرامي في رمضان لا يضمن تحسين المحتوى


محطات التحلية تخفف عن المغاربة محنة الإجهاد المائي الحاد