اخبار الإقليم والعالم

القبة الحديدية تمثل الفارق بين حربي 2006 و2024

وكالة أنباء حضرموت

تتصدى القبة الحديدية والمنظومات الأطول مدى للصواريخ والمسيّرات والمقذوفات الصاروخية غير الموجهة مثل الكاتيوشا، التي يرسلها حزب الله، وتحد من تأثيرها على المدن والمناطق الصناعية والعسكرية في إسرائيل، وذلك عكس ما جرى في حرب 2006 حين كانت الصواريخ التي يطلقها الحزب تضرب أهدافها داخل إسرائيل.

وتشير هذه التغييرات إلى فاعلية منظومة القبة الحديدية التي أنشأتها إسرائيل لإسقاط الصواريخ وإحداثها الفارق بين حربي 2006 و2024.

وتحدد المنظومة بسرعة ما إذا كان الصاروخ في طريقه لإصابة منطقة مأهولة بالسكان فتسقطه، وإذا كان الأمر غير ذلك تتجاهل الصاروخ وتسمح له بالسقوط دون ضرر.

الجيش الإسرائيلي يستخدم إستراتيجية نفسية بدأت مبكرا، تقوم على تهيئة المجتمع لتقبل الخسائر

وتقوم الإستراتيجية الإسرائيلية في مواجهة حزب الله على مستويين؛ الأول القصف الجوي المكثف واستهداف قواعد إطلاق الصواريخ وأماكن تخزينها والتصدي لما ينجو منها في حال إطلاقه، وهو ما أشار إليه وزير الدفاع يوآف غالانت حين قال إن وابل الصواريخ التي أطلقتها إسرائيل الاثنين دمر عشرات الآلاف من صواريخ حزب الله وذخيرته.

أما المستوى الثاني فيتمثل في استخدام إستراتيجية نفسية بدأت مبكرا وتقوم على تهيئة المجتمع الإسرائيلي لتقبل الخسائر كجزء من معادلة الأمن، وحث الإسرائيليين على التحلي بالهدوء.

وقال الجيش الإسرائيلي إن ما تم ضربه الاثنين شمل صواريخ كروز بعيدة المدى وصواريخ برؤوس حربية قادرة على حمل متفجرات تصل إلى مئة كيلوغرام وصواريخ قصيرة المدى وطائرات مسيرة ملغومة.

وفيما قال حزب الله إنه استهدف مقرا لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) وأطلق وابلا من الصواريخ على شمال إسرائيل، قالت تل أبيب إن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت صاروخ سطح – سطح بعد رصده قادما من لبنان.

ويستفيد القصف الإسرائيلي من تفوقه التام على حزب الله، ويعتمد على الرصد المتواصل باعتماد المسيرات والمسيرات القتالية التي تحمل الصواريخ في حال اكتشاف أهداف متحركة أو من النوع الذي يظهر ويختفي تحت الأرض.

ولا يلجأ الإسرائيليون في هذه الحالات إلى الطائرات المقاتلة لأن استدعاءها يتطلب وقتا، وإن كانوا يفضلون القصف من الطائرات لأنهم يستخدمون القنابل الموجهة المسقطة، وهي أرخص كثيرا من الصواريخ التي تطلق من المسيرات المسلحة.

وقال الجيش الإسرائيلي الأربعاء إنه أصاب 60 هدفا تابعا لدائرة مخابرات جماعة حزب الله اللبنانية. وأضاف في بيان “الضربات دمرت أدوات جمع معلومات المخابرات ومراكز القيادة وبنية تحتية إضافية يستخدمها العدو لتقييم وضع المخابرات”.

واستهدفت إسرائيل في وقت واحد مواقع بجنوب لبنان وسهل البقاع في شرق البلاد والمنطقة الشمالية بالقرب من سوريا. وقال وزير الدفاع في مقطع فيديو نشره مكتبه “نكثف هجماتنا في لبنان، وستستمر العمليات حتى نحقق هدفنا بإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان. هذه أيام يتعين فيها على الإسرائيليين التحلي بالهدوء”.

ولم يستبعد قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين خيار الاجتياح البري حين قال “يجب علينا تغيير الوضع الأمني، وعلينا أن نكون في حالة استعداد جيّد للدخول في المناورة البرية والعمل”.

وتابع “دخلنا مرحلة أخرى من الحملة ونحن في عملية سهام الشمال”، وهو الاسم الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي على العمليات العسكرية التي بدأت الاثنين في لبنان.

وزاد “بدأت العملية بإلحاق أضرار كبيرة جدا بقدرات حزب الله، مع التركيز على القدرات النارية، وإلحاق أضرار كبيرة جدا بالقادة والأفراد في التنظيم”. وشدد “على أهمية تحضير وجاهزية القوات من أجل تغيير الوضع الأمني وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم”.

وتزامن هذا التلويح مع صدور بيان عن الجيش يقول فيه إنه تم استدعاء لواءين من الاحتياط بما يسمح “بمواصلة الجهود القتالية ضد منظمة حزب الله الإرهابية، وحماية مواطني دولة إسرائيل، وتهيئة الظروف لإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم”.

ومن جانبه يؤكّد حزب الله أنه سيواصل مهاجمة إسرائيل حتى ينتهي “العدوان على غزة” حيث اندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل.

وتقرّر إبقاء المدارس والجامعات مغلقة حتى نهاية الأسبوع في لبنان. وأوقفت عدة شركات طيران رحلاتها إلى بيروت.

وبعد إطلاق حزب الله صاروخا بالستيا على تل أبيب الأربعاء، قالت هيدفا فضلون (61 عاما) وهي من سكان المدينة “نشعر بالتوتر (…) الصواريخ مخيفة ومرهقة. لا أعتقد أن أحدا في العالم يرغب في تجربة ذلك”.

وبسبب التصعيد أرجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رحلته إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال نتنياهو في مقطع مصوّر بثه مكتبه “سنواصل ضرب حزب الله. وأقول للشعب اللبناني: حربنا ليست ضدك، إن حربنا ضد حزب الله”.

في المقابل قال المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي الأربعاء في لقاء مع عسكريين قدامى إن “بعض القوى الفاعلة والقيّمة في حزب الله استشهدت، وهذا بلا شك ألحق ضربات بحزب الله، لكن قوة حزب الله أكبر من أن تهزم أمام العدو، والاغتيالات لن تهزّ حزب الله”.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي في مقابلة مع “سي إن إن” الأربعاء إن إطلاق حزب الله صاروخا بالستيا على تل أبيب “مقلق للغاية، للإسرائيليين بالطبع، وكذلك لنا”. لكنه أضاف “نعتقد أنه ما زال هناك وقت ومجال للتوصل إلى حل دبلوماسي لخفض التوترات وتجنب حرب شاملة”.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حذّر من إمكانية حدوث “حرب شاملة” في لبنان، مؤكدا ضرورة “إنجاز” اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

روسيا تغنم جيوسياسيا من تجارة الأسلحة مع أفريقيا


حساسيات تاريخية تحتل الترند في العراق بسبب قصيدة لتميم البرغوثي


صبر سوريا ينفد: لا تفاوض مع الأتراك قبل إقرار مبدأ الانسحاب


ابتكار «أرز صحي» جديد للحد من انتشار مرض السكري