تقارير وحوارات
صواريخ الملالي: أزمة جيوسياسية تتكشف
صواريخ الملالي: أزمة جيوسياسية تتكشف
صواريخ الملالي: أزمة جيوسياسية تتكشف
في مقال نشره ستروان ستيفنسون على موقع IntPolicyDigest، قدم ستيفنسون تحليلاً شاملاً حول التطورات الأخيرة المتعلقة بالصواريخ الإيرانية والتوترات الجيوسياسية الناجمة عنها. وحذر ستيفنسون من أن إيران زودت روسيا بصواريخ باليستية قصيرة المدى، والتي يُتوقع أن تستخدمها موسكو في أوكرانيا قريبًا. هذه التحليلات تسلط الضوء على القلق المتزايد بشأن توسع برنامج إيران للصواريخ الباليستية وتهديداته المحتملة لأوروبا، إلى جانب تأثيره على الصراع الدائر في أوكرانيا.
القيادة الإيرانية، ممثلة بالرئيس المعلن عن نفسه كـ«إصلاحي»، مسعود بزشكيان، ردت بشكل متحدٍ، مؤكدة أن إيران لن تتخلى عن برنامجها الصاروخي، مشيرة إلى أن هذه الصواريخ تمثل ضرورة ردعية في منطقة مضطربة حيث يمكن لإسرائيل «إسقاط صواريخ على غزة كل يوم». هذه التصريحات تؤكد أن طهران تعتبر أن قدراتها الصاروخية تشكل جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها للحفاظ على التوازن الإقليمي.
المعلومات الاستخبارية الغربية تدعم هذه المخاوف، حيث أكدت أن إيران زودت روسيا بصواريخ بعيدة المدى من طراز خرمشهر، قادرة على الوصول إلى مسافات تصل إلى 2000 كيلومتر. هذه الصواريخ، التي تزود بها الحرس الإيراني، تمثل تصعيدًا جديدًا في طموحات إيران الإقليمية والعالمية.
وخلال مؤتمر صحفي في لندن، كشف بلينكن أن الجنود الروس تلقوا تدريبًا في إيران على تشغيل نظام صواريخ “فتح 360″، الذي يصل مداه إلى 75 ميلًا. وأكد بلينكن أن روسيا قد تلقت بالفعل شحنات من هذه الصواريخ وهي على وشك استخدامها في أوكرانيا. هذه الصواريخ الإيرانية صغيرة وخفيفة الوزن ويمكن تركيبها في مجموعات على قاذفات محمولة على شاحنات، مما يجعلها إضافة مرنة لترسانة روسيا العسكرية.
ردود الفعل الغربية جاءت قوية، حيث أدان وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، هذا التطور باعتباره «تصعيدًا كبيرًا». في المقابل، ويجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه في موقف حرج، حيث يتردد القادة الغربيون في تزويده بصواريخ بعيدة المدى أمريكية وبريطانية الصنع لمواجهة هذه التهديدات.
ويتفهم زيلينسكي هذه المواقف، حيث أن التردد الغربي في مواجهة تهديدات بوتين يزيد من تشجيع الكرملين. بوتين يواصل تهديده، متجاهلاً استخدامه لصواريخ إيرانية لضرب أهداف مدنية داخل أوكرانيا، مع تزايد الخسائر البشرية، بما في ذلك النساء والأطفال الأوكرانيين.
وفيما يتعلق بإيران، يشير التقرير إلى أن الغرب فشل في كبح جماح طهران. سنوات من الاسترضاء، بما في ذلك إدراج المعارضة الإيرانية كمنظمة إرهابية والاتفاق النووي المعروف بـ “خطة العمل الشاملة المشتركة” (JCPOA)، لم تحقق سوى القليل. إطلاق عشرات المليارات من الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة وتبادل الرهائن الغربيين مع طهران قد عزز النظام بدلًا من إضعافه.
ويخلص ستيفنسون إلى أن التعامل مع النظام الإيراني الحالي، تحت قيادة الوليالفقیةعلي خامنئي، لا يمكن أن يتم عبر الدبلوماسية التقليدية. فالنظام الثيوقراطي في إيران يعمل بناءً على عقيدة صارمة لا تترك مجالًا للإصلاحات.