تقارير وحوارات
إيران ..بعد 59 عاما من الصراع من أجل الحرية
قبل أيام وتحديدا في السادس من أيلول، مرت الذکرى الخمسون على تأسيس منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة التي تأسست في 6/9/1965، وان هذه الذکرى تشکل بالنسبة للشعب الايراني، مبعث الامل والتفاؤل والقدرة على التغيير وإيقاد مشاعل الحرية والخلاص، خصوصا وان منظمة مجاهدي خلق قد کان لها الدور والتأثير الاساسي في إسقاط نظام الشاه وإنجاح الثورة الايرانية.
منظمة مجاهدي خلق، تلك المنظمة الطليعية المکافحة من أجل المبادئ التحررية والقيم والافکار الانسانية، کان لنضالها الدؤوب والمستمر ضد نظام الشاه في کل أنحاء إيران، السبب الاهم لزلزلة وضعضعة هذا النظام وإيصاله الى حافة السقوط، ولهذا فإنه من حقها أن تعتبر الثورة الايرانية من ثمار جهدها وکفاحها ونشاطها السياسي الفکري الحرکي المستمر، ولاسيما وانها قد لعبت دورا مميزا و مشهود له من ناحية رفع الوعي السياسي للشعب الايراني و جعله يقوم بمواجهة دکتاتورية الشاه و النضال من أجل تغييره و إقامة نظام سياسي يعبر عن آماله و طموحاته و أمانيه.
59 عاما من النضال المستمر لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من أجل الحرية والمبادئ الانسانية والعدالة الاجتماعية، جسد بحق بانوراما إنسانية فريدة من نوعها، خصوصا عندما نجد انها وبعد أن نجحت في إسقاط النظام الملکي، فإنها بدأت بالنضال من أجل إسقاط الاستبداد الديني الحاکم وفضح مخططاته المشبوهة المعادية لکل ماهو إنساني وحضاري.
منظمة مجاهدي خلق وطوال 59 عاما من النضال المستمر في سبيل المبادئ والقيم الانسانية التقدمية ومن أجل التواصل الانساني، واجهت خصمين لدودين لايأبهان لشئ وجعلا مصالحهما وأهدافهما الضيقة فوق کل إعتبار آخر، لکن هذه المنظمة ولکونها إنسانية الفکر والانتماء والنضال، فإنها إستمدت صمودها الاسطوري من إيمانها بمبادئها النيرة ولم تکف عن نضالها ومقاومتها للفکر الديني الاستبدادي القمعي المعادي للإنسانية وظلت تواجهه حتى وصلت الى مرحلة بحيث بات العالم کله مقتنعا بطروحاتها وآرائها ومواقفها ازاء النظام الديني المتطرف القائم في طهران والذي له دور کبير في تغذية کل التيارات والتنظيمات والجماعات الارهابية المتطرفة، وان منظمة مجاهدي خلق و بعد 59 عاما من عمرها المديد تقف اليوم على أرض صلبة کالطود الشامخ وصارت تمتلك أنصارا وأصدقائا على مستوى العالم کله وبرزت کقوة سياسية فکرية ذات توجه إنساني تحرري واضح المعالم، فيما نجد خصمها وعدوها اللدود، أي نظام ولاية الفقيه، صار مکشوفا ومفضوحا للعالم خصوصا من حيث نواياه العدوانية المعادية للإنسانية وقيمها المعطاء.