اخبار الإقليم والعالم

جمود الحل السياسي يضع دارفور في بؤرة الصراع بالسودان

وكالة أنباء حضرموت

شهد الصراع العسكري في السودان تصعيداً جديدا عقب تعثر أصاب المسار السياسي، انتهى بفشل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار عبر مباحثات جنيف، ما يدفع قوات الجيش والدعم السريع للبحث عن نقاط تقدم عسكرية تسمح بوضعية سياسية أفضل، حال جرى التوصل إلى تفاهمات مستقبلاً بشأن الحديث عن وقف الحرب، الأمر الذي ظهرت ملامحه في التصعيد الدائر بمدينة الفاشر في شمال دارفور.

وبات إقليم دارفور الذي تسيطر قوات الدعم السريع على أكثر من 90 في المئة منه بؤرة ساخنة جدا، حيث يخلق فقدان الجيش سيطرته تماما على الفاشر واقعا يصبّ في صالح الدعم السريع، وهو ما جعل الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه ينظران إلى المعارك الدائرة حاليا كفرصة تمكنهم من تعزيز قدرتهم على الصمود أو الفشل.

وحذر المبعوث الأميركي للسودان توم بيرييلو من تأزم الأوضاع في الفاشر، كاشفا عن تحشيد جديد حول مدينة شهدت اشتباكات عنيفة بين قوات الدعم السريع والجيش. وأشار في تدوينة على منصة إكس، الخميس، إلى أن قوات الدعم السريع تجمّع قواتها لشن هجوم آخر على الفاشر، ويستمر تسبب قصف القوات المسلحة السودانية في إيقاع المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين.

وبدأ الجيش بالتصعيد في الفاشر استباقَا لحشد متوقع للدعم السريع التي أبطأت تحركاتها لمنح الفرصة من أجل الوصول إلى اتفاق سياسي عبر مسار جنيف أو أيّ من المسارات الأخرى، إذ تتعرض الفاشر لقصف يومي من الجيش في الأسبوعين الماضيين، ما أدى إلى سقوط ضحايا وسط المدنيين، وتدمير عدد من المنازل.

◙ الجيش بدأ بالتصعيد في الفاشر استباقا لحشد متوقع للدعم السريع التي أبطأت تحركاتها لمنح الفرصة لاتفاق سياسي

وقالت مصادر سودانية لـ"العرب" إن ملامح سقوط الفاشر بيد الدعم السريع يلوح في الأفق، وإن المعارك التي كانت في السابق تدور على أطراف المدينة انتقلت إلى داخلها، وعدم تقدم قوات الجيش لمواجهة التموضعات الجديدة لقوات الدعم أثار تساؤلات حول مدى جدية التنسيق بينها وبين الحركات المسلحة المتحالفة معها وتجد نفسها في مواجهات مستمرة مع عناصر الدعم السريع دون تدخل مباشر من عناصر الجيش.

وأضافت المصادر ذاتها أن الصراع في دارفور سيأخذ حيزا من الاهتمام لدى طرفين وجّه كلاهما قوته الضاربة إلى الفاشر، وأن التهدئة السابقة خلال عمليات التفاوض التي انتهت بالفشل وظفت لاستعدادات عسكرية من جانب قوات الجيش التي كانت تعني فشل المفاوضات، وأولت اهتماما لاستمرار الصراع العسكري.

وستكون معارك الفاشر التي من المتوقع أن تتصاعد الأيام المقبلة حاسمة لمستقبل الطرفين، لأن سقوط المدينة بيد قوات الدعم السريع يعني سقوط التحالفات القائمة بين الحركات المسلحة والجيش ونشوب خلافات حول الطرف المتسبب في الهزيمة.

ولا تمانع عناصر الحركة الإسلامية داخل فريق الجيش من المتوضع في بورتسودان فقط، وترك باقي أقاليم السودان لدى الدعم السريع، وهي رؤى تختلف عن أهداف الحركات المسلحة التي لها ظهير قبلي في دارفور وأولوية بالنسبة إليها.

وتدرك قوات الدعم السريع أن السيطرة على الفاشر ضربة قاصمة للجيش، وفي تلك الحالة سيكون لها تواجد كبير غربا وفي وسط السودان والخرطوم، ومن خلال انتشار قواتها في مناطق مترامية يمكنها الانطلاق إلى أخرى ووضعها تحت سيطرتها، ولذلك لن يصبح هناك وزن سياسي وعسكري للطرف الآخر يساعده في التفاوض مستقبلاً.

وأكد عضو هيئة محامي دارفور المعز حضرة أن السودان بؤرة حرب واسعة بعد فشل مفاوضات جنيف، والفاشر من النقاط المهمة التي ما زالت بيد الجيش والحركات المسلحة، وقد تشهد معارك محتدمة بعد أن تراجعت العمليات خلال أشهر الخريف التي تهطل فيها الأمطار والسيول وتكون فيها الحركة صعبة، ومع بدء فتح الطرق في أكتوبر أو بداية العام المقبل ستكون المعارك أكثر حدة.

وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن الفاشر تشكل رمزية مهمة لدارفور بعد سقوط جميع المدن الكبرى في الإقليم، وحال وقعت تحت سيطرة الدعم السريع فذلك سيخلق واقعا عسكريا مختلفا، يفتح الباب أمام مهددات أخرى، لأن الإقليم يضم قبائل متنوعة أفريقية وعربية وعندما يسيطر فصيل واحد على الإقليم ستظهر أشكال أخرى من الصراع ذات الطابع القبلي، وهناك اصطفاف واسع من قبل مجموعات قبلية، بعضها يقف بجانب الجيش، والبعض الآخر مؤيد للدعم السريع.

وشدد المعز حضرة، وهو أيضا عضو بقوى الحرية والتغيير/ المجلس المركزي، على أن أهمية الفاشر لا تجعل الحرب تتموضع فقط في دارفور، لكن الصراع من المنتظر أن يتصاعد في الخرطوم وأم درمان، والأخيرة أضحت منطقة عمليات مستمرة مع تواجد الجيش في المدينة القديمة وسيطرة الدعم السريع على غرب أم درمان، ومدن سنار (جنوب شرق)، والدمازين (جنوب ولاية وادي النيل)، وأن عدم القدرة على الحركة دفعت نحو تكثيف استخدام سلاح الطيران والمدفعية من جانب الجيش، في ظل أوضاع إنسانية متردية.

وذكر في حديثه لـ”العرب” أنه رغم توجيه اتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات في مناطق تواجدها، لكن الواقع يشير إلى أنها تسعى للسلام، في ما ترفضه عناصر الحركة الإسلامية التي تسيطر على القرار داخل الجيش، وأن استمرار الصراع الحالي من ضمن أسبابه رفض القوى المدنية انخراط الإسلاميين في مفاوضات التسوية المستقبلية بعد أن حاولوا اختراق المباحثات التي أجراها الاتحاد الأفريقي وهيئة "إيغاد" الفترة الماضية.

وتعتبر الفاشر العاصمة التاريخية لإقليم دارفور غربي السودان، وتتمتع بموقع إستراتيجي، وتربط بين شمال السودان ومدن دارفور، وتحتضن مقر قيادة الفرقة السادسة التابعة للجيش، وهي الوحيدة المتبقية من أصل خمس فرق عسكرية في إقليم دارفور، بعد أن سقطت الوحدات الأخرى وأصبحت تحت سيطرة الدعم السريع.

وتشهد الفاشر اشتباكات منذ العاشر من مايو الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما وضع قرابة 800 ألف شخص من السكان تحت حصار شديد، ودعا المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان الطرفين إلى وقف الأعمال العدائية والسماح للمساعدات بالوصول إلى المدنيين، والامتثال للالتزامات بحماية المدنيين.

مدير عام المنصورة يدشن مشروع "تعشيب ملعب نادي أهلي عدن"


لقاء تشاوري للإعلاميين والمثقفين في تبن حول الإشاعات ضد المجلس الانتقالي الجنوبي


من النويدرة إلى السلطة المحلية بالمحافظة نداء لدعم ترشيح شخصية اجتماعية أثبتت كفاءتها لمنصب قيادي


طلاب المعهد العالي للقضاء بالعاصمة عدن يناشدون صرف مستحقاتهم المالية المنقطعة