اخبار الإقليم والعالم

تبون يراهن على النيجر وليبيا لاختراق حلف الساحل المناوئ للجزائر

وكالة أنباء حضرموت

شدد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون في آخر ظهور له في إطار الحملة الانتخابية، أن بلاده متمسكة بإقامة مناطق اقتصادية حرة مع النيجر وليبيا، وهي رسالة تترجم نوايا الجزائر الرسمية وليس الانتخابية فقط، في توظيف العلاقات العائدة مع دولة النيجر والتقارب بينها وبين حكومة طرابلس، لاختراق الحلف الجديد في منطقة الساحل.

وتعهد تبون لأهالي الجنوب بإطلاق مناطق حرة للتجارة، وفتح معابر مع النيجر وليبيا، وذلك خلال تجمع انتخابي نظمه ببلدة جانت، في أقصى الجنوب الشرقي للبلاد، المتاخمة للحدود الليبية التي تحرك باتجاهها خلال الأسابيع الأخيرة قائد الجيش المشير خليفة حفتر.

وإذا كانت رسالة تبون المباشرة موجهة إلى سكان المنطقة تلبية لتقاليد وأصول حياتهم الاجتماعية والاقتصادية خاصة مع دول الجوار، فإن الإشارات كانت موجهة إلى دولتي النيجر وليبيا، اللتين يراهن عليهما من أجل اختراق الحلف الإستراتيجي المستجد في منطقة الساحل بدعم من قوى إقليمية ودولية تأتي روسيا على رأسها.

◄ الجزائر تسعى إلى تدارك تأثر مصالحها في منطقة الساحل بتطورات متسارعة عبر تفعيل نشاطها الدبلوماسي والاقتصادي

ويبدو أن خطاب المرشح الرئاسي تماهى مع الخطاب الرسمي للدولة، وأن الرجل الواثق من مروره إلى ولاية رئاسية ثانية، يريد تقديم ضمانات للدوائر النافذة في السلطة، حول قدرته على كسر الحلف الذي بات يشكل إزعاجا حقيقيا للجزائر، خاصة وأن المواجهات المسلحة في المنطقة وصلت إلى المسافة الصفر في الأيام القليلة الماضية.

وإذ حاول تبون طمأنة أنصاره والسكان في جنوب البلاد، حول اعتماد آليات جديدة في النشاط التجاري والاقتصادي، خاصة وأن فرص الشغل تتقلص تدريجيا كلما تم التوجه من الشمال إلى الجنوب، واعتماد هؤلاء على المبادلات على الشريط الحدودي، فإن التأكيد على فتح المعابر الحدودية مع النيجر وليبيا، يترجم رغبة الجزائر في بعث روابط أكثر متانة مع البلدين، وهو ما سيمكنها من إحداث اختراق في صفوف التحالف المناوئ لها.

ولفت تبون، في تجمعه الانتخابي، إلى أن بلاده تدافع عن الدول الشقيقة، خاصة وأن صوتها بات مسموعا في مجلس الأمن بفضل دفاعها عن فلسطين والصحراء، وأنها “محترمة لأنها تدافع وتساند الأشقاء، وسندافع عن كل مظلوم داخليا وخارجيا ونسعى للدفاع عن دول الجوار قدر الإمكان”.

وجدد المتحدث التزامه بالمبدأ على وجه الخصوص مع دولة النيجر، تكريسا للعلاقة الأخوية بين البلدين، و”إنني على اطّلاع تام بما تحتاجه المنطقة، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع، وخاصة الشباب، من خلال ضمان توفير كل متطلباتهم وتشجيعهم على إنجاز المشاريع، سواء كانت اقتصادية أو سياحية”.

وتابع “الجزائر دولة خير تزرع الخير وتحارب الظلم، ويجب ترسيخ أسسها للوصول إلى النقطة التي لا يمكن الرجوع عنها في أيّ ميدان، سواء سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا”.

وتسعى الجزائر إلى تدارك تأثر مصالحها في منطقة الساحل وعموم القارة السمراء عبر تفعيل نشاطها الدبلوماسي والاقتصادي، من أجل تثبيت دورها ونفوذها الذي بات مهددا بعد صعود نخب عسكرية حاكمة في دول المنطقة، ودخول قوى إقليمية ودولية كلاعبين جدد في لعبة الصراع على النفوذ بالمنطقة.

◄ التأكيد على فتح المعابر الحدودية مع النيجر وليبيا، يترجم رغبة الجزائر في بعث روابط أكثر متانة مع البلدين

وكانت زيارة رئيس وزراء النيجر إلى الجزائر غير المعلنة خلال الأسابيع الماضية، مباشرة بعد زيارة وزير الطاقة الجزائري إلى نيامي، قد فتحت آفاقا إيجابية للجزائر من أجل اختراق الحصار غير المعلن الذي ضربه عليها التحالف الجديد المدعوم من طرف روسيا.

وساهمت الزيارة في كسر الركود المسجل في الآونة الأخيرة، بعد انخراط نيامي في حلف مستجد ضم مالي والنيجر وبوركينا فاسو، قبل أن يدخل رجل ليبيا القوي خليفة حفتر على الخط، ويصبح المفتاح الذي يبدأ منه تغلغل الروس إلى أفريقيا مرورا بمنطقة الساحل.

والتقى المسؤول النيجري بمسؤولين جزائريين، على رأسهم الرئيس تبون، ورئيس الوزراء محمد نذير العرباوي، قبل أن تتوسع المشاورات إلى مختلف القطاعات، بما فيها الأمن والجيش، حيث التقى وزير الدفاع النيجري الفريق ساليفو مودي قائد أركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة.

وأفاد حينها بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، بأن “رئيس أركان الجيش الجزائري، اعتبر أن الزيارة تشكل دليلا على إرادة الطرفين في تعزيز التنسيق الأمني والتعاون العسكري الثنائي بين جيشي البلدين، وأكد على أن بلاده الملتزمة بمبادئها الراسخة مقتنعة بأن حل المشاكل الداخلية لدول القارة الأفريقية لا يمكن أن يتحقق إلا داخليا على يد الكفاءات والقدرات والقوى الحية لدول القارة”.

أما الفريق ساليفو مودي، فقد أكد على “توافق رؤى الطرفين بخصوص مجمل القضايا الأمنية التي تناولتها المحادثات الثنائية، وأمله في تعزيز علاقات التعاون بين بلده والجزائر التي أكد أنها مبنية على التشاور والاحترام المتبادل”.

ومنذ انضمام النيجر إلى حلف الساحل المكون من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، المدعوم من طرف روسيا، تبدي نيامي ليونة في التعاطي مع الجزائر، عكس الحكومات الأخرى التي دخلت في سجالات سياسية ودبلوماسية معها، خاصة دولة مالي التي أعلنت إنهاء العمل باتفاق المصالحة الوطنية الذي ترعاه الجزائر منذ العام 2015، ودخلت في قطيعة غير مسبوقة حيث صنفت الجزائر في لائحة الدول غير المرغوب في التعاون معها، كما هو الشأن مع فرنسا والولايات المتحدة.

مدير عام المنصورة يدشن مشروع "تعشيب ملعب نادي أهلي عدن"


لقاء تشاوري للإعلاميين والمثقفين في تبن حول الإشاعات ضد المجلس الانتقالي الجنوبي


من النويدرة إلى السلطة المحلية بالمحافظة نداء لدعم ترشيح شخصية اجتماعية أثبتت كفاءتها لمنصب قيادي


طلاب المعهد العالي للقضاء بالعاصمة عدن يناشدون صرف مستحقاتهم المالية المنقطعة