تقارير وحوارات
خوف النظام الإيراني الدائم من الفضاء الرقمي
خوف النظام الإيراني الدائم من الفضاء الرقمي وسط التغييرات الحكومية
خوف النظام الإيراني الدائم من الفضاء الرقمي وسط التغييرات الحكومية
في 17 آب/ أغسطس 2024، عقدت جلسة في برلمان النظام الإيراني لفحص مؤهلات المرشحين للوزارات في حكومة مسعود بزشكيان، لا سيما فيما يتعلق بوزارة الاتصالات. في هذا الاجتماع، تم التعبير بوضوح عن مخاوف النظام والولي الفقیة العميقة بشأن الفضاء الرقمي والإنترنت.
ووفقا لتقرير صادر عن وكالة تسنيم للأنباء في اليوم نفسه، صرح ستار هاشمي، وزير الاتصالات المقترح، صراحة بمهمته لإزالة مخاوف خامنئي: “لم نتمكن من إزالة مخاوف قائد الثورة بالأدوات المتاحة … وانطلاقا من تأكيد قائد الثورة ووعود الرئيس، يجب علينا تقييم الاتجاهات السابقة لتحقيق أهدافنا ومعالجة الاهتمامات المشتركة”.
كما أكد النائب مسلم صالحي على مخاوف خامنئي ودعا الهاشمي إلى تركيز عمله على “إدارة الفضاء الإلكتروني”، والتي تنطوي ضمنيا على تعزيز الرقابة والحجب والسيطرة على الاتصالات العامة.
وأكد صالحي: “إن تشكيل المجلس الأعلى للفضاء السيبراني بأمر من الولي الفقیة يظهر أهمية واهتمام حضرته بإدارة الفضاء الإلكتروني. لقد شدد مرارا وتكرارا على ضرورة وجود خطة وعدم تحويل التهديدات إلى انتهازية في هذا المجال” (وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا، 18 آب/أغسطس).
وبشكل أكثر وضوحا، شرح الملا ذو النوري التأثير “الهائل جدا” للفضاء السيبراني في تمهيد الطريق أمام “الانتفاضة” وقال: “اليوم، تشمل السيادة الوطنية للدول السيادة الاقتصادية والنقدية والمصرفية، والسيادة العسكرية والأمنية، والسيادة الاجتماعية والسياسية والثقافية تحت تأثير الفضاء الإلكتروني والإنترنت. ومع تنفيذ مشاريع واسعة النطاق مثل ستارلينك وتفعيل عشرات الآلاف من الأقمار الصناعية في المدار … ومع وجود العديد من الأقمار الصناعية البحثية والاتصالات السلكية واللاسلكية والتجارية والتجسسية فوقنا، سيكون لدينا وضع معقد للغاية … لقد رأيتم أنه في كل الاضطرابات [للانتفاضة]، ما يهدد الأمن القومي هو استخدام العدو للفضاء الإلكتروني” (شبكة أخبار النظام الإيراني، 17 آب).
وأعرب ممثل آخر، محمد قسیم عثماني، عن فشله في الحصول على حصة للمجتمع السني ومواطنيه، واعترف بتأثير الفضاء الإلكتروني على ما تم الكشف عنه، قائلا: “الآن يتلاعبون بمصداقيتنا مثل الكرة في الفضاء الإلكتروني، لكنك (أنت بزشكيان) لاتهتم بنا”. كما أقر بالمقاطعة الشديدة للانتخابات من قبل كردستان وأثار تحديا: “السيد بزشكيان أنت لم توضح لنا لماذا لم تفسح مجالا لأي من النخب السنية، وقلت بأنهم لم يصوتوا في كردستان!” (وكالة مهر للأنباء، 18 أغسطس)
في نهاية المطاف، شعر الملا حميد رسايي بالإحباط من “الالتقاط والإغلاق والحجب” من قبل النظام، واعترف بأن جميع عمليات الحظر والقيود لم تكن قادرة على منع الدور الواعي للإنترنت ولم تؤد إلا إلى زيادة “شتائم” الناس وكراهيتهم للنظام: “هذا الشكل من الحجب ليس مرشحا ولا مرشحا، نحن فقط نلعنه. أنا ضد جو الحرية، لكن حقيقة أنك تلعنها فقط ، لذلك … يجب أن تذكروا خططكم واستراتيجياتكم العملياتية في هذا المجال” (شبكة أخبار النظام، 17 آب).
وتشير هذه المناقشات إلى أن جميع جهود النظام للتجسس وفرض القيود والحجب والإبطاء المتعمد وإغلاق الإنترنت ورفع الرسوم الجمركية لم تحل أيا من آلام خامنئي و”مخاوفه”، وأن خوف النظام من الفضاء الإلكتروني لا يزال قائما، مما يعكس فجوة كبيرة بين الإجراءات الحكومية والتطورات المتنامية في الساحة الرقمية.