تقارير وحوارات
اعتقالات قصف «عين الأسد» العراقية.. «انتقائية» لتلافي «ردود انتقامية»؟
رغم إعلان العراق الإطاحة بالمتورطين في القصف الذي استهدف قبل أيام قاعدة عين الأسد، إلا أن من ألقي القبض عليهم، كانوا مساعدين في تنفيذ الهجوم وليسوا المسؤولين الرئيسيين عنه.
وفي وقت سابق الخميس، أعلن العراق اعتقال خمسة من المتورطين المشاركين في قصف قاعدة عين الأسد، «إلحاقا بالبيان الذي صدر عن خلية الإعلام الأمني يوم 6 أغسطس/آب الحالي بشأن الاعتداء الذي حصل على قاعدة عين الأسد الجوية العراقية في محافظة الأنبار، والتي يتواجد في بعض أقسامها عدد من مستشاري التحالف الدولي».
إلا أن الذين اعتقلوا من قبل العمليات المشتركة في محافظة الأنبار غرب العراق جراء تورطهم في قصف قاعدة عين الأسد التي تتمركز بها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، كانوا -وفق التحقيقات- «ليسوا من قصفوا قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار، وإنما قدموا التسهيلات لعناصر من مليشيات الثوريون التابعة لكتائب حزب الله العراق»، بحسب مصادر عسكرية مقربة من العمليات المشتركة صرحت لـ«العين الإخبارية».
وعن عدم اعتقال المتورطين من مليشيات حزب الله العراق، أجابت مصادر «العين الإخبارية»، قائلة إن «رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لا يريد الدخول في مواجهة وصراع مع تلك الفصائل المسلحة كما حصل في عهد رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي عندما اقتحموا المنطقة الخضراء ومقر إقامته على خلفية اعتقال عدد من عناصر كتائب حزب الله».
فماذا نعرف عن هوية المقبوض عليهم؟
حصلت «العين الإخبارية» من مصادرها، على معلومات حول هوية الأشخاص الذين اعتقلوا من قبل العمليات المشتركة في محافظة الأنبار غرب العراق جراء تورطهم في قصف «عين الأسد».
وبحسب المعلومات التي كشفت عنها مصادر عسكرية مقربة من العمليات المشتركة، فإن المعتقلين «هم من الحشد العشائري الذي أسسه فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي بعد سقوط محافظات واسعة بيد تنظيم داعش عام 2014».
وقالت المصادر إن «جميع المعتقلين من محافظة الأنبار وهم أعضاء في الحشد الشعائري (السني) وهم، عايد الجغيفي، وقاسم مصطر، وقاسم خلف، ومحمد الجغيفي، وشاكر الجغيفي».
وكانت حكومة السوداني قد شددت على رفضها "رفضاً قاطعاً أي اعتداء من داخل العراق أو خارجه، على الأراضي والمصالح والأهداف العراقية وعلى رفض الأعمال والممارسات المتهوّرة التي تستهدف القواعد العراقية، والبعثات الدبلوماسية، وأماكن تواجد مستشاري التحالف الدولي، وكل ما من شأنه رفع التوتر في المنطقة، أو جر العراق الى أوضاع وتداعيات خطيرة".
وفي السادس من أغسطس/آب الحالي، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، عن التوصل لمعلومات مهمة عن مطلقي الصواريخ على قاعدة عين الأسد الجوية.
ومساء الإثنين الماضي، تعرضت قاعدة عين الأسد الجوية العراقية التي يتواجد فيها جنود من الأمريكيين لهجوم بالصواريخ ما أسفر عن إصابة سبعة أمريكيين.
وحمّلت واشنطن مسؤولية الهجوم لإحدى الفصائل العراقية الموالية لإيران، والتي كانت تبنت قبل أشهر عشرات الهجمات ضد القوات الأميركية دعماً للفلسطينيين، في أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقد تراجعت وتيرة تلك الضربات بشكل كبير منذ بداية عام 2024، إلا أن قاعدة عين الأسد تعرضت لثلاث هجمات في الآونة الأخيرة. وسبق هجوم الإثنين اعتداءان في 16 و25 يوليو/تموز الماضي.
وتوقفت المليشيات العراقية المقربة من إيران في الآونة الأخيرة عن استهداف القوات الأمريكية بعد بدء مفاوضات بين الحكومة العراقية وقوات التحالف الدولي لإنهاء تواجدها في العراق.