تقارير وحوارات
الأردن في مواجهة التهديدات الإيرانية
في مقالها الأخير المنشور في “إیلاف“، تطرح النائبة الأردنية عائشة الحسنات تساؤلات هامة حول طبيعة ونوايا نظام الملالي في إيران تجاه الأردن. من خلال تحليلها للوضع السياسي والأمني في المنطقة، تكشف الحسنات عن سلسلة من المواقف العدائية والإجراءات التخريبية التي تنتهجها إيران ضد الأردن ودول المنطقة الأخرى.
تفتتح الحسنات مقالها بتساؤل مركزي: “ماذا يريد نظام الملالي من الأردن ولماذا كل هذا العداء وكل تلك المساعي الشريرة من أجل هدم المجتمع الأردني بنشر فوضى المخدرات والسلاح وتشجيع وتعزيز قوى التطرف؟” وتشير الحسنات إلى أن هذه الممارسات ليست جديدة، بل هي استمرار لعقود من “الحقد الدفين والتآمر على الأردن”.
وتشير الكاتبة إلى أن أحداث الثورة السورية والعدوان على غزة كشفت الستار عن “نوايا ومخططات الشر الموجهة تجاه فلسطين، والأردن على وجه التحديد، بل وكانت أيضاً ولا زالت موجهة تجاه المنطقة بأسرها!”.
وتوضح الحسنات أن تورط إيران في النزاعات الإقليمية يمتد من “إيران إلى العراق إلى اليمن إلى سوريا إلى لبنان وفلسطين وقطاع غزة على وجه التحديد”. وتصف الكاتبة كيف أن إيران تخوض حرب تهريب غير مباشرة ضد الأردن من خلال “تهريب المخدرات والسلاح، واستنزاف قوانا المسلحة واقتصادنا ومستوى معيشتنا، وأماننا واستقرارانا الذي يتميز به الأردن”.
وتلفت الحسنات الانتباه إلى أن نظام الملالي لجأ إلى “إلقاء تبعات فشلهم بشكل غير مباشر على دول المنطقة وخاصة الأردن”. وتضيف أن التصعيد المسلح والعداء المعلن تجاه الأردن يأتي من “كلا الجبهتين السورية والعراقية على يد قوات عاملة بالوكالة لصالح طهران”.
وتؤكد الحسنات أن إيران، بعد افتضاح مخططاتها، بدأت “باللجوء إلى إلقاء تبعات فشلهم بشكل غير مباشر على دول المنطقة وخاصة الأردن”. وتصف الهجوم الإيراني الهزيل على “إسرائيل في 13 نيسان (أبريل) 2024” بأنه محاولة للفت الأنظار عن فشلهم في المنطقة.
وتستعرض الحسنات ما وصفته بالهجوم الصوري لنظام الملالي على “إسرائيل”، وتؤكد أن هذا الهجوم “حداً فاصلاً بين سياسة المناورة والخبث التي كان يتبعها الملالي مع الأردن، وسياسة المواجهة التي فرضتها للعلن فضيحة ما أسموه بطوفان الأقصى”.
وتضيف: “أبادت غزة، وتريد هدم المعبد على رؤوس الشعب الفلسطيني وطمس قضيته وكافة حقوقه المشروعة في سبيل القضاء على انتفاضة الشعب الإيراني وتركيعه وبقاء نظام الملالي على سدة الحكم في إيران وتقاسم النفوذ مع الآخرين في المنطقة”.
وتوضح الحسنات أن إيران، من خلال ميليشياتها، تمثل تهديدًا مستمرًا للأردن عبر “سنين طويلة من الاستنزاف والمراوغة على الحدود مع سوريا، والحدود العراقية التي يناور من خلالها الملالي على الدوام، والحدود اللبنانية”.
وتضيف أن شعار “تحرير القدس عبر كربلاء” ليس إلا “ذر الرماد في العيون وخدمة مخططاتهم الاستعمارية”. وتشير إلى أن الملالي في العراق لم يحققوا شيئًا لصالح الفلسطينيين، بل على العكس، “ذبحوهم وشردوهم ونهبوا ممتلكاتهم وكذلك فعلوا في سوريا ولبنان”.
وتختتم الحسنات مقالها بالإشارة إلى ضرورة الوقوف بجانب الشعب الإيراني ومقاومته المشروعة ضد نظام الملالي، مشيرةً إلى أن “مواجهة نظام الملالي فرض على كل حر وليست على الأردن بمفرده، ويجب ألا يُترك الأردن بمفرده في مثل هكذا مواجهة”.
وفي هذا السياق، تسلط الحسنات الضوء على دور المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمته المحورية، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، في مواجهة نظام الملالي منذ أكثر من أربعة عقود ونصف. وتقول إن هذه المنظمة قدمت تضحيات جسيمة، حيث “دفعوا خلالها أكثر من 120 ألف شهيد من خيرة أبناء إيران وعشرات الآلاف من المفقودين والسجناء السياسيين”.
وتشيد الحسنات بجهود المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي التي “فضحت مؤامرات ومخططات النظام”. وتعبر عن أسفها لعدم استجابة المجتمع الدولي، بما في ذلك الأردن، لنداءات الشعب الإيراني ودعواته للوقوف إلى جانبه في نضاله المشروع.
وتضيف: “اليوم ندرك ضرورة ذلك كخلاص للشعب الإيراني ودول وشعوب المنطقة”. وتشدد على أن هذه ليست وجهة نظرها وحدها، بل هي وجهة نظر مشتركة لدى الكثير من المفكرين والكتاب العرب وغير العرب في الشرق والغرب، الذين يرون أن “مواجهة نظام الملالي فرض على كل حر وليست على الأردن بمفرده”.
تعكس رؤية الكاتبة عائشة الحسنات حول التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه الأردن في ظل السياسات الإيرانية في المنطقة، وتبرز الحاجة إلى تضامن دولي لمواجهة هذه التهديدات و ضرورة دعم المقاومة الإيرانية والشعب الإيراني في سعيهم نحو دولة ديمقراطية حرة، وتؤكد على أهمية التضامن الدولي لمواجهة نظام الملالي.