تقارير وحوارات
النظام الإيراني يحاول عبثاً احتواء أزماته بعد هلاك ابراهيم رئيسي
تندلع السجالات والنقاشات في أعقاب الانتخابات البرلمانية في الأول من مارس/آذار حول منصب رئاسة المجلس.
يتحدث العديد من رموز النظام وينتقدون محمد باقر قاليباف، رئيس المجلس الحالي، حتى أخيرًا في 28 مايو/أيار وبعد تصويت برلماني زائف، يُعلن قاليباف رئيسًا للبرلمان لمدة عام آخر بحصوله على 198 صوتًا.
ويذكرهم الولي الفقيه للنظام، علي خامنئي، في رسالة قرأها رئيس مكتبه لأعضاء مجلس الشورى، بـ”نقطة مهمة”، قائلاً: “لا تضيعوا مدة ولايتكم القصيرة بمنافسات إعلامية لا طائل منها. والخلافات السياسية الضارة في المجلس، وإلا ضاعت القدرات القيمة للنواب في هذا المنصب الرفيع، وكانت هذه خسارة كبيرة”.
ويحذرهم خامنئي من أن القْسم الذي يؤدونه اليوم “سيعود ليطاردهم” غدًا، مضيفًا: «هناك نقطة أخرى تتعلق بقسم التمثيل. هذا القسم ليس رمزيًا أو احتفاليًا؛ إنه قسم حقيقي ومسؤول سيكون له عواقب في الدنيا والآخرة».
ويُنهي خامنئي رسالته بتوجيه الشكر لقاليباف، وهو ما يفسره كثيرون على أنه نهاية للصراع على رئاسة البرلمان وتلميح علني لتمديد رئاسة قاليباف لمدة عام على الأقل.
يحدث ذلك على الرغم من أن كتلة الأغلبية البرلمانية المعارضة لقاليباف كانت قد أعلنت قبل يومين تشكيلها بأغلبية 178 صوتًا.
بينما يعارض قاليباف رئيسي علناً في المجلس الحادي عشر، داعياً إلى تغيير في الحكم و”حكم جديد”، فإن إصرار المرشد الأعلى على تعيين قاليباف لرئاسة المجلس الثاني عشر ليس سوى محاولة للسيطرة مؤقتاً على الأزمة والانتقال في الوضع الفوضوي الذي أعقب وفاة رئيسي.
ويدرك خامنئي أن المجلس هو مركز فعلي ومحتمل للصراع والأزمات. ففي أول تصريحات علنية له بعد الانتخابات الصورية، في اجتماع مع مجلس الخبراء، في 7 آذار/مارس، يُعرب عن قلقه من أن “القتال والأعمال العدائية التي ترضي العدو” قد “تدمر حلاوة المجلس الجديد”.
تعيين قاليباف لا ينهي الأزمة، بل يُغطيها بشكل مؤقت حتى لا تندلع بشكل أكثر حدة لاحقًا. ومن علامات هذه الأزمة المخزونة، الأصوات الباطلة الـ 24 خلال انتخابات رئاسة البرلمان، مما يشير إلى معارضة جدية لتعيين قاليباف.
ولذلك، سيكون المجلس في العام المقبل أحد مراكز الصراع النشطة، التي لن تقتصر على داخل المجلس نفسه.
ویؤدي هلاك رئيسي، الذي كان خامنئي يعده لسنوات لاتباع طريق القمع الداخلي والعدوان الخارجي، إلى إغراق النظام برمته في التوتر والأزمة.
تمديد رئاسة قاليباف لمدة عام آخر، حتى لو كان ذلك يخفف التوتر الحالي في المجلس، سيؤدي إلى تفاقم الأزمات في قمة النظام وداخل جسده بعد نفوق رئيسي.