ثقافة وفنون

مهرجان الطبول يحتفي بمحمد طه فنان المواويل الشعبية المصرية

وكالة أنباء حضرموت

 يدخل المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية في القاهرة عقده الثاني هذا العام، مع انعقاد دورته الحادية عشرة بمشاركة فرق تمثل ثماني دول عربية وآسيوية ولاتينية.

وتأتي الدورة الجديدة من المهرجان الدولي للطبول وطبول الحرب تدق في أمكنة عديدة من العالم، وتتصاعد التوترات الإقليمية والعالمية هنا وهناك، معلنة أن الفن يجمع الشعوب بينما تفرقها الصراعات، ويدافع عن القيم الإنسانية المشتركة. وبأجواء مزجت بين الفلكلور الشعبي المصري والإيقاعات الموسيقية العالمية انطلق المهرجان ليل الأحد بمسرح سور القاهرة الشمالي الأثري.

وتشارك في هذه الدورة فرق تمثل سفارات الصين والهند والبرازيل واليابان وجنوب السودان وموريتانيا وفلسطين وسوريا، إضافة إلى نحو 30 فرقة مصرية تابعة لقطاعات وزارة الثقافة المختلفة وفرق أخرى مستقلة.

شمل حفل الافتتاح مقتطفات غنائية واستعراضية للفرق المشاركة قوبلت بتفاعل من الجمهور الكبير الذي حضر من جنسيات متعددة. ويقدم المهرجان الذي يستمر حتى الأول من يونيو المقبل عروضه في بيت السناري بحي السيدة زينب وساحة الهناجر بالأوبرا وقصر الأمير طاز.

المهرجان الذي يقام سنويا تحت شعار “حوار الطبول من أجل السلام” يجذب أعدادا كبيرة من الجمهور نظرا لإقامة فعالياته بالمجان وتزامنها مع بدء الإجازة الصيفية للطلاب.

وقال مؤسس ورئيس المهرجان انتصار عبدالفتاح في حفل الافتتاح إن 170 فرقة من مختلف أنحاء العالم شاركت في المهرجان منذ تأسيسه قبل 11 عاما، كما تشارك اليابان والبرازيل لأول مرة هذا العام. وأضاف أن هذه الدورة تحتفي بفن الموال الشعبي لذلك اختارت الفنان الراحل محمد طه شخصية المهرجان مع تقديم مجموعة من المواهب الجديدة في هذا المجال.

وبالتزامن مع المهرجان، الذي تنظمه مؤسسة حوار لفنون ثقافات الشعوب بالتعاون مع وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة، يقام معرض لفن العرائس والماريونيت في بيت السناري بمشاركة أكثر من 20 فنانا ومصمما.

وكان مؤسس ورئيس المهرجان انتصار عبدالفتاح قال في مؤتمر صحفي منذ أيام إن الدورة الحادية عشرة تعد دورة كبيرة واستثنائية رغم إقامتها في ظل ظروف صعبة بسبب الأوضاع الاقتصادية الضاغطة بأنحاء العالم. وجراء الأوضاع الاقتصادية المصرية، لم يتمكن المهرجان من استضافة فرق من الخارج ككل عام، بل استعان وفق تصريحات عبدالفتاح بفرق من سفارات الدول المشاركة بالقاهرة.

ومحد طه (1922 – 1996)، شخصية المهرجان لهذا العام، هو فنان شعبي عصامي، ولد ونشأ في صعيد مصر، ويلقب بأنه صاحب الـ10 آلاف موال. بدون إعداد سابق، كان يؤلف ويلحن ويغني، كما كان صاحب فرقة موسيقية وشركة أسطوانات. كان يغني على مسارح الفن الشعبي في القاهرة، ومنها مقاهي حي الحسين والسيدة زينب التي كان يغني فيها أثناء الاحتفال بالموالد والمناسبات الدينية.

تصادف في سنة 1954 أن استمع إليه الإذاعيان الكبيران طاهر أبوزيد وإيهاب الأزهري وهو يغني في مقهى “المعلم علي الأعرج” بحي الحسين، واصطحباه إلى الإذاعة حيث قاما بتسجيل عدد من مواويله.

بعد ذلك ضمه زكريا الحجاوي إلى “فرقة الفلاحين للفنون الشعبية” التي كلفته وزارة الثقافة بتشكيلها. وضمه الإذاعي جلال معوض لإحياء حفل أضواء المدينة، في غزة. غنى في الاحتفال بعيد الثورة أمام جمهور يتقدمه جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر وكمال الدين حسين وغيرهم من القادة.

ومع توسع شهرته، كوّن فرقته الموسيقية الخاصة التي كانت تسمى “الفرقة الذهبية للفنون الشعبية” وضمّ إليها أخاه شعبان طه كما ضمت الفرقة عازفين للناي والأرغول والكمان والعود والطبلة، وهي الفرقة التي ظلت تلازمه في كل حفلاته وأسفاره وأيضا في الأفلام التي شارك فيها ومن أشهرها “دعاء الكروان” و”زوجة ليوم واحد” و”ملك البترول” و”السفيرة عزيزة”. كما أسس شركة لطباعة أسطواناته سماها شركة “ابن البلد”.

ويحظى المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية الذي انطلق لأول مرة في 2013 وتنظمه مؤسسة حوار لفنون وثقافات الشعوب بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة بإقبال جماهيري كبير كل عام حيث تقام فعالياته بالمجان في أماكن تاريخية وتراثية مفتوحة.

وهذا العام، افتتحت فعاليات المهرجان بحضور نحو 7 آلاف متفرج، لم يمنعهم نزول المطر قبل افتتاح المهرجان من أن يملؤوا جنبات مسرح السور الشمالي ويأتوا من مختلف أقاليم مصر للاستمتاع بالفنون التراثية والرقص على نغمات وإيقاعات الطبول بمختلف أنواعها.

هذه الآلة التي يحبها الكثيرون حول العالم، وتعزفها الشعوب كل حسب تراثها، ظهرت كإحدى الأدوات الموسيقية الإيقاعية منذ أكثر من ستة آلاف سنة، وتقول مراجع تاريخية إن نشأتها كانت في المنطقة الجبلية لإقليم مورافيا بشرق جمهورية التشيك، حيث ظهر بها عدد من الطبول الفخارية، وكانت تصنع من الطين أو الخشب أو النحاس أو البرونز، ويتم شد جلود بعض الحيوانات كالثيران والأسماك، وهناك البعض منها تحتوي على حزام سميك مصنوع من الجلد لحملها على الأكتاف.

وانتشر هذا النوع من الآلات الموسيقية أكثر بمنطقة الشرق الأدنى، ففي عهد الحضارة السومرية بجنوب بلاد الرافدين، كانت الطبول المستديرة الضخمة منتشرة بمنازل الحكمة والهياكل الدينية، وكانوا يعتبرون صوتها الملهم الوحيد لأعمال الخير، ومنها يمكن دعوة الآلهة.

أما المصريون القدامى، فاشتهروا بصناعة الطبول من خشب السدر، وتفننوا في تشكيلها منها الطبول العملاقة التي يضرب عليها لشحذ همة فرق البناة والمشيدين للأهرامات وأبوالهول. وقد اعتقد المصريون القدماء أن إيقاع وصوت الطبول يحفز العقل والجسم ويحثهما على الإبداع، وكانت إيقاعات قرع الطبول علما يدرس في المعابد الفرعونية القديمة.

مدير صندوق النظافة والتحسين بأحور يناشد محافظ محافظة أبين


قوات الحزام الأمني مسنوداً بالمشتركة الجنوبية تكبد الحوثي خسائر كبيرة شمال غرب المسيمير الحواشب


دولة عظمى تقرر إعادة فتح سفارتها في عدن


رفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في عاصمة شبوة