هل تحقق الكاميرون حلم التتويج القاري على ارضها؟

أبقى المنتخب الكاميروني المضيف على حلم التتويج على أرضه بالكأس السادسة وبلغ الاثنين الدور ربع النهائي من كأس أمم إفريقيا لكرة القدم بفوزه 2-1 على جزر القمر المتواضعة المنقوصة من حراسها وقائدها إثر طرد مبكر، ليضرب موعدًا السبت المقبل مع غامبيا التي واصلت كتابة التاريخ بفوزها على غينيا 1-صفر.

على ملعب "أوليمبي" في العاصمة ياوندي، أفادت الكاميرون على أكمل وجه من محن منتخب جزر القمر الذي وصل الى ثمن النهائي في مشاركته الاولى على الإطلاق في البطولة القارية، لتبلغ "الأسود غير المروضة" الدور ربع النهائي للمرة التاسعة في آخر 11 نسخة.

ولعب المدافع شاكر الهادور في حراسة مرمى منتخب جزر القمر لتعذر مشاركة حراسه الثلاثة إما بسبب بروتوكلات فيروس كورونا او الاصابة البدنية، بالاضافة الى غياب العديد من لاعبيه بسبب كوفيد-19. كما منيت جزر القمر بانتكاسة أخرى باكرًا بعد طرد قائدها المدافع ندجيم عبدو في الدقيقة السابعة.

وأحرز كارل توكو إيكامبي مهاجم ليون الفرنسي (29) وهداف البطولة مهاجم النصر السعودي فانسان أبو بكر (70) هدفي الكاميرون ليرفع الاخير رصيده الى ستة أهداف، فيما سجل يوسف مشانغاما لجزر القمر أحد أجمل أهداف البطولة من على بعد قرابة 33 مترًا (81).

وحاول منتخب جزر القمر الحصول على إعفاء لمشاركة الحارس علي أحمدا بعد أن جاءت نتيجته سلبية الاثنين، إلا أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) لم يسمح له بذلك على اعتبار أن نتيجته كانت ايجابية قبل يومين فقط من المباراة، فيما ينص البروتوكول الجديد للإتحاد بخصوص فيروس "كوفيد-19" والذي تم تعديله خلال النهائيات "على فترة خمسة أيام من الحجر الصحي قبل السماح للاعب أصيب بالفيروس بإجراء اختبار "بي سي آر" 48 ساعة قبل موعد المباراة" بحسب متحدث باسم الاتحاد القاري.

لحظة تاريخية

قال أبو بكر بعد الفوز "المبارة لم تكن سهلة أبدًا، لم نقدم الأداء المطلوب، وحتى رغم حصولهم على الطرد أخذنا المباراة بأريحية بعض الشيء. جزر القمر قدموا ما لديهم وحصلنا على مبتغانا ولكن في بعض الاحيان لم نترجم الفرص الى اهداف".

وتابع "المهم أننا تأهلنا الى ربع النهائي وحلم (التتويج) لا بد ان يتحقق للكاميرون ولا بد ان نحسن الاداء".

ولعب الهادور في المرمى بسبب إصابة الحارس الآخر مؤيد أوسيني بكورونا وتعرض سليم بن بوينة الذي لعب أساسيًا في المباراتين ضد المغرب وغانا، إلى إصابة في الكتف.

قال بعد اللقاء "نعم إنها لحظة تاريخية بالنسبة لي، ربما يحصل هذا للمرة الاولى في عالم كرة القدم ولكن الدروس ايجابية. كنا نعرف ان المباراة ستكون صعبة من دون حارس مرمى، نستحق الثناء، لم نبخل بأي نقطة عرق على منتخبنا، نحن فخورون بأنفسنا"، مضيفًا "قمت بما علي القيام به".

وكأن مصائب جزر القمر لم تكن كافية، منيت بانتكاسة مبكرة بعد طرد عبدو بسبب تدخل من الخلف على نيكولا موميي نغامالو بعد الاحتكام الى حكم الفيديو المساعد "في ايه آر".

أحاط لاعبو جزر القمر الغاضبين الحكم، أما على مقاعد البدلاء، بدا أن أعضاء الجهاز الفني يريدون مغادرة الملعب، وعمدوا إلى طي أذرعهم على شكل حرف "أكس" بالانكليزية فوق رؤوسهم، قبل أن يغيروا رأيهم.

وكانت الكاميرون التي تحلم بالتتويج على أرضها للمرة الاولى بعد أن رفعت الكأس في 1984، 1988، 2000، 2002 و2017، تصدرت مجموعتها بانتصارين على وتعادل، فيما خالفت جزر القمر التوقعات وبلغت الادوار الاقصائية من أول مشاركة كأحد أفضل المنتخبات التي احتلت المركز الثالث.

وحافظت الكاميرون على سجلها المميز منذ بداية نسخة 2017، إذ خسرت مباراة واحدة كانت في الدور ثمن النهائي في النسخة الاخيرة عام 2019 ضد نيجيريا (3-2) مقابل سبعة انتصارات وستة تعادلات.

وافتتح إيكامبي التسجيل بتسديدة الى يمين الهادور من داخل المنطقة(29).

ونجح أبو بكر في إحراز هدفه السادس في هذه النسخة عندما وصلته كرة طويلة في العمق رائعة بين المدافعين من مارتان هونغلا داخل المنطقة، تابعها في الشباك مراوغًا الهادور الذي كان تعملق بست تصديات في المباراة (70).

ولم تخرج جزر القمر مرفوعة الرأس فقط بل ربما بأحد أجمل أهداف البطولة بعد أن نفذ مشانغاما ضربة حرة من بُعد 33 مترًا مسكنًا الكرة في أعلى الزاوية اليمنى بعيدًا عن متناول أونانا (81).

وقال مشانغاما الذي حصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة "حالفني الحظ في تسجيل هذا الهدف. لم نصل الى نتيجة التعادل ولكن نحن سعداء بالوصول الى هنا في هذه المشاركة وشرفنا جزر القمر".

غامبيا تواصل مشوراها 

تابعت غامبيا في أوّل مشاركة لها في تاريخها في النهائيات كتابة التاريخ بعد فوزها على غينيا 1-صفر في "دربي" غرب إفريقيا على ملعب "كويكونغ" في بافوسام.

ويدين منتخب "العقارب" بالفوز إلى مهاجم بولونيا الإيطالي موسى بارو الذي سجل الهدف اليتيم في الدقيقة 71.

وأصبحت غامبيا رابع منتخب في القرن الحادي والعشرين يبلغ الدور ربع النهائي في البطولة القارية من المشاركة الاولى بعد غينيا الاستوائية (2012)، الرأس الاخضر (2013) ومدغشفر (2019).

وأثنى البلجيكي توم سانتفيت مدرب غامبيا على لاعبيه، قائلاً "هؤلاء هم أبطالي".

وأضاف عندما سُئل عن سرّ غامبيا "إنه منتخب، ليس أفراداً، ولكنه منتخب يلعب كمجموعة، مع حلم ومع استراتيجية. كل لاعب منضبط للغاية ويفعل كل شيء لتحقيق ذلك".

وطرد مهاجم غامبيا يوسوفا نجي في الدقيقة 87 بعد نيله بطاقتين صفراوين بعد 14 دقيقة من نزوله بديلاً، قبل أن يطرد مدافع غينيا إبراهيما كونتيه في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع.

ولم تذق غامبيا طعم الخسارة في مبارياتها الأربع الاولى (3 انتصارات وتعادل)، وباتت ثاني منتخب في القرن الحادي والعشرين لا يخسر أي مباراة في أربعة لقاءات يخوضها في مشاركته الاولى في المسابقة، بعد مدغشقر عام 2019 (فوزان وتعادلان).

وغاب عن غينيا قائده لاعب ليفربول الانكليزي نابي كيتا الموقوف، ولاعب تولوز الفرنسي سيلا المصاب.

في المقابل، ادخلت غامبيا أربعة تبديلات على التشكيلة، ثلاثة منها اضطرارية قبل دقائق من انطلاق المباراة اثر اصابة مدافع ناتويتش تاون الانكليزي إيبو توراي المولود في ليفربول وسعيدي جانكو السويسري الايطالي الجنسية المولود في زوريخ والذي يلعب مع فياريال الاسباني ونواه سونكو بتسمم عذائي.

وسجلت غامبيا هدف اللقاء الوحيد بعد تمريرة رائعة من لاعب بياتشنزا الإيطالي يوسوفو بوب إلى مهاجم بولونيا بارو داخل منطقة الجزاء الذي توغل وراوغ وسدد كرة بقدمه اليسرى في الشباك (71).

وكان المنتخب التونسي حجز مقعده الاحد الى ربع النهائي بإطاحته نيجيريا ليلاقي السبت المقبل أيضًا بوركينا فاسو الفائزة على الغابون بركلات الترجيح.